تظل قضية الأسعار هي الأكثر جدلًا وتأثيرًا على حياة المواطن المصري، الذي يكابد بشكل يومي أزمة عدم استقرار الأسعار، وهنا تسعى القيادة السياسية لمحاصرة الأزمة وتخفيف العبء على كاهل المواطن، حيث أطلق الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء توجيهات بتخفيض أسعار السلع الغذائية خلال اجتماعه مع التجار والمصنعين.
يرى الخبراء، أهمية الإجراءات التي تتخذها الحكومة مثل توفير الدولار والسعي لاستقرار أسعار الصرف علاوة عن زيادة الإفراجات الجمركية عن السلع في محاصرة الأسعار، وطالبوا بالمزيد من المشروعات الإنتاجية باعتبارها الحلول الحقيقة، كما وصفوا مبادرات محاربة الأسعار جيدة لكنها مسكنات مؤقتة.
في السياق ذاته طرحت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي اللحوم البلدي في منافذها بأسعار مخفضة، وقال سعيد صالح مستشار وزير الزراعة والمشرف العام على المعارض والمنافذ بالوزارة، إن أسعار كيلو اللحوم البلدي قطعة واحدة 280 جنيها و270 جنيها لسعر الكيلو 900 جرام لحم و100 جرام ملبس والمفروم البلدي 260 جنية والكبدة البلدي 250.
ويتابع "السيد القصير" وزير الزراعة ضخ السلع والمنتجات الغذائية للمواطنين، مؤكدًا على ضرورة تخفيض الأسعار، علاوة عن إلغاء جميع الحلقات التسويقية والوسطاء أدّى إلى هبوط ملحوظ في أسعار الأعلاف وتخفيض أسعار اللحوم البلدي يعود إلى تخفيض سعر البطاطس لـ 5 جنيهات للكيلو والشيكارة 5 كيلو بـ 25 جنيهًا.
وقال الدكتور علي الإدريسي، إن مسألة توفير اللحوم والأسعار بأسعار مخفضة في غاية الأهمية لتقليل العبء عن كاهل المواطن، وهناك توجهات لمبادرات محاربة الغلاء التي تجوب في المحافظات ولكنها غير كافية لأن هذه الإجراءات عبارة مسكنات لتوقيتات محدودة.
وأضاف "الإدريسي": البحث عن مشروعات استثمارية حقيقة وضبط أسعار صرف العملات الأجنبية أمام العملة المحلية والافراج عن مستلزمات الإنتاج من الموانئ لها تأثير كبير في محاصرة ارتفاع الأسعار، علاوة عن تشديد الدور الرقابي من الأجهزة وتشديد العقوبات من قبل جهاز حماية المستهلك ومباحث التموين والرقابة الإدارية وكافة الجهات ذات الصلة.
الجدير بالذكر، بأن رئيس الوزراء أكد لصغار المصنعين أنه: لا يوجد أي عذر حاليًا، ولا يوجد أي منطق لاستمرار ارتفاع الأسعار، فيجب أن يرى المواطن انخفاضًا في أسعار السلع خلال الأيام القادمة، مؤكدًا أنه يتابع مستوى الأسعار بشكل دوري.
وبدوره يقول "حسام رضا" الخبير الزراعي، بأن تخفيض أسعار اللحوم عبر منافذ وزارة الزراعة في غاية الأهمية ولكنها غير كافية لأن المنافذ غير منتشرة بجميع أنحاء الجمهورية ولكن تبقى الحلول في التوسع في المشروعات الانتاجية سواء التي تتعلق بالثروة الحيوانية وإحياء مشروعات البتلو التي حققت الاكتفاء الذاتي لمصر من اللحوم في الستينيات بل وصدرنا للدول العربية.
وأضاف "رضا" أننا نحتاج لإرادة حقيقة على أرض الواقع من خلال توفير قروض ميسرة لدعم المشروعات الإنتاجية وبدون فوائد مع عمل خطة متكاملة تشمل المحاصيل الاستراتيجية بمساحات كبيرة لفترة زمنية محددة لتحقيق الناتج المستهدف.
ويشار إلى أن معرض السلع والمنتجات الغذائية "خير مزارعنا لأهالينا" مقام حاليًا في موقع الإدارة العامة للزراعات المحمية بالدقي أمام نادي الصيد ومستمر حتى نهاية الشهر الكريم.
