أنجبت مصر عددًا كبيرًا من الأدباء والمفكرين والمبدعين كان لهم دور بارز في الحياة الثقافية، ولم تغفل الهيئة العامة لقصور الثقافة أن تحفل بهؤلاء الكتاب والمبدعين في لفتة طيبة وتقديرا لما قدموه خلال مسيرتهم الإبداعية من خلال مبادرة تقدمها الهيئة تحت عنوان "العودة إلى الجذور تتناول من خلالها عطاءهم الأدبي وسيرتهم الذاتية وفي هذه السطور خلال شهر رمضان المبارك نقدم كل يوم حلقة عن هؤلاء الرموز نبرز من خلالها مدى مساهمتهم في إثراء الأدب والثقافة والمكتبة العربية طوال حياتهم.
درويش الفار الأديب والشاعر السيناوي والعالم البيولوجي له دور بارز في الدفاع عن الوطن والقضية الفلسطينية من خلال كلماته وقصائده الوطنية ، ورحل تاركًا إرثًا أدبيًا كبيرًا أثرى من خلاله المكتبة العربية.
درويش الفار هو العالم البيولوجي الذي اكتشف منجم الفحم في الشرق الأوسط بوسط سيناء بمخزون يقدر بـ 5 ملايين طن فحم على النقاء فبدأ تعليمه في منطقة الحسنة في وسط سيناء وتفوق في دراسته، كتب الشعر النبطي والعامية السيناوية والمصرية والفصحى، وتناول موضوعات شتى منها الوطني والاجتماعي والسياسي والنضالي والديني، فكان له عشرات القصائد إلا أن أغلب هذه القصائد ضاعت بين الصحراء والمدينة، وبين سيناء والقاهرة، فلم يطبع له إلا ديوان شعر واحد وهو "ديوان الصحراء".
يعد درويش الفار، من الشعراء الذين عشقوا سيناء وعاشوا في صحرائها وعلى رمالها وبين جبالها وشواطئها، فسُحر بها، وتقلب مزاجه المتأمل والمكتشف بين الجيولوجيا والشعر، فكان يكتشف كثيرا من مفردات الطبيعة، ويقدم أبحاثه وتقاريره ثم ينبري يتغزل بمفردات البيئة شعرا وما يحيط بها من كنوز الطبيعة.
كانت قصائد درويش الفار مرجعا لكثير من شعراء سيناء في نظم الشعر باللهجة البدوية، وظلت باقي القصائد أوراقا متناثرة في أماكن شتى، وحازت قصائده في "مدح الرسول" على الجزء الأكبر من ديوان الصحراء الذي تبقى.
أصدر درويش الفار أيضا عددا من الكتب منها كتابه "قطرات مداد" الذي تضمن عددا من المقالات العلمية، والفلسفية، والاجتماعية، كثير من قصائده، إلى جانب ذلك كتابه "نظرات في تعمير سيناء" و"مع العلم والعلماء"، وكان آخر كتبه "العلماء العرب".
نال درويش الفار العديد من التكريمات فكرمه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وأهداه جائزة الدولة التشجيعية في العلوم لعام 1964، وجائزة الملك فؤاد الأول للامتياز لترتيبه الأول لدفعة العريش لعام 1938، ووسام الجمهورية العربية المتحدة عام 1965، وكرمه مؤتمر إقليم القناة وسيناء الثقافي في دورته الـ 21.