22% انخفاضا عالميا في الهجمات الإرهابية وارتفاعا بعدد الوفيات
9 دول تتحسن و7 يأكلها الإرهاب
تجارة القرود والعاج والأسلحة مصادر تمويل الإرهابيين في إفريقيا
سجلت مصر الترتيب رقم 20 في قائمة الدول المتأثرة بالإرهاب، في تقرير مؤشر الإرهاب العالمي الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام الدولي (IEP)، وهو أفضل ترتيب منذ بداية التقرير في 2014، مما يعكس تراجعًا ملحوظًا في العمليات الإرهابية، بسبب نجاح سياسات الدولة المصرية في مكافحة الإرهاب والتي كان من أهمها العملية العسكرية الشاملة (سيناء 2018) حيث كانت مصر في هذا العام في الترتيب التاسع ضمن قائمة أكثر 10 دول تأثرًا بالإرهاب في العالم، كما ارتفع ترتيبها عن تقرير العام الماضي الذي شغلت فيه المرتبة رقم 16 بين دول العالم.
ويأتي هذا الترتيب وفق العديد من العوامل والمؤشرات المتعلقة بالأمن والاستقرار في مصر، حيث كانت تواجه تحديات أمنية بسبب الإرهاب، وشهدت الكثير من الهجمات الإرهابية والصراعات الداخلية، والتطرف الديني، بعد الإطاحة بحكم جماعة الإخوان عام 2013، والذي ترتب عليه ظهور العديد من المجموعات المسلحة والتنظيمات المتطرفة، التي سعت لإثارة الفوضى، وأثرت على أمن مصر واستقرارها، بعد أن استهدفت سلسلة من الهجمات الإرهابية السكان المدنيين والقوات الأمنية، وتسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة.
إلى جانب ما واجهته مصر من تحديات تتعلق بأمن الحدود، ومنع تسلل المسلحين والمهربين من خلالها، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية الصعبة التي تعزز من عوامل الاستقطاب للتطرف والإرهاب.
العملية العكسرية الشاملة.. كلمة السر
وخلال عامين من إطلاق العملية العسكرية الشاملة في 2018، تراجع الإرهاب نسبيًا خلال عام 2020، حيث انخفض عدد الهجمات الإرهابية وقلت حدتها، وانخفض عدد الوفيات الناجمة عن العمليات الإرهابية، إلا أن التحديات ما زالت مستمرة، بسبب استمرار تهديدات بعض التنظيمات، مع ما استجد من جائحة كورونا وتداعياتها على الأمن.
وارتفع إجمالي حالات الوفيات الناجمة عن الإرهاب في العالم بنسبة 22٪ من عام 2022 إلى عام 2023، لتصل إلى 8352 حالة في عام 2023، وهذا يعتبر أعلى مستوى منذ عام 2017. وعلى الرغم من انخفاض إجمالي عدد الهجمات الإرهابية بنسبة 22٪ إلى 3350 هجومًا، إلا أن زيادة الفتك الناتجة عن الهجمات يمكن أن تُرجع إلى هجمات أكبر وأكثر تطورًا، وهذا يظهر بوضوح في الصراع بين مجموعات المقاتلين الإسلاميين المختلفة.
وأظهرالتقرير أن هناك في عام 2023، كانت هناك ثلاث مناطق رئيسية شهدت 94٪ تقريبًا من حالات الوفيات الناجمة عن الإرهاب، وهي منطقة جنوب الصحراء الكبرى، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجنوب آسيا، مشيرًا إلى أن منطقة جنوب الصحراء الكبرى كانت تحتل المرتبة الأولى في عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب منذ عام 2017.
وتضمن التقرير عددًا من النقاط المهمة حول الإرهاب والعنف في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من بينها الآتي:
تأثير العوامل الاقتصادية والاجتماعية على مستوى الإرهاب في الدول الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) مقارنة بالدول غير الأعضاء، مع تحديد عوامل مثل البطالة بين الشباب والإنفاق العسكري ونقص الثقة في الصحافة وتوقعات العمر المعدلة بالنسبة للتفاوت في الحياة. وكذلك تأثير عوامل مثل التاريخ الداخلي للعنف والصراعات الداخلية والتوتر مع الدول المجاورة والفساد على مستوى الإرهاب في الدول غير الأعضاء في المنظمة.
