الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بدل السكوت .. دم ميادة أشرف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رصاص من المجهول يعبر فضاء اللحظة ليصافح روح ميادة أشرف، ويصحبها نحو دار أخرى فيها العدل المطلق، الفرح التام، والراحة الأبدية. دم قانٍ ساخن ينزف من جسد صغير كان يسعى لواجبه في جرأة وصبر.
كانت آخر ما كتبته ميادة لموقع الدستور "أن مجموعة من الملثمين كانوا ضمن متظاهري الإخوان يطلقون الرصاص على قوات الأمن" ، وحكى لي زميل بالدستور أنه تحدث إلى شهيدة الصحافة قبل دقائق من إصابتها وأخبرته أن مظاهرة الإخوان تحولت إلى معركة بالسلاح.
بعد دقائق من إصابتها انتقل الزميل إلى موقع الحدث فوجد شيماء جثة مسحوبة فى داخل المسجد، وكاميرات شباب الجماعة تلتقط لها صورا باعتبارها شهيدتهم. حاول الزميل أن ينقل شيماء لكن، تحلق متظاهري الجماعة ومن معهم من ملثمين حال دون ذلك، ولم تمر دقائق حتى وجد عدد من شباب الجماعة يهتف "الداخلية بلطجية" ليلصق جريمة القتل برجال الشرطة.
سأل الزميل عن ظروف مقتلها فعلم أن مجموعة من الملثمين أطلقوا النار عليها من الخلف، وقال إنه أجرى اتصالات مكثفة من مديرية الأمن حتى يخرج بجثمان الشهيدة من ساحة المسجد. ساعات قليلة وتسابقت مواقع الإخوان الإلكترونية على اتهام قوات الأمن بقتل ميادة أشرف، وكأنها فرصة للاتجار بدم الأبرياء وتحويل القتلة إلى ضحايا.
رصاصهم أعمى مثل قلوبهم. يرسمون الموت والخراب على أرصفة مصر التي عرفت كبلد للأمن والأمان . لم يقل لنا أحدهم يوما : لماذا يسقط القتلى فى تظاهراتهم ، ولم ينطلق الرصاص! لم يخبرونا كيف اكتسبوا تلك القسوة فحولوا جثث الضحايا إلى سلعة، وكيف سكنهم البرود لدرجة الاحتفال بموت فتاة لا علاقة لها بجماعتهم سوى أنها تؤدي واجبها !! أي وحوش بشرية تلك التي ثقبت جسد فتاة صغيرة لا حول لها ولا قوة لتشعل أزمة أو تلصق تهمة ؟ أي أناس سمحت لهم ضمائرهم أن يأكلوا لحم ميادة ميتا فاستغلوا صورها قتيلة في الدعاية الرخيصة لثورتهم المزعومة !
إلى متى نراقب الجنازات دون أن نتحرك ؟ إن الشاعر محمد الماغوط يقول "مراقبة الألم من وراء الزجاج شيء مضحك.. كالأطرش الذي يسمع موسيقى.." هل هو قدرنا أن نحزن إلى الأبد ؟ هل علينا أن ندفع ضريبة ترك جماعة الإخوان دون بتر طيلة ثمانية عقود؟ هل هو مصيرنا أن ننزف كل يوم كي يسترح مرسي وبديع والشاطر في زنازينهم ؟

لو كانوا يعقلون، أو كانوا يفكرون. لو كان لدى هؤلاء ذرة ضمير أو بصيص وطنية. لوكان شباب الإخوان على بعض من الحق أو قليل من الصواب، ما خرجوا لنصرة مجرميهم وما حرضوا على الخراب.
 والله أعلم ..