جدل واسع أحدثه مسلسل "صلة رحم" منذ بداية عرضه خلال الموسم الرمضاني، لما يتناوله من فكرة تأجير الأرحام، والتي يتم مناقشتها لأول مرة بهذا الشكل في الدراما العربية، حيث تدور أحداثه حول شخصية "د.حسام" دكتور التخدير الذي يفقد جنينه من خلال حادثة، فيقرر استغلال بويضات زوجته التي تم تجميدها، وتلقيحها، واستئجار رحم لوضعه فيها.
يقول الفنان إياد نصار بطل العمل، إن هذا المسلسل كان يُعد تحديًا جديدًا بالنسبة له، حيث أنه يبحث عن المغامرة، ولا يشعر بالراحة في المنطقة الآمنة، لذلك يبحث عن خوض تجارب جديدة، تمس المواطن.
استطاع الفنان الأردني إياد نصار بناء جسر ثقة بينه وبين الجمهور خلال السنوات الماضية لتصبح أعماله ماركة مسجلة، يبحث عنها الجمهور على الشاشات في كل عام، لتصبح أعماله طبقا رئيسيا على المائدة الرمضانية للجمهور المصري والعربي، ويطل علينا هذا العام بعمل جديد في فكرته صادم في طرحه، ليضع الجمهور أمام قصة رجل تصطدم مبادئه بأنانيته ليحدد اختيار مصيره.
التقت «البوابة» بالفنان إياد نصار وتحدثنا معه حول ردود الأفعال التي وصلته، وأسباب اختياره للعمل من البداية، وأهم الصعوبات التي واجهها أثناء التصوير، والعمل المتكرر مع الفنانة يسرا اللوزي، وأسماء أبو اليزيد بالإضافة للعديد من القضايا الأخرى وإلى نص الحوار.
** في البداية هل توقعت كل ردود الأفعال هذه حول العمل بهذا الشكل؟
في الحقيقة عندما أقوم باختيار تقديم العمل، أبحث من خلال ما أقدمه عن إحداث رد فعل وأن يلقى استحسان الجمهور، من خلال تقديم نص بلا ثغرات، وتوافر أدوات جيدة ليلاقي جماهيرية، فأنا كنت أتمنى وجود ردود أفعال كبيرة، وهذا ما حدث.
** لماذا قمت باختيار "صلة رحم"؟
طبيعتي أني لا أحب الموضوعات الهادئة، أو تقديم أعمال تمر مرور الكرام، أحب دائما إثارة الجدل، وتقديم موضوعات تهمني كإنسان، وتهم المجتمع، فنحن لا نناقش المشكلات مثل الندوات، فلكل شيء طبيعته الخاصة، الفن يناقش القضية من أكثر من جانب، مع وجود رابط ما بينهم، فالعمل يطرح قضية إنسانية، لعرض مصير شخص أخد قرار تأجير رحم، رغم حرمانيته.
** لو تم وضع إياد في مثل موقف البطل ماذا سوف يكون قراره؟
الحقيقة عندما تسألني عن موقفي أثناء تصوير العمل، فأنا بكون مندمجا تماما مع الشخصية، وأوافقها في كل قراراتها، ولا أستطيع التفكير كإياد إلا بعد انتهاء التصوير، والانفصال عن الشخصية التي أجسدها، لأبدأ مشاهدتها مثل الجمهور، لذلك لا أستطيع الإجابة عن ذلك السؤال الآن، ومع ذلك كل ما أستطيع قوله إني إنسان متدين بطبعي، فلن أكون من مؤيدي مخالفة الدين، وسوف أؤمن بقضاء الله وقدره، وأتمنى ألا يتم وضعي في ذلك الوضع لأن أغلبنا عندما يتم وضعهم في مواقف معينة، تتغير معتقداتنا، وهذا مع حدث مع شخصية "حسام" فهو كانت له مبادئ لكنه تخلى عنها أمام أنانيته.
** ما رأيك في تجربة المسلسلات الـ15 حلقة؟
المسلسلات ذات الـ15 حلقة فى مصلحة العمل والمشاهد حيث تمكن صناعه من تحسين جودة العمل وزيادة التركيز عليه، لأن الأعمال الـ 30 حلقة أصبحت مرهقة على الإنتاج والكتابة والفنانين، وعلى المشاهد أيضا، المسلسلات في السنوات السابقة كانت تتكون من عدد قليل من الحلقات.
** أين تقع صعوبة هذا العمل؟
ظروف تصويره كلها كانت صعبة، وأحب توجيه الشكر للمخرج تامر نادي الذي آمن بالموضوع، ونفذه مثل ما نقول بالدم كما يقال، بجانب وقوف منتج العمل بجانبنا في تلك الظروف، وانضمام المؤلف محمد هشام عبية، الذي أضاف للعمل، وكل فريق المسلسل، الجميع كان يتكاتف للإضافة والخروج في أفضل صورة.
** ما الصفة التي تميز شخصية "حسام"؟
شخصية حسام مهموم بتكوين أسرة مع الست التي يحبها، وهذا طرح عكس السائد أن الرجل لا يهتم بتكوين الأسرة، فدائما يقال إن الرجل يترك الأسرة ويرحل، لكن في الحقيقة أن قرار الزواج نفسه بداية قرار تكوين الأسرة التي يسعى ليها الرجل.
** من الأمور الملفتة للنظر أيضا هو الأغنية الدعائية للعمل؟
الحقيقه كان اختيارا في محله، وكذلك اختيار عدوية لأغنية التتر، فكل عنصر في ذلك العمل، كانت في محلها الحقيقة.
** لماذا اخترت للشخصية مهنة الطب؟
اختيار المهنة كانت من أهم الأمور التي تناقشنا حولها، فهو طبيب تخدير، أي الشخص الوحيد الذي يعرف الجرعة المناسبة لتسكين الألم، وهو من يعرف قدر الألم الذي ينتج عن تلك العمليات، فهو لديه ألم داخلي من خلال فقده مولوده من زواجه الأول، وفقد جنينه في الزواج الثاني، فلديه ألم وإصرار في نفس الوقت على استكمال هدفه، المهنة تعبر عن إحساس الشخصية.
** هل سيواجه بطل العمل جزاءه فى نهاية المسلسل؟
لا أستطيع الإفصاح عن ذلك لكن ما أود التأكيد عليه هو أنه يناقش تأجير الأرحام والقرارات والزوايا المختلفة من حياة الناس، وفكرة إصدار الأحكام المطلقة دون معرفة ما يواجه هؤلاء البشر، لذا هو عالم من الحكايات، كل شخصية لها حكاية ويجمعهم رابط واحد وهذا هو الاختلاف في العمل الفني.
**حدثنا عن تكرار العمل مع يسرا اللوزى وأسماء أبو اليزيد؟
هذا هو التعاون الثاني مع يسرا اللوزي، وهناك انسجام بيننا، وكذلك مع أسماء أبواليزيد التي تعاونت معها من قبل في مسلسل "هذا المساء"، كما حرص مخرج العمل تامر نادي على أن يشعر كل ممثل بالحماس لتأدية شخصيته في إطار جماعي وهو ما ساعد على ظهور هذا الانسجام على الشاشة.