هذا المشهد وجدته في قريتي أثناء تريضي قبل موعد الإفطار، عرفت الحكاية من الأطفال قبل الكبار، الجميع يرحب بالطفل الفلسطيني.. لكن ما الحكاية!.
الحكاية ببساطة إثبات ما نحاول إثباته للعالم وهو أن القضية الفلسطينية في قلب مصر والمصريين.. ليست هذه عناوين ولا عبارات تضامنية ولكنها مشاعر صادقة تختلط مع ثرى هذه الأرض فتنبت أجيال بقلوب صادقة وإرادة حديدية تحيي القضية كلما حاولوا إخماد لهيبها.
الطفل محمد خرج من غزة حينما اشتد الضرب وركض في شوارعها القتل ولم يعد فيها مكان خالي من الدماء، ولم يجد قطرة ماء لا هو ولا أخته، ترك ذكرياته هناك في عمارة المعتز شارع بغزة الصامدة، حيث ظل هناك والده بجوار أطلال منزله وذكريات أبنائه يزرع الأرض إصرارا، يتشبث بأغصان الزيتون، ودع محمد وأخته وقال لهم: "إما أن اعيدكم إلى بيتكم، أو تعودني انتم في قبري هنا.. اذهبوا ثم عودوا.. فأنا هنا احرث ارضي وارضكم".
لك ان تتخيل تلك الذكريات التي ستنسجها هذه الأيام في ذاكرة محمد وذاكرة أبناء قريتنا.. حكايات محمد عن غزة وحكايات أطفالنا عن القاهرة، تدافع الأيادي في الأطباق واقتسام كسرة الخبز، والتأمين على دعوة شيخ المسجد في صلاة التراويح بإبادة الظالمين ونصر الأقصى والفلسطينيين.
لا اغال إن قلت لكم إن هنا في قريتنا جامعة عربية ومجلس أمن وجيش عربي موحد اقسم على النصر، وهاهم بدأوا يصنعون الطائرات الخشبية ويهدونها لمحمد ويعطونه الهدايا التذكارية البسيطة ويؤكدون له أن يوما ما سيجدهم بجواره هناك.
ووعدنا الحقوقي رضا عبد العزيز عبد الحفيظ بدوام التواصل مع ضيوفه لننقل التجربة كاملة من قلب الطفل الفلسطيني محمد