عقد مجلس كنائس الشرق الأوسط، جلسة مستديرة بعنوان "المساحات الدينيّة المشتركة في الشرق الأوسط، عيد البشارة في لبنان نموذجًا"، وذلك ضمن فعاليّات السنة الخمسين لتأسيس المجلس ، وإيمانًا منه بنشر مبادئ الحوار والتعاون وقيم المحبّة والإخوّة، في المقرّ الرّئيس للأمانة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط في بيروت.
تضمّنت الجلسة المستديرة ثلاث جلسات تحدّث فيها متحدّثون، من رؤساء كنائس وخبراء من مختلف المجالات ودول الشرق الأوسط، عن خبراتهم وتجاربهم في دولهم مؤكّدين على أنّ ما يجمعنا هو أكثر ممّا يفرّقنا وأنّ التلاقي بين كلّ الديانات أساس لتأمين استقرار وازدهار المجتمعات، وهذا ما يقتضي احترام متبادل وإصغاء وتواصل.
شارك في الندوة مجموعة من المتخصّصين والمهتمّين بالموضوع المطروح في مكاتب الأمانة العامة أو تابعوا عن بُعد عبر منصّة "زوم". علمًا أنّ الندوة بُثّت مباشرة على صفحة مجلس كنائس الشرق الأوسط على موقع فيسبوك، محطّة تيلي لوميار ونورسات ومختلف المحطّات الدينيّة والعلمانيّة.
استُهلّت الندوة بكلمة الدكتور ميشال عبس الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الّذي شدّد فيها على أهميّة العيش معًا بسلام وعدالة بعيدًا عن كلّ الخلافات والصراعات. كما أكّد على ضرورة ترسيخ روح المحبّة والتسامح بين كلّ مكوّنات المجتمعات، في سبيل صون كرامة الإنسان وضمان مستقبل أكثر إشراقًا وتقدّمًا.
بعدها بدأت الجلسة الأولى بإدارة د. لور أبي خليل حيث خُصّصت إلى كلمات من القيادات الروحيّة الّتي تمحورت حول الحاجة إلى تقريب المسافات وبناء جسور الأخوّة بين جميع المواطنين مهما اختلفت دياناتهم وثقافاتهم وحضاراتهم تأكيدًا على الحاجة إلى تعزيز القيم الإنسانيّة واحترام الغنى في تنوّع كلّ المجتمعات.
خلالها هذه الجلسة كانت كلمات وجّهها كلّ من غبطة البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس، ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الأرثوذكسيّة، ألقاها سيادة المتروبوليت أنطونيوس الصوري، متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس، وعضو اللّجنة التنفيذيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط، البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، الشيخ علي الخطيب، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، شيخ العقل د. سامي أبي المنا، شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز، لبنان، المطران بولس عبد الساتر، مطران بيروت للموارنة، ألقاها الأب أنطونيو وكيم، و البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، والرئيس الفخري لمجلس كنائس الشرق الأوسط.
أمّا الجلسة الثانية فحملت عنوان "النموذج الشرق الأوسطي في الحياة المشتركة" وكانت أيضًا بإدارة د. لور أبي خليل. خلالها تحدّث كلّ من سيادة المطران عطالله حنّا، رئيس أساقفة سبسطيّة للرّوم الأرثوذكس، فلسطين، فضيلة د. محمّد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، مصر، الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، مصر، د. عبد الكريم نجم، رئيس المجلس الصوفي الأعلى، فلسطين، د. عبد الحسين شعبان، مفكّر سياسي، العراق، د. وليد الشوملي، مدير المركز الفلسطيني للدراسات وحوار الحضارات، فلسطين، د. محمد الحوراني، رئيس اتّحاد الكتاب العرب، سوريا، د. نظام عساف، مدير مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان، الأردن، ود. مها زحلوق، عميدة كليّة التربية في جامعة دمشق، سوريا.
من ثمّ بدأت الجلسة الثالثة بعنوان "من التعايش إلى الوحدة في الحياة"، بإدارة د. شوقي عطيه، حيث تكلّم فيها كلّ من أ. د. محمّد السمّاك، الأمين العام للّجنة الوطنيّة الإسلاميّة المسيحيّة للحوار، لبنان، مروان منير أبو فاضل، أمين عام اللّقاء الأرثوذكسي، نائب سابق في مجلس النوّاب، لبنان، الوزير د. سمير مرقص، مفكّر مصري ووزير سابق، مصر، د. حسين رحال، أستاذ وباحث في علم الإجتماع السياسي في الجامعة اللّبنانيّة، لبنان، د. سماء سليمان، وكيل لجنة الشؤون الخارجيّة والعربيّة والأفريقيّة، مجلس الشيوخ، مصر، د. طارق خوري، عضو سابق في مجلس الشعب الأردني، الأردن، ود. رواء قاشا، مدير قسم البعثات والعلاقات الثقافية في جامعة الموصل، العراق.
انتهت الجلسة المستديرة بكلمة للأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس الّذي لفت إلى ضرورة توعية الناس حول القيم المشتركة مؤكّدًا على أهميّة الحوار الصادق والإيجابيّات الّتي تكمن في العلاقات ما بين الأديان. علمًا أنّ هذه الندوة تأتي ضمن "مشروع الكرامة الإنسانيّة" - "الحوار والتماسك الإجتماعيّ - إعادة تأهيل رأس المال الإجتماعيّ"، الّذي يعمل مجلس كنائس الشرق الأوسط على تنفيذه تباعًا.