الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

مصر قبلة السياحة العلاجية فى 2024.. إطلاق أول منتجع متكامل فى الجيزة باستثمارات تتجاوز 1.5 مليار جنيه على مساحة 40 فدانا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

خبراء: الرقمنة واستغلال مقومات مصر أقصر الطرق لتحقيق معدلات جذب ناجحة 

وزير الصحة والسكان: مصر تسعى للنهوض بالمنظومة والعمل مع كل قطاعات الدولة لتحسين مستوى خدمات السياحة العلاجية

 

«الصحة العالمية»: مصر تمتلك المقومات للارتقاء بالسياحة العلاجية والبنية التحتية للقطاع الطبى

تسعى مصر للحصول على نصيب من كعكة السياحة العلاجية، والتي يقدر حجم سوقها بأكثر من 115 مليار دولار سنويًا، ومن المتوقع أن يصل إلى أكثر من 346 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030، في ظل نمو متسارع بواقع 12.5%، في حين يصل يتجاوز حجم سوق الرعاية الصحية على مستوى العالم، الناتج المحلي الإجمالي للعديد من الدول الكبرى من أبرزها: "اليابان، أو ألمانيا، أو الهند"، وفقًا لمجلة السياحة العلاجية الدولية (Medical Tourism Magazine). 

ومن ثم عززت الدولة جهودها للنهوض بالمنتجعات السياحية وبخاصة العلاجية منها، وتعزيز الاستثمارات في مجال السياحة الصحية عبر الإعلان عن إنشاء أول منتجع طبي وصحي في مصر، بالمنطقة الاستثمارية بمركز الصف بمحافظة الجيزة، وذلك بالشراكة بين الهيئة العامة للاستثمار وإحدى شركات القطاع الخاص.

كتب - خالد الطواب

أبرز بقاع السياحة العلاجية بمصر

المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان: اللجنة العليا ناقشت الخطط المقترحة لتنشيط السياحة العلاجية

حبا الله مصر بالعديد من القاع الساحرة والمميزة لراغبي السياحة العلاجية، والتي تجمع ما بين الترفيه والاستشفاء، كما تجذب قطاع كبير من زوار مصر الراغبين في الحصول على العلاج بطرق طبيعية، إلى جانب بالمناظر الطبيعية الخلابة، ومن أبرز المناطق المفضلة لراغبي السياحة العلاجية:

واحة سيوة

وبالحديث عن راغبي العلاج المصبوغ بلغة الطبيعة، تأتي واحة سيوة في قلب المناطق السياحية الأبرز لراغبي السياحة العلاجية، نظرًا لما تمتلكه من مناطق للاستشفاء التي تحظى بشهرة عالمية، مثل لينابيع الغنية بالمعادن والكثبان الرملية والبحيرات مالحة.

حيث تمتلك العديد من الينابيع الساخنة التي يبلغ عددها نحو ٢٠٠ ينبوع، والتي تحتوي مياهها على معادن يعتقد أن لها خصائص علاجية لمشاكل الجهاز الهضمي والنقرس والسكري والروماتيزم وارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل. المعادن الموجودة في الماء، والتي يمكن امتصاصها من خلال الجلد كما تتميز ينابيع سيوة الساخنة بمفعولها السحري لعلاج وتقليل الالتهاب، ولها خصائص مسكنة للألم، وتعزز الاسترخاء الذي يقلل من مستويات التوتر والقلق، وتعد عين كليوباترا الأكثر شهرة وإقبالا بين تلك الينابيع، وهي العين التي يعتقد أن الملكة كليوباترا كانت تمارس فيها طقوسها العلاجية، حيث اجتذبت الواحة النائية ملوك مصر القدماء، الذين كثيرا ما غامروا بالخروج إلى الصحراء في رحلة للبحث عن الإرشاد الروحي والرعاية الطبية.

ومن بين مميزات سيوة، المياه المالحة التي لها مفعول واضح لعلاج الأمراض الجلدية، حيث توجد بالقرب من جبل التبيتة، تقع إحدى أهم الوجهات الجاذبة لقاصدي السياحة العلاجية، والذين يرغبون في الغطس في البحيرات المالحة بمياهها الكريستالية، التي تتميز بخصائص علاجية للأمراض الجلدية وأمراض الجيوب الأنفية. لكن على زوار البحيرات المالحة أن يأخذوا حذرهم ولا يطيلوا التعرض للمياه، والذي يمكن أن يؤدي إلى الجفاف والإرهاق الحراري.

