الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

تامر أفندي يكتب.. «بتسأل أزمة مصر والمُنتخب فين»؟.. تعال أقولك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم تكن الأزمة في مصر أبدًا أزمة مواهب سواء اعتزل لاعب أو أصيب آخر أو رحل آخرون، إنما الأزمة الحقيقية كانت ولا زالت في "الفاترينات".
لا تتعجل سأشرح لك وجهة نظري، لكن اصبر قليلًا معي كما صبرت مع كل هؤلاء المدربين الذين لم يُحققوا نتائج رغم كل ما أنفق من أموال، وأنا لا أحتاج منك إلا بضع دقائق حتى لا تتعصب وتنفجر وتطول بك الأيام وأنت تُمني نفسك بما لن يحدث ما دمنا نبحث عن الحل في "الفاترينات"!

فيا أيها الخبير الكروي القابع أمام الشاشات هل صنعت الفاترينات نجمًا؟
أقولها نيابة عنك وعن كل هذا الجمهور في المقاهي والمدرجات، «لأ».. فكل الذين أهدتهم الساحرة المستديرة حُبها وقلبها كانوا من خارج "البراويز الذهبية".. أتوا إليها دون "واسطة ولا شللية"، جاءوا من خارج الخط.. بل من خارج الاستاد، من شوارع وحارات وقرى مصر.. من الركض وراء الكرة "الشراب" في الطرقات.. من أمنيات وأحلام "الغلابة".. من شواطئ النيل ومن جريد النخيل من حكايات الليل من المواويل من نور القناديل.. وليس من الفاترينات.
مصر يا هذا لم تكسب المباريات لا لسوء الخطة ولا لتقصير اللاعبين ولا لقلة الانتماء، ولكن لأن مواهبها الحقيقية خارج المستطيل الأخضر.. بل خارج الاستاد.. خارج الإطار البصري عمدًا، فمن يديرون "اللعبة" وكل الألعاب.. بل الحياة يأتون ببضاعتهم من "المولات" و"المناطق الحُرة"، ومصر يا سيدي طول التاريخ تفر من القصور.. من الرخام والحرير والمرجان.. تقفز الأسوار.. لتمشي بدلال على كورنيش النيل.. تشرب من "القلة" وتُعطي ابتسامتها لبائعي "الترمس والسميط" تأخذ كل ما معه وتوزعه حول مشهد "أم العواجز" وفي السيدة نفيسة والحسين، ثم تجلس على الرصيف مع عمالها تشرب الشاي وتستمع إلى سيمفونية أحبابها: 
"قوم يا بني عشان تلحق شغلك.. اجري عشان القطر دخل المحطة.. روح هات طلب وحط عليه دمغة وما تنساش تصور البطاقة.. أيوا جاي.. اسكتو.. شيشي بيش.. واحد شاي على ميا بيضا.. قوم يا حاج الأتوبيس اللي رايح القلعة جيه.. عديني يا بني ينوبك ثواب.. خد ورد يا بيه ربنا يسعد قلبك.. يااااد يا بن ال.... أوعى تسيب إيدي.. بكام الطماطم يا خالة ببلاش يا ست الحُسن.. كده تبقى غالية أووي.. بكام الفرح يا عم.. زكا يا ولدي صدقانة من قلوب عمرانة بالرضا.. أي حاجة هنا بخمسة جنيه.. إكسر يمين يا بيه.. بس كده ارفع الإزاز.. الكوبانية غلي فيها الجاز.. غير غاز أوفر.. بيقولوا بيسلخ الماتور.. يا أسطى يا مين يعيش.. مدفع الإفطار ضرب.. الله أكبر بدأ الأذان.. كل سنة وإنتم طيبين.. عيد الغطاس يا عيد الغطاس يا معروف لكل الناس.. زحمة أووي عربية الفول.. عارف فرنة عمك إسحاق عيشها يتاكل حاف".

شامم ياد ريحة البيوت.. بحبها أووي والصبح قايم فيها يتمطع وهي بتمد إيديها تغسل وشها من الندى.. بحبها وهي متشعبطة ومتلخبطة وبتستلف العزم والقوة من بعضها.. بحبها وهي بتسرف كل اللي في جيبها على ورق اليانصيب وتخسر وتكتشف إن حظها في قلبها فتنفض هدومها وتجري.. تجري وتسبق وترغم الكل إنه يصقف لها".

مصر يا كابتن مش في استديوهات التحليل ولا في "أبناء العاملين".. مصر عٌمرها ما كانت في "البيزنس كلاس" طول عمرها بتركب مع الغلابة "القشاش" وبتوصل الأول.

فيا كابتن أيًا ما كان موقعك أو ملعبك لو عايز تكسب دور على مصر في "حتتها" بين ناسها.. دور على مواهبها.. دور عليها مكان ما بتحب تعيش.. وما تنساش إن "صلاح" اللي العالم كله بيغني ليه مكنش في الفاترينات.. 
هي كده.. عدلتها كده.. تغني وتفرح وتحلم وتنجح وتكسب وسط الحرافيش.. بينهم بتعيش.. 
تاخدها لقصور وبُهرج وزيف.. تحزن وتكتئب وتمرض وتخسر "ماتشاتك" مهما إن كنت "حريف".