الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

"عمرو وأحمد وسامح" وحكاية الحمار وال"بودكاست"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ظللت لسنوات لأدري لماذا ضحك "خريسيبوس" على الحمار، لكن اكتشفت ذلك الآن، بعد حلقة "أحمد طحال" و"أديب بودكاست"، كان قبلها قد قال "أديب" بأن "أصحاب بابا هم اللي شغلوني" ثم بعدها قال ما قاله نجم "الحفلات والمحال والطحال" عن شقيقه "العالم".

والسؤال ألم يكن افضل من الإيفهات.. أن يهدي أخيه سيارة أخرى بدل ال128 التي تعطل به على الدائري! "حتى من باب الأخوة".

وقبل كل شئ وحتى لا نلعن زماننا، ونقول "شايفين مصر"، على مر التاريخ وفي كل الأزمنة" سامح" يجاهد ليشتري "128" وأحمد وعمرو وعمرو وحبيشة يركبون طائرات خاصة، هذا أمر عادي ألم تر "أنغام وهي تغني مع رمضان" هذا كله جائز في فرق وفقرات "الترفيه".. أموال وحرير ومتع للأراجوزات حتى يملأون البطون فتغيب العقول ويصنعون النكات، فشرط صناعة "النكتة" هو غياب "العقل". ليضحك المغيبون على كل شئ. 

لن أذكرك بمقولة الإمام الشافعي التي نستحضرها في كل مناسبة كهذه والتي نقف عند ظاهرها ولا نعرف معناها.

ومن "الشافعي" ل"العقاد" سنمر بمراحل عدة، لكنه نقل تلك الحكمة أو لنقل المعلومة إلى أجيال أخرى في واقعة سؤال صحفي لشكوكو: "إنت أشهر أم العقاد".. فأجاب: شكوكو: "العقاد معاه عربية 128 بتعطل على الدائري" أو كما قال: "خلي العقاد ينزل معايا ميدان التحرير ونشوف الناس هتروح على مين".. وكان رد العقاد: "لو نزلنا شكوكو ورقاصة الناس هتسيبه وتروح على الرقاصة".

ليس غريبا أن يخطف الزيف الأعين لكنه لا يخطف القلوب والألباب، هؤلاء وغيرهم من قصدهم الشافعي والعقاد وآلان دونو، هم "نظام التفاهة" الموجود دائما، الذي يكسب معركة" الدائري" ويخسر في عبور" الصراط" حيث المعيار هناك لصاحب العلم.. لصاحب الأثر.. لصاحب الفضيلة.. لمن نفع الناس وعلمهم وقدم لهم الدواء.. لمن خدم الإنسانية، لصاحب السيارة ال128.

هناك حيث لن يجد "أديب" "أصدقاء بابا" ولا يجد" سعد الطحال" من يضحك على هرائه، سيغني هناك اختياراتي على وقع آخر وأنغام أخرى، سيعطل على "الصراط" وسينادي على الدكتور "سامح" "ليقطره".

العيب لم يكن أبدا في "المسك" لكن في وجوده بسوق للكير.. هذه التأشيرة محدودة المدة ومعروفة كل تفاصيلها، كل الأنبياء والحكماء والعلماء والفلاسفة وأصحاب الفكر لا يهتمون بالوسيلة لكن يشغلهم الغاية.. ترنوا أرواحهم إلى الهدف.. وسواء قطعوا السبل سيرا أو بال" 128" وغيرهم ركب طائرات، هم يصلون ولا يخطأوون الطريق وغيرهم "يتوه".

منذ أيام في إحدى البرامج التي على شاكلة ما ذكرت، أعطى مذيع "فلوس" لصاحب عربة "موز" وقال له: نادي على الكيلو بجنيه، وحين فعل اندفع إليه الناس كالأمواج، هذا جائز في جمهورية الموز، في مجتمع تحكمه "قوانين الجبلاية".. في "زمن الجوع" لكنه أمر عارض.. فالأسد الذي مات جوعا ما زال الناس يذكرونه "أسد"، والكلب الذي أكل لحم الظأن، ظل كلبا حتى بعد ما أكل اللحم، ولم يذكر أحد "ذو جهل" الذي نام على حرير، وبات ذكر الشافعي نوع من التسبيح، والناس قد تركوا "شكوكو" على المسرح حين شاخ ولم يعد قادرا على الرقص، وأسرعوا إلى حيث ينام " العقاد" يعتذرون.

سينسى الناس والتاريخ عما قليل "أحمد" و"عمرو" وسيبقى "سامح".. هذا قانون الله.. أما قوانينهم فهي "بودكاست". 

وأخيرا يا صديقي كل "كيمو وله انتيمو".. فإذا رأيت "شكوكو والراقصة وعمرو ونجم الطحال" فلا تضحك كثيرا فالفيلسوف الإغريقي خريسيبوس "مات من الضحك. 

في خلال إحدى الجلسات الخمرية، وعقب إكثاره من شرب الخمر، كالذين يقدموه لنا على "الشاشات"، شاهد خريسيبوس حمارًا وهو بصَدَد أكل حبة تين، فما كان منه إلا أن انفجر ضاحكًا مُطالبًا بمنح الحمار كأس خمر لمساعدته على الهضم.

دخل فيلسوف الرواقي الشهير في نوبة ضحك هستيرية انتهت بوفاته وسط ذهول جميع الحاضرين.

قبل أن يموت خريسيبوس ترك عبارة على جدار الأيام: "يا صديقي لا تضحك مع الحمار أو عليه.. حتى لا تموت غبيا".