أثار نشر الصور الرسمية التى تظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهو يُمارس رياضة الملاكمة، حالة كبيرة من الجدل، وتراوحت بين الثناء والصدمة فى فرنسا، خاصة وأن ماكرون سبق أن أثار الدهشة خلال حملته الانتخابية لعام ٢٠٢٢ بصورة له وهو نائم على أريكة دون قميص.
وصور الرئيس الفرنسي، التى نشرها مصوره الرسمي، سوازيج دو لا مويسونير، على موقع إنستجرام، ملونة باللونين الأبيض والأسود، وتظهر الرئيس بأسنانه وهى تصر وعضلاته منتفخة أثناء ممارسة التمارين.
وذكرت صحيفة "الجارديان" أنه سرعان ما بدأ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعى فى مقارنته بشخصية روكى السينمائية الشهيرة، بينما شكك آخرون فى توقيت الصور، حيث جاءت الصور فى الوقت الذى دعا فيه ماكرون أوروبا إلى تكثيف ردها على حرب روسيا على أوكرانيا.
وقال البعض إن الصور أظهرته وهو يستعد لمواجهة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذى اشتهر هو الآخر بالتقاط الصور المصممة لإظهار براعته الرياضية.
ووصفت المجلة النسائية "Femme Actuelle" الصور بشكل أكثر إطراء، فكتبت أنها أظهرت "زوج بريجيت ماكرون" "بنظرة حازمة، كما لو كان يريد خوض معركة مع خصمه... يبدو أنه يضرب بقوة لدرجة أن عضلاته ذات الرأسين تخرج من تحت خصره".
حالة استياء
وأعرب معلقون آخرون عن استيائهم من الصور. وأعادت النائبة عن حزب الخضر الفرنسى ساندرين روسو نشر إحدى الصور مع التعليق: “يا لها من هزيمة للتقدمية. مع فقر التواصل السياسي”.
وكتب جوناثان بوشيه بيترسن فى صحيفة "ليبراسيون" التى تنتمى إلى يسار الوسط، أن الصور كانت "خيار اتصال مخيفًا إلى حد ما"، وقال إنه كان من الأفضل لو كانت الصورة حقًا نتاج مستخدم صفيق لوسائل التواصل الاجتماعى كما افترض فى البداية.
بينما كتب إيريك أنسو، أستاذ التاريخ فى جامعة لورين، على موقع "X" "تويتر سابقا" أن الصور كانت "جزءًا من الرجولة الشعبوية الجديدة التى يعشقها بعض القادة اليوم، بدءًا من سيد هذا النوع (حتى الآن) فلاديمير بوتين".
فقد تم تصوير بوتين فى السابق وهو يصطاد، ويطلق النار، ويركب عارى الصدر، ويلعب هوكى الجليد، ويهزم خصومه فى الجودو، ويركب الدبابات والغواصات.
وكشفت قرينة الرئيس الفرنسى بريجيت ماكرون، العام الماضى فى مقابلة مع مجلة "باريس ماتش" أن الرئيس يمارس الملاكمة مرتين فى الأسبوع، وقد سبق له أن ارتدى قفازات الملاكمة للترويج لممارسة الرياضة قبل أولمبياد باريس.
صفحة جديدة من التوتر
ويبدو أن هناك صفحة جديدة من التوتر الفرنسى الروسى على خلفية الحرب فى أوكرانيا، حيث تقول موسكو إنّ هناك بيانات تفيد بأن فرنسا بصدد التحضير لإرسال وحدة عسكرية إلى أوكرانيا، سيصل عددها فى المرحلة الأولى إلى حوالى ٢٠٠٠ جندي.
وخطا الرئيس الفرنسى خطوة إضافية باتجاه مزيد من انخراط الغربيين فى الحرب الأوكرانية؛ فبعد أن كرر فى الأيام الأخيرة أنه لا يتعين استبعاد نشر قوات أرضية غربية فى أوكرانيا، وتأكيده أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين «يجب ألا يربح الحرب»؛ لأن ذلك سيشكل «تهديدًا وجوديًا» لفرنسا ولأمن أوروبا، ذهب أبعد من ذلك، فى الحديث الصحفى لجريدة "لو باريزيان" خلال رحلة العودة، من برلين إلى باريس بعد مشاركته فى قمة "مثلث فيمار" التى تضم فرنسا وألمانيا وبولندا، والتى خُصصت لتعزيز الدعم لأوكرانيا.
وسعى ماكرون إلى التقليل من أهمية روسيا عسكريًا واقتصاديًا بقوله: "نحن لا نواجه قوّة عظمى. روسيا قوّة متوسّطة تمتلك أسلحة نوويّة، لكنّ ناتجها المحلّى الإجمالي أقلّ كثيرًا من الناتج المحلّى الإجمالى للأوروبيين، وأقلّ من الناتج المحلّى الإجمالي لألمانيا وفرنسا". والنتيجة المباشرة التى خلص إليها ماكرون هى أنه "يجب علينا ألّا نستسلم للترهيب".