تمر اليوم الذكرى الـ154 على إصدار أمر مباشر من الخديوي إسماعيل إلى علي باشا مبارك ناظر المعارف وقتها بإنشاء مشروع ثقافي لجمع المخطوطات والكتب التي كان قد أوقفها الأمراء والعلماء على المساجد ومعاهد العلم لبدء إنشاء دار الكتب أو "الكتبخانة المصرية"، فكانت الحاجة للمحافظة على الهوية الثقافية والعلمية هى الدافع لهذا الصرح الثقافي العظيم.
كان الخديو إسماعيل اقترح على علي مبارك إنشاء دار كتب على نمط المكتبة الوطنية في باريس، حيث أعجب بها حينما أُرسل ضمن البعثة التي أُوفدت لدراسة العلوم العسكرية، ولهذا أصدر الخديو الأمر العالي رقم 66 بتأسيس الكتبخانة في 23 مارس 1870م، في سراي مصطفى فاضل باشا (شقيق الخديوي إسماعيل) بدرب الجماميز لتكون مقراً للكتب خانة.
بدأت الكتب خانة في أول عهدها في سنة 1870 تحت إشراف "ديوان المدارس"، أو مايعرف حاليا باسم وزارة التربية والتعليم، وفي سنة 1958 انتقلت تبعية دار الكتب المصرية من وزارة التربية والتعليم إلى وزارة الثقافة والإرشاد القومي، ولا تزال تتبع وزارة الثقافة حتى الآن.
اتخذت دار الكتب عدة مسميات رسمية: فكان اسمها عند نشأتها سنة 1870 "الكتب خانة الخديوية"، ثم "دار الكتب الخديوية" (1892- 1914)، ثم "دار الكتب السلطانية" (1914– 1922)، ثم "دار الكتب الملكية" ( 1922- 1927)، ثم دار الكتب المصرية (1927- 1966)، ثم "دار الكتب والوثائق القومية" (1966- 1971)، ثم "الهيئة المصرية العامة للكتاب" (1971- 1993)، وأخيراً أطلق عليها "الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية" منذ (1993 وحتى الآن).
من بين أهداف التشييد، جمع وحفظ وصيانة مقتنيات الدار التراثية من الكتب وأوائل المطبوعات والدوريات والمخطوطات وتنظيمها والتعريف بها والإعلام عنها، بالإضافة إلى تنشيط التبادل مع الدول العربية ودول وسط أسيا والدول الأفريقية ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية من شأنه دعم مكانة مصر وإنتاجها الفكري والحصول على مطبوعات مهمة من كل هذه الدول.
كما تقدم الدار العديد من الدورات التدريبية التي تتولى تنمية المكتبات داخل الدولة فتقوم باستصدار التشريعات ووضع سياسات الخدمة المكتبية، وطرق تنفيذها وتطويرها، وتسهم في تنمية مهارات العاملين في الخدمات المكتبية لكل مكتبات مصر وتقديم المشورة الفنية.
وتحتوي دار الكتب على الملايين من الكتب العربية والأجنبية في كافة العلوم المختلفة، كما تضم مجموعة كبيرة من المخطوطات، وتحتفظ بوثائق تتعلق بتاريخ مصر منذ العصر الفاطمي حتى الوقت الحالي، بالإضافة إلى احتفاظها بوثائق تتعلق بتاريخ السودان وبلاد الشام والجزيرة العربية بشكل اساسى ، وتحتفظ بوثائق تتعلق بتاريخ كريت وتركيا والمغرب العربى والعراق وإيران وإثيوبيا وإريتريا والصومال وجيبوتي وأوغندا وكينيا والمنطقة بصفة عامة.