كما تناول الارتباط القوي بين الجريمة المنظمة والإرهاب، وكيفية تكامل المجموعات الإرهابية العمليات الإجرامية المنظمة من خلال استيلاء الاقتصادات غير الشرعية وفرض ضرائب على الشركات المخالفة والشركات القانونية غير المنظمة وتوفير الأمان للجماعات الإجرامية وتهريب البضائع.
وأشار إلى الأثر النفسي والاجتماعي الكبير للإرهاب نتيجة لعدم تنبؤه بمعدلات الوفيات العالية، وكيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى تبعات اجتماعية وجيوسياسية كبيرة، متوقعًا زيادة احتمال وقوع هجمات إرهابية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بسبب الحرب في غزة، وتدهور الوضع الأمني في منطقة الساحل الكبرى وتأثيره على زيادة الصراعات والأنشطة الإرهابية.
الـ10 المتأثرين بالإرهاب
وشملت قائمة الدول العشر الأكثر تأثرًا بالإرهاب كلًا من: (بوركينا فاسو – إسرائيل – مالي – باكستان – سوريا – أفغانستان – الصومال – نيجيريا – ميانمار – النيجر).
ويعكس هذا الترتيب الوضع الأمني والاستقرار في هذه الدول ومدى تأثرها بالأنشطة الإرهابية، حيث أصبحت بوركينا فاسو الدولة التي تعاني من أعلى تأثير من الإرهاب لأول مرة في عام 2023، حيث ارتفعت حالات الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 68٪ لتصل إلى 1907 حالة، مسجلة بذلك سجلت أعلى عدد حالات وفاة بسبب الإرهاب للسنة الثانية على التوالي، إذ يشير التقرير إلى أن ربع حالات الوفيات الناجمة عن الإرهاب عالميًا كانت في بوركينا فاسو.
فلسطين وليس إسرائيل
وتأتي إسرائيل في الترتيب الثاني للدول الأكثر تأثرًا بالإرهاب، والأحرى أن يذكر التقرير فلسطين بدلًا منها، حيث شهدت زيادة كبيرة في حالات الوفيات الناجمة عن الحرب في غزة، إذ ارتفعت من 24 حالة وفاة إلى 1210 حالة وفاة. وتم تصنيف الهجوم الذي نفذته حماس في إسرائيل من قبل التقرير كأكبر هجوم إرهابي منفرد منذ بداية مؤشر الإرهاب العالمي، باعتباره واحدًا من أكبر الهجمات الإرهابية في التاريخ. وفي هذا الهجوم، قامت أكثر من 1000 مقاتل فلسطيني من حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني وغيرهم من الجماعات المسلحة الفلسطينية بالتسلل عبر الحدود بين غزة وإسرائيل وشنوا هجمات على المجتمعات الإسرائيلية حول قطاع غزة بالرصاص والمتفجرات والأسلحة الحادة في الصباح الباكر من 7 أكتوبر.
مالي
يشير التقرير إلى أن حالات الوفيات الناجمة عن الإرهاب في مالي قد انخفضت في عام 2023 بعد سبع سنوات متتالية من الزيادات. وقد سجلت مالي 753 حالة وفاة ناتجة عن 253 هجومًا، وهو انخفاض بنسبة 7٪ في عدد الهجمات وانخفاض بنسبة 20٪ في حالات الوفاة مقارنة بالعام السابق. وعلى الرغم من انخفاض مستويات الإرهاب، إلا أن المتطرفين ما زالوا يستغلون الاضطرابات المستمرة في مالي. وتواجه البلاد صعوبات في استعادة الحكم المدني بعد الانقلاب الذي وقع في عام 2021، والذي تم تعقيده بفقدان الدعم العسكري الفرنسي والأمم المتحدة.
باكستان
عن الوضع في باكستان التي تحتل المركز الرابع، فلا تزال الجماعات المتمردة البلوشية مثل جيش تحرير بلوشستان (BLA) تستغل الاضطرابات المستمرة في باكستان، حيث ارتفعت حالات الهجمات من هذه الجماعات تقريبًا ثلاث مرات، من 43 في عام 2022 إلى 110 في عام 2023. وزادت حالات الوفيات أيضًا، حيث ارتفعت من 74 إلى 83، وهو أعلى إجمالي في ما يقرب من عقدين.