وإلى جانب المياه المالحة والينابيع الساخنة، توجد حمامات الرمل والطين، حيث يستطيع زوار سيوة من الاستلقاء على الرمال الساخنة بالقرب من جبل الدكرور، لعلاج أمراض الروماتيزم والعقم وآلام المفاصل، وفق برامج علاجية معتمدة وتحت إشراف طبي. 

أرض الفيروز

ومن سيوة إلى سيناء، أرض الفيروز، حيث تمتلك "حمام موسى"، والذي يعتقد أن نبي الله موسى مر به في رحلته عبر سيناء، يعد أحد أشهر الينابيع الساخنة في المنطقة، ويقصده الذين يبحثون عن تخفيف آلام الروماتيزم والاضطرابات العضلية الهيكلية.

وقرب السويس أيضًا، يوجد حمام فرعون في جانب تكوين صخري صغير شمال خليج السويس، وينقسم إلى جزئين: كهف وينابيع ساخنة، ويعتقد أن درجة حرارة مياه الينابيع يمكن أن تصل إلى ٩٢ درجة مئوية، وتعد واحدة من أكثر الينابيع الساخنة الغنية بالكبريت في العالم.

وعادة ما يقصد الزوار حمام فرعون بحثا عن حل لتخفيف مشاكل الجهاز الهضمي وأمراض الجلد والرئتين والكلى، حيث تعزز الينابيع الكبريتية الساخنة صحة الجلد والجهاز التنفسي وتريح من الآلام، حسبما ذكرت ورقة بحثية من المكتبة الوطنية الأمريكية للطب.

وفي أرض الفيروز أيضًا تقع حمامات الطين في وادي عسل بالقرب من رأس سدر بمحافظة جنوب سيناء، حيث يعتقد أن الطين الموجود على ضفاف الينابيع الساحلية الساخنة هناك يحتوي على خصائص مضادة للالتهابات، وقد استخدمه الناس على مدار سنين لعلاج التهابات وآلام المفاصل والتعب العضلي، وعادة ما يستحم الزوار في الينبوع الساخن لمدة تتراوح بين ٢٠ و٣٠ دقيقة، بعد أن يغطوا أنفسهم بالطين بالكامل.

ومن حمامات الطين، إلى العلاج بالرمال السوداء في سيناء أيضًا، وبالتحديد في مدينة سفاجا المطلة على البحر الأحمر والمعروفة بطبيعتها الخلابة، والمنتجعات السياحية المميزة، والتي أصبحت إحدى أشهر الوجهات السياحية للاستشفاء في مصر، حيث تزخر سفاجا بالرمال السوداء، التي تستخدم للعلاج من آلام المفاصل والأمراض الجلدية ومن أبرها الصدفية.

السياحة العلاجية في مصر بالأرقام

أول منتجع متكامل للسياحة العلاجية في مصر

والمنتجع الجديد المزمع إنشاؤه والذي يحمل اسم "منتجع نايا الصحي"، يعد أول منتجع متكامل للسياحة العلاجية في مصر، حيث يرتكز على الدمج بين خدمات الرعاية الصحية والضيافة في مكان واحد، ويكون أول مركز من نوعه لتنشيط السياحة العلاجية في مصر.

وذلك تنفيذًا لخطة الدولة في تنمية الاستثمار في القطاع الصحي، بما يسهم في تحويل المنطقة الاستثمارية بالصف إلى نقطة جذب للأنشطة العلاجية والسياحية والخدمية والحرفية والتجارية، ما يعود بآثار تنموية كبيرة على منطقة إقامة المشروع والاقتصاد المصري ككل، بحسب ما ذكرت الهيئة العامة للاستثمار.

ومن المقرر أن يقام المشروع على مساحة نحو ٤٠ فدانًا باستثمارات تجاوزت ١.٥ مليار جنيه مصري، بمميزات جديدة تعتمد على دمج خدمات الرعاية الصحية والضيافة في مكان واحد.

منصة إلكترونية وتأشيرات للسياحة العلاجية خلال ٧٢ ساعة

وتعتزم مصر إطلاق منصة إلكترونية لتقديم خدمات السياحة العلاجية خلال الربع الأول من ٢٠٢٤، وذلك بهدف التواجد على الخريطة العالمية للسياحة العلاجية، لتكون واحدة من بين الدول الخمس الكبار الأكثر استقبالًا للسياحة العلاجية في العالم، والاستحواذ على نحو ١٠٪ من عوائد السياحة العلاجية العالمية، بحسب تصريحات الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان. 

وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أن اللجنة العليا للسياحة العلاجية ناقشت الخطط المقترحة لتنشيط السياحة العلاجية، بالإضافة إلي تطوير مراكز الاستشفاء الموجودة في مصر، وكذلك مناقشة وضع خطة استراتيجية للتسويق، بالإضافة لعدة مقترحات بشأن الميزانية الخاصة بالترويج للسياحة الصحية، والتي كان من أبرزها بحث التنسيق مع الجهات المختصة لإصدار تأشيرات سياحة بغرض العلاج، تصدر خلال ٧٢ ساعة بعد التقدم من طلب التأشيرة على المنصة الإلكترونية الخاصة بالسياحة العلاجية، على أن تكون سارية لمدة ٣ شهور من تاريخ الإصدار.

خصومات خاصة لحاملى تأشيرة العلاج

وقال عبد الغفار إن اللجنة العليا للسياحة العلاجية اتفقت مع شركة مصر للطيران علي تقديم خصم خاص لحاملي تأشيرة العلاج، وتخصيص مكاتب بجميع المطارات للسياحة الصحية، ومسار سريع للمرضى مجهزًا بوسائل مساعدة لنقل المرضى.

وجارٍ دراسة العديد من بروتوكولات التعاون الدولية مع الدول العربية والأفريقية والأوروبية للتعاون في مجال السياحة العلاجية، بالإضافة إلى اتفاقيات مع الجمعية الطبية المصرية بالمملكة المتحدة والجمعية البريطانية المصرية ببريطانيا، للاستعانة بالخبراء المصريين بالخارج، في المجال الطبي وتدريب الكوادر الطبية بالمستشفيات المصرية.

من جهته؛ أكد الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، أن مصر تسعى للنهوض بمنظومة السياحة العلاجية، والعمل مع كافة قطاعات الدولة لتحسين مستوى خدمات السياحة العلاجية، حيث تمتلك مصر منشآت صحية مؤهلة وأطباء متميزين، كما تمتلك خطة ورؤية طموحة للتواجد علي الخريطة الدولية في السياحة العلاجية.

رؤية مصر للنهوض بالسياحة العلاجية

ولم تتوقف جهود الحكومة عند هذا الحد، بل نظمت مطلع الشهر الجاري مارس ٢٠٢٤، المؤتمر الدولي الثاني للسياحة الصحية المصرية، والذي جاء تحت شعار "تطبيقات السياحة الصحية المصرية"، بهدف التحاور بشأن مستقبل صناعة تعدُ الأهم على مستوى البشرية، كونها تعني في المقام الأول بصحة الإنسان وعافيته ورفاهيته؛ وهي صناعة السياحة العلاجية والاستشفائية، بحسب تصريحات رئيس الوزراء خلال افتتاح المؤتمر. 

وأشار "مدبولي" إلى أن مصر وضعت رؤية تنموية متكاملة للعديد من مواقعها السياحية والصحية الفريدة؛ لتكون مقاصد للسياحة العلاجية والاستشفائية مثل مدن: شرم الشيخ والغردقة وسفاجا والقصير على شاطئ البحر الأحمر، وأيضًا المدن الجديدة التي شرعت الدولة في إنشائها على ساحل البحر المتوسط؛ على رأسها مدينتا العلمين الجديدة ورأس الحكمة، بالإضافة إلى العديد من المناطق السياحية الأخرى داخل مصر.

ولفت، إلى أن كل هذه المقاصد تشرع الدولة المصرية في تنميتها من خلال الشراكة مع القطاع الخاص ومع ذوي الخبرة، حيث إن هذه المدن والمقاصد تتمتعُ بموقع استراتيجي جذاب يؤهلها لأن تكون مقاصد سياحية عالمية لما تزخر به من مقومات الجذب السياحي، وكذا موطنًا للتقاعد بعد سنوات طويلة من العمل والاستمتاع بنمط حياة يمزج بين الراحة والأصالة، وأن تكون أيضًا واحدة من أفضل الوِجهات العالمية للسياحة بوجه عام والعلاجية والاستشفائية بوجه خاص.

مصر تمتلك المقومات

وخلال المؤتمر العالمي للسياحة العلاجية، أكدات الدكتورة رنا الحجة، مدير إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن مصر لديها مقومات مهمة لنمو قطاع السياحة العلاجية، الذي يوفر فرصًا لتعزيز كل القطاع الصحي من خلال الارتقاء بالبنية التحتية للقطاع الطبي، وكذا دعم النمو الاقتصادي بشكل عام.

