مؤخرًا شهد الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء؛ مراسم توقيع عقد تخصيص الأرض لإنشاء مصنع لتصميم وتصنيع وإنشاء صوامع تخزين الغلال ومكوناتها وملحقاتها، بمنطقة شرق بورسعيد، بين شركتي "شرق بورسعيد للتنمية" و"فيروم مصر للصوامع والتخزين"، ويري الخبراء أهمية الشراكة للمساهمة في توفير أرصد الغلال من السلع الاستراتيجية وتحويل منطقة قناة السويس إلى مركز لوجستي عالميًا، وأضافوا بأنها خطوة توفر استثمار أجنبي مباشر يوفر فرص عمل ويبقي الرهان تنفيذ التعاقدات على أرض الواقع.
وذكر رئيس الوزراء، أن العقد يأتي تجسيدًا للخطة الشاملة التي وجه بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، للتوسع في توطين الصناعات الاستراتيجية خاصًة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومنها توطين صناعة صوامع الغلال وتعميق تصنيع مكوناتها وإحلال الواردات منها مع التوجه للتصدير، وكذا الاستفادة من خبرات الشركات العالمية، من خلال الشريك الأجنبي " فيروم إس إيه".
بدوره يقول أستاذ الاقتصاد الزراعي، جمال صيام، خطوة في غاية الأهمية يخدم تحول مصر لمركز لوجستي في منطقة قناة السويس للغلال عالميًا وتفتح الفرص لأن تخدم القارة الافريقية والشرق الأوسط، هذه الصوامع لها انعكاسات ايجابية على الأوضاع الداخلية حيث تؤمن مخزون استراتيجي في أوقات الأزمات اكما حدث في جائحة كورونا أو الحرب الروسية الأوكرانية التي سببت مخاطر في توفيرا القمح أنداك.
يضيف" صيام": لدينا مخزون استراتيجية من السلع الاستراتيجية مثل القمح أو الذرة يكفي لمدة تتراوح ما بين 3إلى 5 شهور وهذه الصوامع تساهم بشكل كبير في توفير أرصدة استراتيجية تساهم في تحقيق الأمن الغذائي، خاصة أن كان لدينا نسبة هدر من الغلال بسبب عدم جاهزية الصوامع القديمة يصل إلى 8% من أصل استهلاكنا لقرابة 35 مليون طن سنويا من القمح والذرة ما يعني قرابة 3 مليون طن فاقد، وتأتي هذه الشراكة لتقليل هذا الهدر.
وبحسب رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ذكر، أنه بمُوجب الاتفاق، تقوم شركة "فيروم مصر" بإنشاء مصنع لتصميم وتصنيع وإنشاء صوامع تخزين الغلال ومكوناتها وملحقاتها وكل ما يلزم لتركيبها وتشغيلها وصيانتها وإدارتها لحسابها ولحساب الغير، في المنطقة الصناعية بشرق بورسعيد، على إجمالي مساحة 51950 مترًا مربعًا باستثمارات 1.6 مليار جنيه، وذلك بالتعاون مع "فيروم إس إيه" البولندية، والشركاء من الجانب المصري؛ شركة "سامكريت" التي قامت بإنشاء العديد من مشروعات الصوامع بعدد من المحافظات، والشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين.
وفي السياق ذاته، يقول الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، مثل هذه الشراكات خطوة جيدة تساهم في استثمار أجنبي مباشر يوفر فرص عمل وزيادة مساهمة قطاع الصناعة في الناتج المحلي الاجمالي وهذا هو المطلب الذي ينادي به جميع الخبراء منذ 4 سنوات.
وأضاف "الإدريسي": مثل هذه الشراكات تزيد من فرص تحقيق الاكتفاء الذاتي ثم التصدير في مراحل متلاحقة، كما تساهم في توفير الغلال والمحاصيل الاستراتيجية التي تحقق الأمن الغذائي المصري ولعل تأثيرات أزمة التضخم العالمي على الاقتصاد المصري نتيجة اعتماده على الخارج ماأثر على تقلبات عالية في تفاوت الأسعار ما أثر على مستويات المعيشة وتأمين احتياجاتنا. ويواصل"الإدريسى: نتمنى أن يكون هناك جدول زمني للتنفيذ ونستطيع أن نري ناتج ملموس على الأرض لأننا كيثرًا نسمع على مشروعات واتفاقيات ولكن يظل الواقع العملي على الأرض والجدوي الاقتصادية بشكل مطلوب وله علاقة بمستويات المعيشة.
وذكر المهندس كريم سامي سعد، أن الموقع الاستراتيجي للمنطقة الصناعية لشرق بورسعيد يوفر البيئة المثالية لشركة فيروم مصر لإقامة هذه المنشأة لتصنيع صوامع الحبوب والغلال وتحقيق أهدافها المحلية والإقليمية، مؤكدًا أن المشروع يتماشى تمامًا مع رؤية شركة شرق بورسعيد لتعزيز الصناعة المحلية، ويتوافق مع خطة الحكومة لتعزيز الأمن الغذائي الوطني، كما يأتي إبرام هذا التحالف الاستراتيجي بين الشركتين بهدف تعزيز البنية التحتية لتخزين الغلال محليًا.
ومن جانبه، أعلن المهندس، دانيال يانوش، سعن خطط شركة "فيروم" للتوسع في منطقة شرق بورسعيد، مشيدًا بما تتمتع به المنطقة من مزايا مُقارنة بارتفاع التكاليف في أوروبا لإنشاء كيان مشابه، كما عبر عن تفاؤله بالشراكة القوية للشركة مع وزارة التموين المصرية، مضيفًا أن شركة "فيروم" تتجه نحو دعم أهداف الاكتفاء الذاتي لمصر فيما يتعلق بتخزين الصوامع والأمن الغذائي، وتحقيق ما نسبته 80% مُكون محلي من المُنتج النهائي لها خلال مُدة من 3 إلى 5 سنوات.
وأضاف "يانوش" أن شركة "فيروم مصر" تستهدف أن تكون مركزًا لإمداد صناعة صوامع الغلال في إفريقيا والشرق الأوسط، مع إمكانية التوسع لخدمة أوروبا في المستقبل.