يحتفل العالم كل عام في 20 مارس باليوم العالمي للسعادة، وهي ذكرى سنوية بعد اعتمادها من الأمم المتحدة يوما دوليا بما يعرف باليوم العالمي للسعادة، للتركيز على أهمية السعي للسعادة؛ لتحقق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وتوفير الرفاهية لجميع الشعوب. هذا على الرغم من المعاناة التي يعيشها شعب غزة والمخاطر التي تهدد بحدوث مجاعة خطيرة حسب تقرير للأمم المتحدة، والتي حذرت بدورها من ارتفاع معدل الوفيات في غزة بين حديثي الولادة والأطفال.
وفي هذا العام مع الاحتفال بـ “ اليوم العالمي للسعادة ”، أظهر مؤشر السعادة العالمي لعام 2024، ارتفاع المشاعر السلبية حول العالم، وأصبحت أكثر تواترًا مما كانت عليه في الفترة 2006-2010 في كل مكان، وبشكل طفيف فقط في شرق آسيا وبعض مناطق من أوروبا الغربية، بينما كان الاستثناء الكبير في أوروبا الوسطى والشرقية، حيث انخفضت المشاعر السلبية في جميع الفئات العمرية، على النقيض من بقية العالم، وبما يتقارب مع مؤشرات السعادة داخل الدول الأوروبية.
ارتفاع المشاعر السلبية حول العالم
وكانت الزيادة الواضحة في المشاعر السلبية أكثر شيوعًا في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، خاصة في الأعمار الأعلى، كما ظهرت في أمريكا اللاتينية في الفئات العمرية الأكبر سنا.
وعلى الرغم من اعتماد مؤشر السعادة العالمي على تصنيف المؤشر اعتمادا على متوسط ثلاث سنوات في الفترة من 2021 إلى 2023، حيث يتم ترحيل معلومات من سنة إلى أخرى، وفي حالة وقوع أحداث كارثية خلال سنة معينة، فإن تأثيرها على التصنيف سيعتمد على وقت إجراء الاستطلاع، بينما يعتمد الاستطلاع على متوسط الثلاث سنوات.
ولم يغفل المؤشر العالمي للسعادة، الإشارة إلى هجوم 7 أكتوبر- والحرب اللاحقة في غزة بين إسرائيل وحماس، فقد تم إجراء الاستطلاع في فلسطين في وقت سابق من العام، بينما تم إجراء الاستطلاع في إسرائيل بعد احتجاز الرهائن ولكن قبل معظم فترات الحرب اللاحقة، وأظهر مؤشر السعادة انخفاض تقييمات الحياة بشكل حاد في إسرائيل.
3 دول عربية في المراكز الـ30
وأظهر مؤشر السعادة ارتفاع معدل السعادة في فنلندا لتحصد المركز الأول تليها الدنمارك، وايسلندا، بينما ارتفع معدل السعادة في كلا من كوستاريكا والكويت عن العام الماضي، ليقفزا إلى المراكز العشرين الأولى، في المركزين 12 و13، بينما حصدت دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الــ 22، واالمملكة العربية السعودية المركز الـ28.
كما أدى التقارب المستمر في مستويات السعادة في أوروبا العام الماضي إلى دخول التشيك وليتوانيا في المراكز العشرين الأولى.
بينما انخفضت مراكز كل من الولايات المتحدة وألمانيا من المراكز العشرين الأولى، حيث انخفضا من المركزين 15 و16 العام الماضي إلى المركزين 23 و24 هذا العام.
السعادة في عيون صغار السن
تختلف تصنيفات الدول الأكثر سعادة حسب العمر في عيون صغار السن أقل من 30 عامًا، ونظرة كبار السن تختلف تمامًا، على سبيل المثال، تحتل ليتوانيا، التي دخلت مؤخرًا إلى قائمة العشرين الأوائل، المرتبة الأولى بالنسبة لمن تقل أعمارهم عن 30 عامًا مقارنة بـ 44 عامًا لمن تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
بينما أظهرت العديد من البلدان التي يكون تصنيف الشباب فيها أعلى بأكثر من 40 مركزًا من تصنيف كبار السن، خاصة في أوروبا الوسطى والشرقية وأمريكا اللاتينية، وتوجد الفجوة الأكبر في كرواتيا، حيث يفوق ترتيب الشباب ترتيب كبار السن بـ 66 مركزًا.
ومن الواضح أن هناك تأثيرات تتعلق بالأجيال وكذلك بالعمر في تقييم مؤشرات السعادة، حيث يتحمل السكان الأكبر سنًا في البوسنة وصربيا وكرواتيا والجبل الأسود معظم الندوب التي خلفتها الحروب والإبادة الجماعية في أوائل التسعينيات في أعقاب تفكك يوغوسلافيا السابقة.
وتعد النرويج والسويد وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وأسبانيا من البلدان التي أصبح فيها كبار السن الآن أكثر سعادة بشكل ملحوظ من الشباب، في حين تظهر البرتغال واليونان النمط المعاكس.