نشاط إرهابي مقلق في سوريا
هناك انتعاش مقلق في النشاط الإرهابي في سوريا خلال العام الماضي. حيث ارتفعت حالات الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 23٪ لتصل إلى 650 حالة وفاة، وزاد عدد الهجمات أيضًا بنسبة 22٪ لتصل إلى 320 حادثًا في عام 2023. وكان أكثر هجوم إرهابي دموي في سوريا خلال عام 2023 هو هجوم بطائرة مسيرة على حفل تخرج من كلية عسكرية في حمص أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 89 جنديًا وإصابة 240 آخرين. وبالرغم من فقدان تنظيم «داعش» للسيطرة على جميع الأراضي في سوريا، إلا أنه ما زال يحتفظ بوجود قوي في البلاد، ويستمر في تنفيذ هجماته وزيادة نشاطه الإرهابي.
أفغانستان تتراجع
أفغانستان كانت تحتل مرتبة متقدمة في القائمة كواحدة من الدول العشر الأكثر تأثرًا بالإرهاب. ومع ذلك، في عام 2023، شهدت أفغانستان تحسنًا كبيرًا في مستوى الإرهاب، حيث سجلت انخفاضًا بنسبة 81٪ في حالات الوفاة الناجمة عن الإرهاب، وتراجعت الهجمات بنسبة 70٪. ويرجع هذا التحسن الكبير في الهجمات والوفيات إلى استعادة طالبان للسيطرة على أفغانستان بعد سقوط كابول في أغسطس 2021.
الصومال في المركز السابع
تقدمت الصومال كواحدة من الدول العشر الأكثر تأثرًا بالإرهاب؛ لتحتل المركزالسابع،. ففي عام 2023، شهدت الصومال زيادة بنسبة 7٪ في حالات الوفيات الناجمة عن الإرهاب، حيث ارتفعت من 1,407 وفاة في عام 2022 إلى 1,507 وفاة في عام 2023. ويعتبر الصومال واحدًا من البلدان الأكثر تأثرًا بالإرهاب في منطقة شرق أفريقيا، بسبب نشاط حركة شباب المجاهدين.
النيجر
وتواجه النيجرتحديات كبيرة فيما يخص التنظيمات الإرهابية، ففي عام 2023، شهدت هجمات من قبل جماعة أنصار الإسلام والمسلمين، حيث قتلت 208 شخصًا في أعمال إرهابية، بينما كان «داعش» مسؤول عن 33 حادثة و33 وفاة. تواجه النيجر تهديدًا كبيرًا لأمنها الوطني من توسع هذه الجماعات المتطرفة الإسلاموية، خاصة بعد الانقلاب في يوليو 2023. حيث يمكن أن يوفر عدم الاستقرار السياسي الناتج من هذه الأحداث فرصًا متزايدة للجماعات المتطرفة للتجنيد، مما يهدد استقرار منطقة الساحل بشكل أكبر.
تمويل غير شرعي
علاوة على ذلك، تشير البيانات الواردة في التقرير إلى أن الجماعات الإرهابية في الساحل تشارك في تجارة غير شرعية للقرود الكبيرة والعاج وقرون الحيوانات البرية، بالإضافة إلى تعدين الذهب الغير شرعي كمصدر رئيسي لتمويلهم. كما تعتبر تجارة الأسلحة غير المشروعة أيضًا منتشرة في المنطقة، حيث تستخدم الجماعات الإرهابية الأسلحة كأداة متعددة الأغراض لارتكاب العنف وممارسة السيطرة على ممرات تنقلهم.
وخلص تقرير المؤشر العالمي للإرهاب لعام 2024، بعدة نتائج رئيسية، حيث يوضح وجود تباين كبير في مستوى الإرهاب بين الدول، إذ سجلت تسع دول تحسنًا كبيرًا في الوضع، بينما سجلت سبع دول تدهورًا كبيرًا، كما انخفض عدد الحوادث الإرهابية بشكل ملحوظ من 788 في عام 2022 إلى 580 في عام 2023، مع زيادة كبيرة في عدد الوفيات من 878 في عام 2022 إلى 2035 في عام 2023.
مؤشر الإرهاب العالمي 2024
