تحتفل مصر اليوم 19 مارس بذكرى رفع العلم المصري على أرض طابا وعودتها إلى مصر، تأكيدًا للسيادة المصرية على أرض سيناء بأكملها، بعد صدور هيئة التحكيم الدولية حكمها في 29 سبتمبر 1988 بأحقية مصر في طابا، لتعود إلى مصر بعد أن عادت سيناء بنصر أكتوبر 1973، عادت طابا بمعركة دبلوماسية كبيرة، ليعرف العالم بأسره أن المصريين لا يتركون شبرًا واحدًا من أرضهم ويدافعون عنها سواء بالحرب أو السلام.
وعادت طابا إلى مصر بمعركة قانونية ودبلوماسية كبيرة، بذل فيها الجميع الكثير من الجهد ولم يقصر أحد فيما أسند إليه من مهام، وكانت القصص والتفاصيل في «الكواليس»، ومنها ما ذكره الدكتور مفيد شهاب، عضو اللجنة القومية لطابا، أستاذ القانون الدولى، ووزير التعليم العالي الأسبق في شهادته حيث قال: «قبيل صدور الحكم فى قضية طابا بعدة أيام طلب الرئيس مبارك اجتماعا فوريا مع مجلس الأمن القومي واستدعى معهم مفيد شهاب وأخبرهم أن السفير الأمريكي أخطره أن الحكم سوف يصدر لصالح إسرائيل، وقدم له عرضًا أن تسحب مصر القضية من المحكمة الدولية مقابل اتفاق تضمنه أمريكا بأن تصبح طابا منطقة مشتركة بين مصر وإسرائيل، يُحاكم الإسرائيليون أمام المحاكم الإسرائيلية والمصريون أمام المحاكم المصرية، وتكون هناك محاكم دولية للأجانب، وتكون السيادة مشتركة بين مصر وإسرائيل على طابا، وقال: إنه أقنع الإسرائيليين بذلك وهم موافقون!».
"انتهى الاجتماع ولم يصل مجلس الأمن القومي المصري إلى رأي حاسم بقبول عرض السفير الأمريكي أم لا، وبعد الاجتماع همس الدكتور أسامة الباز مستشار الرئيس مبارك فى أذن مفيد شهاب "الرئيس عايزك"، دخل مفيد شهاب إلى الرئيس مبارك الذى كان يفرد خريطة كبيرة على الأرض، ثم نزل على ركبتيه وراح يسأل الدكتور مفيد عن كل تفصيلة فى القضية، وحتى المصطلحات القانونية التى ذكرها دكتور مفيد فى الاجتماع ولم يفهمها مبارك سأله عنها ودار هذا الحوار":
الرئيس مبارك: أنت مطمن؟
مفيد شهاب: كل الأوراق والمستندات لمصلحتنا.
الرئيس مبارك: بنسبة كام؟
مفيد شهاب: بنسبة 90% يا أفندم، لكن المحكمة ممكن تحكم بأي حكم رغم الأوراق المقدمة، مع العلم بأن هذه نسبة كبيرة جدًا.
الرئيس مبارك: على خيرة الله... هرفض عرض السفير الأمريكي.
ويوم صدور حُكم المحكمة الدولية كان الرئيس مبارك على خط التليفون مباشرةً مع أعضاء الوفد المصري، وفور صدور الحُكم لصالح مصر هنأ الرئيس الأسبق مبارك كل واحد من أعضاء الفريق شخصيًا قائلًا: "ألف مبروك.. ألف مبروك لمصر" وهو يبكي.