لا تزال الإبادة الجماعية مستمرة في غزة مع قرب انتهاء اليوم الـ 164 للعدوان على الإسرائيلي الغاشم على القطاع، والذي أصبحت سمته الغالبية في الأيام الأخيرة استخدام التجويع كسلاح للحرب، وهو ما أدانته جميع المنظمات الدولية التي دعت إلى وقف فوري للحرب على غزة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بأسرع وقت ممكن إلى سكان غزة التي أنهكتهم المجاعة والحرب.
الأمم المتحدة: إسرائيل تستخدم التجويع في قطاع غزة
وحذرت الأمم المتحدة من الاستخدام العمدي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي للتجويع كسلاح في الحرب على غزة، حيث قال فولكر تورك، المفوض الأممي لشؤون حقوق الإنسان، إن استخدام إسرائيل التجويع في قطاع غزة كأسلوب في الصراع، يعد جريمة حرب، مشيرًا إلى أن المحاكم الدولية هي التي ستحدد ما إذا كان ذلك يحدث بالفعل أم لا.
وشدد المسؤول الأممي من أن المجاعة الوشيكة التي في طريقها على غزة في أقرب وقت من شأنها أن تهدد حياة نحو 1.1 مليون شخص يعيشون وضعا مأساويا، وذلك في أعقاب صدور تقرير حديث للأمم المتحدة يحذر من تفشي المجاعة في شمال القطاع خلال الفترة من منتصف مارس 2024 إلى مايو 2024.
المجاعة تتفشى في غزة
وقال التقرير الأممي إنه لا يزال 300 ألف شخص على الأقل محاصرين في شمال القطاع بسبب القتال، وارتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون مستوى "كارثي من الجوع" في جميع أنحاء قطاع غزة إلى 1.1 مليون، أي ما يعادل حوالي نصف السكان، حيث أكد التقرير على أنه يستند في بياناته على التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
الاتحاد الأوروبي: التجويع سلاح إسرائيل في الحرب على غزة
أما جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فقالت إن سياسات إسرائيل في قطاع غزة تتسبب في حدوث مجاعة مشددة على أنه "في غزة لم نعد على شفا المجاعة، نحن في حالة مجاعة يعاني منها آلاف الأشخاص".
بدورها حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من أن موظفيها في قطاع غزة يسابقون الزمن لمواجهة تأثير المجاعة التي تضرب القطاع منذ شهرين، وقال فيليب لازاريني، المفوض العام للوكالة الأممية: "نسابق الزمن لمحاولة مواجهة تأثير انتشار المجاعة والجوع في غزة وأخشى أن هذه البيانات قد لا تشير إلى أي تحسن للأوضاع في القطاع".
الأونروا تدعو العدل الدولية لإنهاء المجاعة في غزة
وأضاف مسؤول الأونروا: "نحذر مرارًا وتكرارًا من انتشار هذه المجاعة، وبالتالي لابد من رفع مستوى الاستجابة الإنسانية بنهاية مارس، وعلى محكمة العدل الدولية أن تساعد في حل هذه الأزمة".
من جهتها قالت منظمة "أوكسفام" إن إسرائيل تتعمد منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بما في ذلك المواد الغذائية والمعدات الطبية ما يعد انتهاكا للقانون الإنساني الدولي.
ونددت المنظمة الدولية من تصرفات إسرائيل التي تتعمد استخدام طرق تفتيش المساعدات التي وصفتها بـ "غير الفعالة وغير العادلة" والتي تؤدي إلى تأخير قد يصل إلى عشرين يومًا في المتوسط حتى يتم السماح للشاحنات بدخول القطاع الفلسطيني، مضيفة أنه "رغم مسؤوليتها كقوة احتلال، فإن ممارسات إسرائيل وقراراتها تُواصل بشكل منهجي ومتعمد عرقلة ومنع أي استجابة إنسانية دولية ذات مغزى في قطاع غزة".
وفي آخر بيان صادر عن الصحة الفلسطينية، أكدت الوزارة أن المرضى والطواقم الطبية المحتجزين داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة يواجهون ظروفًا إنسانية صعبة، حيث يواصلون صيامهم لليوم الثاني على التوالي دون إفطار، وذلك بسبب نقص الماء والغذاء نتيجة الحصار المفروض من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ودعت الوزارة كافة المؤسسات الأممية للتدخل العاجل لوقف هذه الجرائم التي تُرتكب بحق المرضى والجرحى والطواقم الطبية داخل المستشفى، مؤكدة أن استمرار الحصار يُهدد حياة العديد من المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اركبت 9 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، مما أسفر عن استشهاد 93 شخصًا وإصابة 142 آخرين، وارتفع إجمالي عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر الماضي إلى 31819 شهيدًا و73934 إصابة.