وَمَنْ قَاسَ مِنْكَ الْجُودَ بِالْبَحْر وَالْحَيَا
فَقَدْ قَاسَ تَمْوِيهًا قِيَاسَ سُفْسَطَانِي
وَطَاعَتُك الْعُظْمَى بِشَارَةُ رَحْمَةٍ
وَعِصْيَانُكَ الْمَحْذُورُ نَزْغَةُ شَيْطَانِ
وَحُبُّك عُنْوَانُ السَّعَادِةِ وَالرِّضَا
وَيُعْرَفُ مِقْدَارُ الْكِتَابِ بِعُنْوَانِ
وَدِينُ الْهُدَى جِسْمٌ وَذَاتُكَ رُوحُهُ
وَكَمْ وَصْلَةٍ مَا بَيْنَ رُوحٍ وَجُثْمَانِ
تَضِنُّ بِكَ الدُّنْيَا وَيَحْرُسُكَ الْعُلا
كَأَنَّكَ مِنْهَا بَيْنَ لَحْظٍ وَأَجْفاَنِ
بَنَيْتَ عَلَى أسَاسِ أَسْلاَفِكَ الْعُلَى
فَلاَ هُدِمَ الْمَبْنَى وَلاَ عُدِمَ الْبَانِي
وَصَاحَتْ بِكَ الْعُلْيَا فَلَمْ تَكُ غَافِلًا
وَنَادَتْ بِكَ الدُّنِيَا فَلَمْ تَك بِالْوَانِي
وَلَمْ تَكُ فِي خَوْضِ الْبِحَارِ بِهَائِبٍ
وَلَمْ تَكُ فِي رَوْمٍ الْفخَارِ بِكَسْلاَنِ
لَقَدْ هَزَّ مِنْكَ الْعَزْمُ لمَّا انْتَضَيْتَهُ
ذَوَائِبَ رَضْوَى أَوْ مَنَاكِبَ ثَهْلاَنِ
وَلِلَّهِ عَيْنًا مَنْ رَآهَا مَحَلَّةً
لسان الدين الخطيب