ولفتت "الحجة"، إلى ما حققته مصر مؤخرًا من إنجازات طبية مهمة، ومؤكدة أن المنظمة لن تدخر جهدًا في تقديم الدعم التقني والاستشاري لمصر في مختلف المجالات وبخاصة السياحة العلاجية.

من جهته؛ قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية والوقائية، إن مصر لديها الكوادر الطبية التي تؤهلها لتصبح مقصدا عالميا للسياحة الصحية، كما تتمتع بمقومات طبيعية فريدة تجعلها في مصاف الدول المتنافسة بمجال السياحة العلاجية.

وخلال كلمته على هامش افتتاح المؤتمر الدولي للسياحة الصحية، أكد "تاج الدين"، أن الهدف من دعم وتنمية القطاع الصحي هو تحقيق رفاهية الإنسان من كل النواحي، وهنا تأتي أهمية كل الجوانب الخاصة بالصحة، ووضعت الدولة خطة استراتيجية للوصول إلى ٣٠ مليون سائح، ما يتطلب تطوير منتجات جديدة تجذب السائحين، وإن كان التفكير في السياحة العلاجية ليس وليد اليوم بل كانت الدولة تخطط له منذ سنوات غير أن الظروف العالمية تعرقل هذا الأمر.

وأشار مستشار الرئيس، إلى أن مستشفيات ومؤسسات الدولة الصحية قادرة على دعم السياحة العلاجية، والتي بدورها تنعش الاقتصاد الوطني كما أن المؤسسات الطبية ومواقع العلاج التكميلي لديهم الخبرة في التعامل مع ضيوف مصر، وهناك إيمان كامل وبتجربة وخبرة بقدرة الكوادر الطبية البشرية على العلاج بشكل كامل".

أقصر الطرق لتحقيق معدلات جذب ناجحة

في هذا الشأن؛ قالت مديرة إحدى الشركات العاملة في مجال السياحة العلاجية، إن ما تمتلكه مصر من مقومات طبيعية تؤهلها للبقاء في مرتبة متميزة على خريطة السياحة العلاجية حول العالم، مطالبة بضرورة العمل على مواكبة التطورات التكنولوجية التي يشهدها العالم من حولنا، حيث تحولت معظم دول العالم إلى رقمنة خدماتها السياحية وعلى رأسها السياحة العلاجية.

وأضافت في تصريحاتها لـ"البوابة" أن ما ينقصنا فعليًا هو الانتقال للرقمنة في مجال السياحة العلاجية في ظل ما نمتلكه من إمكانيات بشرية وفنية، ويمكن لذلك أن يتحقق عبر تدشين منصة رقمية تمكن راغبي السياحة العلاجية حول العالم من التعرف على أبرز الخدمات العلاجية المتوفرة على أرض مصر، وتوفر إمكانية التواصل المباشر مع مقدمي الخدمات العلاجية.

وتابعت: "أهمية تلك المنصة هي أنها تغلق الباب في وجه كل من يريد التلاعب في سوق السياحة، ومن ثم تقلل من الممارسات الفردية لبعض القائمين على القطاع والتي تضر بالسياحة المصرية، كما يمككن من خلال المنصة الرقمية إتاحة تخفيضات وعروض حصرية يتمتع بها المسجلين على المنصة، من أجل جذب قطاع كبير من راغبي العلاج من مختلف دول العالم.

ووافقها الرأي، خبير سياحي شدد على ضرورة تسخير الإمكانيات التكنولوجية من أجل زيادة عائدات السياحة المصرية. وقال في تصريحات لـ"البوابة": نحن نعيش في عالم الذكاء الاصطناعي والميتافيرس، ومن هنا يجب ان نستغل هذه الإمكانيات من في طريقها الصحيح، من خلال تأهيل القائمين على قطاع السياحة للتعامل مع الطفرة التكنولوجية التي يشهدها العالم، واستغلال ذلك لتحقيق أعلى معدلات جذب سياحي من خلال خطط تسويق مدروسة وأجندة سياحية موحدة ترتكز على خطة واضحة تضعها الدولة وتسعى إلى تحقيق أهدافها بالطرق المثلى.

ولفت إلى أن توافر الأدلة السياحية أصبح أمرا لا غنى عنه في أية خطة للتسويق السياحي، ومن هنا يجب العمل على صياغة وإصدار دليل شامل لجميع الأنشطة السياحية في مصر مع التركيز على السياحة العلاجية، ودعم خطط التسويق للسياحة المصرية".