في خضم التوترات الجارية على الصعيدين الإقليمي والدولي وتنامي موجة الإرهاب في مختلف أنحاء العالم، فقد جاء الهجوم الإرهابي الذي شهدته قاعة الحفلات الموسيقية «كروكوس سيتي هول» قرب العاصمة الروسية موسكو مساء 22 مارس 2024؛ ونجم عنه حتى الآن مقتل ما لايقل عن 137 شخصاً وإصابة أكثر من 180 آخرين، وأعلن تنظيم «داعش خراسان» (ISIS-K) مسؤوليته عنه؛ ليعيد قلق بعض الدول الأوروبية من دور التنظيم الإرهابي خلال الفترة المقبلة وتخوفها من أن يشن مزيد من العمليات الإرهابية في مختلف أنحاء القارة، ولقد جاءت فرنسا وإيطاليا على رأس هذه البلدان، الأمر الذي دفعهم لرفع حالة التأهب الأمني.
وتجدر الإشارة أن العديد من دول العالم قد أدانت هجوم «كروكوس»، إذ علقت المتحدثة باسم حلف الناتو «فرح دخل الله» على هذا الهجوم في 23 مارس الجاري، قائلة، "ندين بشكل لا لبس فيه الهجمات التي استهدفت مرتادي حفل موسيقي في موسكو. ولا يوجد ما يمكن أن يبرر مثل هذه الجريمة الشنيعة. ونعرب عن تعازينا العميقة للضحايا وأسرهم".
حالة التأهب الأمني
وفيما يتعلق بإجراءات الدول الأوروبية بعد هجوم موسكو، فقد ترأس الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» الذي أدان بأشد العبارات هذا الهجوم؛ في 24 مارس الجاري، اجتماع مجلس الدفاع في قصر الإليزيه الذي ناقش "هجوم موسكو وتداعياته"، وعقب الاجتماع أصدرت رئاسة الوزراء الفرنسية ؛ قراراً يقضي برفع حالة التأهب الأمني إلى أعلى مستوى وذلك بعد خفضه إلى المستوي الثاني مطلع العام الجاري، وفق ما أعلنه رئيس الوزراء الفرنسي «غابرييل أتال» الذي أشار بأن تنظيم «داعش خراسان» الذي تبنى الهجوم يهدد عدد من الدول الأوروبية من بينها "فرنسا وألمانيا"، وأضاف بأن كلا الدولتين سبق وأحبطت مؤخرا خطط لهجمات هذا التنظيم.
ومن الجدير بالذكر أن نظام التحذير من الإرهاب في الأراضي الفرنسية يتألف من ثلاثة مستويات، ويتم اتخاذ قراراً بتفعيل المستوى الأعلى في حال وقع هجوم داخل فرنسا أو في الخارج، أو عندما يعتبر التهديد وشيكا، ولذلك فإن رفع حالة التأهب الأمني يأتي قبل أربعة أشهر من دورة الألعاب الأولمبية بالعاصمة باريس في الفترة من (26 يوليو - 11 أغسطس 2024)، لذلك تسعى الدولة الأوروبية لاتخاذ تدابير أمنية استثنائية لتعزيز الأمن في البلاد والتصدي لأية أعمال إرهابية، وهذا من خلال تكثيف نشر الدوريات للقوات المسلحة الفرنسية في الأماكن العامة ومنها محطات القطارات والمطارات والمواقع الدينية.
إجراءات إيطاليا
وعلى الصعيد الإيطالي، فقد أعلنت وزارة الداخلية الإيطالية، في 24 مارس الجاري، تعزيز الإجراءات الأمنية في المواقع المهمة، التي يحتمل أن تكون أهدافًا للإرهابيين، وخاصة في أماكن العبادة، وتحديداً المعابد اليهودية والسفارات ومراكز النقل الرئيسية مثل محطات القطارات والمطارات، وقد كشفت وسائل الإعلام الإيطالية بأن اللجنة الوطنية للنظام العام والأمن ستعقد اجتماعاً اليوم 25 مارس الجاري، لتحليل الوضع بعد هجوم موسكو.
مرمى الاستهداف
وحول دلالات رد الفعل الأوروبي، يقول «هشام النجار» الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن كل دول أوروبا في مرمى الاستهداف عاجلا أو آجلا خاصة أن هناك خلايا نائمة لتنظيم داعش الإرهابي داخل هذه الدول وتضاعفت الاستقطابات وتزايد النشاط التجنيدي بعد اندلاع حرب غزة في أكتوبر الماضي وهناك مخاوف جدية عبر عنها مراقبون بشأن إقدام «داعش خراسان» على تنفيذ عمليات كبيرة أخرى للإبقاء على وتيرة حضوره في المشهد ولتحقيق أهدافه القريبة والبعيدة.