قال المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بزحله في لبنان في قداس عيد القديس يوسف في كنيسة مار يوسف حوش الأمراء في عظته اليوم
قدس الآباء الكهنة الأحباء، الأرشمندريت نقولا حكيم النائب العام، الأرشمندريت انطوان سعد كاهن الرعية، الأرشمندريت عبدالله عاصي والأرشمندريت جوزف الصغبيني.
الأخوات والإخوة الأحباء، اعايد أصحاب العيد وأحيي جمعية القديس يوسف للسيدات التي سنكرس لها أعضاء جدداً اليوم، كما أحيي باقي المؤسسات والجمعيات التابعة للرعية: مجلس الرعية، مدرسة مار يوسف، أخوية القديسة تريزيا، الطلائع وفرسان العذراء، حركة التوعية للشباب والشابات، الكشاف اللبناني الفوج السابع وغيرهم، كما أحيي بنوع خاص وتقدير فائق الرهبانية المخلصية التي لم تتوقف أبداً عن خدمة هذه الرعية وجعلها مركز إشعاع في زحلة والبقاع. أحيي وسائل الإعلام التي تنقل هذا القداس للعالم أجمع: تيلي لوميار وزحلة تي في والمكتب الإعلامي في الأبرشية.
في هذا الصباح المبارك، ومن هذه الكنيسة الجميلة التي تأخذ قسماً من جمالها من الإسم الذي تحمله، اسم القديس البار العظيم مار يوسف النجار، هذه الكنيسة التي بنتها الرهبانية الباسيلية المخلصي في عهد سلفي المثلث الرحمة المطران كيرلس مغبغب، لاحقاً بطريرك، سنة 1908. ثم تم إعادةُ بنائِها سنة 1938 لاستيعاب المؤمنين وزيّن بابَ الكنيسة الشرقي بلاطةٌ حُفر عليها:
هذي الكنيسة باسم يوسُفَ قُدست ذِكراً له وهو العفيفُ الأشرُفُ
قد عاون الأهلونُ في بُنيانها ديرَ المخلصِ من سخاءٍ يُعرَفُ
سنة 1938 والأجمل في كنيستكم هو أنها ليست روايةً تُروى فحسب، بل هي حياةٌ مُعاشة. كنيسة ورعية تضج بالحياة والحماس والعطاء والإيمان. فوق ذلك كُله إنها كنيسة يوسوفية، يعيش أبناؤها روحانية قديسيهم العظيم التي فيها الكثير من البرارة والقداسة والحكمة والروية والهدوء والصمت والطاعة والحماية والتفاني. حياة القديس يوسف تحمل في طياتها دروسًا عظيمة للحياة. إنه القديس الذي كرس حياته لحماية العذراء مريم ويسوع المسيح، وترك لنا أنموذجًا مشرِّفًا للحنان والحماية.
إننا نرى في القديس يوسف، حارس الفادي، مثالًا رائعًا للرعاية والمحبة. فقد كان حارسًا للعائلة المقدسة، وقد سعى جاهدًا لضمان سلامتها وأمانها في كل الظروف، حتى عندما تعرضت للمخاطر والتهديدات.
ولكن ما يجعل القديس يوسف مميزًا هو تفانيه في رعاية يسوع وتربيته، وهذا التفاني يمتد ليشمل جوانب عديدة من الحياة. يرى القديس يوسف في يسوع ليس فقط ابن الله الذي يحرسه، بل اعتبره ابنه الحبيب الذي يحبه حبا كبيرا، كما اعتبره أيضًا التلميذ الذي يحتاج إلى التوجيه والتعليم.
في هذا السياق، نجد أن يوسف لم يكن فقط حارسًا، بل كان أيضًا معلمًا حكيمًا. إن حكمته لم تكن مقتصرة على الأمور الروتينية، بل امتدت لتشمل التعليم الروحي والمعنوي. كان القديس يوسف يملأ حياة يسوع بالمحبة الصافية والتقدير، عالماً في الوقت نفسه أنه ابن الله وابن مريم العذراء.
ومن هنا، نستطيع أن نستلهم دروسًا عديدة من حياة القديس يوسف، لنكون حراسًا ومرشدين ومعلمين لمن نحب، لنقودهم في طريق الخير والنجاح والسعادة.
فلنتعلم من يوسف الحارس كيف نكون حنونين وحكماء في توجيه أبنائنا وأحبائنا، وكيف نقدم لهم الدعم والإرشاد في كل المجالات. إنها مهمة عظيمة تستحق منا كل الجهد والعطاء.
فلنجعل من هذا العيد، عيد شفيع رعيتكم، فرصة لتتذكروا قصته العظيمة، ولنتعهد بأن نحمي ونرعى أحباءنا بنفس الحنان والعناية التي أظهرها يوسف لعائلته المقدسة.
أتمنى لكم عيدا مليئًا بالحنان والفرح، ولتكن حياتكم مليئة دائما بالمحبة