يعد مسجد "المحلى بمدينة رشيد" واحدًا من أبرز المعالم الأثرية في محافظة البحيرة، والذي افتتح تزامنًا مع حلول شهر رمضان المبارك هذا العام بعد 15 عامًا من غلق منذ عام 2008 بعد غمر المياه الجوفية للمسجد وتوقف أعمال الترميم لسنوات بسبب الدعم المالي.
ويحتل مسجد " المحلي برشيد"، المرتبة الثانية في المساجد بالمدينة الأثرية بعد مسجد زغلول الأثري من حيث الحجم والأهمية، وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي، بمؤتمر الشباب الثالث الذي عقد في محافظة الإسكندرية، بتطوير مدينة رشيد وتحويلها لمتحف مفتوح ووضعها علي خريطة السياحة العالمية، بدأت عمليات الترميم لمسجد المحلي الأثري برشيد، وافتتحه الدكتور مصطفى الوزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار، وتُقام الصلوات واللقاءات الدينية في المسجد حاليًا خلال شهر رمضان المبارك.
صرح اللواء محمد بدر، السكرتير العام لمحافظة البحيرة، أن إعادة ترميم وصيانة المسجد المحلى قد بدأت في عام 2017 بتمويل مشترك من المجلس الأعلى للآثار ووزارة الأوقاف، حيث بلغت تكلفة المشروع الإجمالية حوالي 105 ملايين جنيه، تم توزيعها بين وزارتي الأوقاف والسياحة والآثار بواقع 65 و40 مليون جنيه على التوالي.
وأكد السكرتير العام، في تصريحات لـ " البوابة نيوز"، أن المشروع شمل أعمال الترميم المعماري والدقيق للمسجد. كما تم توثيق الشواهد الأثرية الموجودة تحت المسجد، وذلك قبل وأثناء وبعد تنفيذ أعمال الترميم المعماري والإنشائي، تضمنت الأعمال فك وتركيب رخام أرضيات المسجد، وإعادة ترميم وتوسيع الضريح الخشبي، وتجديد أعمدة المسجد والمئذنة، تم أيضًا اتخاذ إجراءات لتخفيض منسوب المياه الجوفية وإنشاء آبار لسحب المياه، بالإضافة إلى تنسيق الموقع العام وإنشاء ميضأة ودورات مياه جديدة.
وقال الدكتور محمد أبوحطب، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة البحيرة، أن مسجد المحلى، يقع وسط السوق العمومي في مدينة رشيد، وتبلغ مساحته حوالي 2300 متر مربع، يتميز المسجد بوجود 4 مداخل رئيسية و 99 عمودًا، وتبلغ ارتفاع مئذنته حوالي 19 مترًا.
وأشار وكيل الوزارة، إلى أن المسجد يضم أيضًا ضريح سيدي "علي المحلى" الذي توفي في العام 90 هجرية، ويحتوي المسجد على مكتبة تضم العديد من الكتب والمخطوطات الإسلامية القيمة، يتميز مسجد المحلى بتاريخه العريق والروحانية التي ينبعث منه، ويعتبر رمزًا للهوية الثقافية والدينية في المنطقة.
وتابع وكيل الوزارة، أن المسجد يعتبر مكانًا هامًا للصلاة والعبادة للمسلمين المحليين والزوار. ويعتبر أيضًا معلمًا سياحيًا يستقطب الكثير من السياح والمهتمين بالتراث الثقافي.
ومن جانبه، يقول أحمد السمري، المحامي ومقيم بمدينة رشيد، أن مسجد الملحي بالإضافة إلى دوره الديني، لعب مسجد المحلى أيضًا دورًا تاريخيًا في تحفيز النضال ضد الاستعمار البريطاني.
وأوضح السمري، أن مأذنة المسجد كانت مكانًا لتحفيز الأهالي على التصدي للحملة الإنجليزية بقيادة الجنرال فريزر عام 1807 والتي نجح فيها أبناء مدينة رشيد بالتصدي للعدوان وهزيمته وأصبح رمزًا للصمود والمقاومة في وجه الاستعمار.