دعت الدكتورة مستورة الشمري عضو البرلمان العربي إلى ضرورة العمل على معالجةالإشكاليات الهيكلية والمنهجية التى تعترض الحوار بين الأديان لتحقيق نتائجه المرجوة، وهي ضرورة الحوار داخل الدين الواحد ومذاهبه المختلفة، وأولوية الشروع بحوار جاد بين الفكر الأصولي والوسطي والمتجدد، وإيجاد الأرضية المشتركة بين المنظمات الإسلامية والعريبة التى تُعنى بالحوار بين الأديان.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتورة مستورة الشمري عضو البرلمان العربي، كمتحدثة فى حلقة نقاشية بعنوان "الحوار بين الأديان: بناء الجسور من أجل الأمن والسلمالمجتمعي"، وذلك ضمن فعاليات اجتماعات الجمعية الـ 148 للاتحاد البرلماني الدولي التي استضافتها جنيف خلال الفترة من 23 إلى 27 مارس 2024م، والتي ناقشت سبل دفع البرلمانيين للحوار بين الأديان والثقافات، ودور الاتحاد البرلماني الدولي لتقديم الأدوات البرلمانية المعاونة فى مجال الحوار بين الأديان وبين الثقافات والحضارات.
وأوضحت "الشمري" أن الحوار يتأسس على مدى استيعاب الجانب الغربي للثقافةالإسلامية والعربية، والإيمان بأن الحوار هو السبيل لفهم الآخر، وليس التعامل باستعلاءأو بمعايير مزدوجة أو بمعتقدات مسبقة.
وأشادت في هذا السياق بالتجارب الناجحة للحوار داخل الدين الواحد،مستشهدة باحتضان المملكة العربية السعودية، وبرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، المؤتمر الدولي حول" بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، والذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، والذي يعد بدايةً حقيقيةً لضمان حوار فعال بين الأديان.
وخلال مداخلتها، أوضحت "الشمري" ضرورة التفرقة بين الأمن والسلم المجتمعي،والذي هو من اختصاص سيادة القانون، وبين حوار الأديان الذي بطبعه حوار بينالمعتقدات والأديان، فالذي يحكم المجتمع في المقام الأول هو سيادة القانونوالمواطنة. وبالتالي فالدور البرلماني فيما يتعلق بالأمن والسلم المجتمعي، ربما لايتوقف على حوار الأديان، بقدر ما يتوقف على التشريعات التي تضمن تحقيق المواطنةوالمساواة بين كافة المواطنين.
كما شددتعلى أن الهدف ليس في حوار الأديان في حد ذاته، إنما الهدف الحقيقي هو إيجاد وضع للتعايش المشترك، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال وضع تعريف واضح للتعايش، ونوهت في هذا السياق إلى دور مركز الملك حمد للتعايش السلمي بمملكة البحرين، لما يقدمه من رؤيةٍ أشمل لمفهوم الحوار والتعايش، موضحة أنه يطرح رؤية تطبيقية على أرض الواقع لفكرة التعايش، ويُثبت يوماً بعد يومٍ تحركه بثباتٍ وعزمٍ في نشر رسالته النبيلة، انطلاقاً من أن الإخاء الإنساني، الذي هو ركيزة جوهرية لتحقيق السلام والتعايش السلمي.