تدخل كينيا والصومال في منافسة للفوز بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي خلال الانتخابات المزمع إجراؤها خلال شهر فبراير من العام المقبل 2025.
وكانت الخطوة الأولى للشروع في إجراء هذه الانتخابات هو اجتماع وزراء الخارجية الأفارقة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الجمعة الماضية 15 مارس 2024، لمراجعة خطط انتخاب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي المقرر إجراؤه في فبراير 2025.
وضمت الدورة الاستثنائية الثانية والعشرون للمجلس التنفيذي لوزراء الخارجية، ممثلين عن جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي البالغ عددها 55 دولة، ومسؤولين من أجهزة ومكاتب الاتحاد الأفريقي، وشركاء استراتيجيين، وشارك عن مصر السفير لوزا مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية.
وتنتهي ولاية رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي من تشاد وهي إحدى دول وسط أفريقيا، العام المقبل، وانتخب لأول مرة في 14 مارس من عام 2017.
وقال وزير الخارجية التنزاني يناير ماكامبا، الخميس الماضي، إن الاجتماع "سيحدد العملية والإجراءات الخاصة بانتخاب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي والقيادة العليا"، مشيرا إلى أن تنزانيا عازمة على أن يأتي منصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي من منطقة شرق أفريقيا.
والمرشح الكيني هو زعيم المعارضة رايلا أودينجا، الذي أعرب علنًا عن اهتمامه بالمنصب المؤثر في 15 فبراير، بينما ترشحت فوزية حاجي وزيرة الخارجية الصومالية السابقة لمنافسة "أودينجا"، الذي شغل منصب رئيس وزراء كينيا في السابق إلى جانب أنه خسر الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس الحالي وليام روتو.
وأشارت وسائل إعلام كينية إلى أن أودينجا بدأ في الضغط على الزعماء الأفارقة الآخرين للحصول على الدعم والخطط بعد أن تعهد الرئيس ويليام روتو بتقديمه كمرشح كينيا المدعوم إقليميًا.
وقال أودينجا في أعقاب اجتماع عقده مؤخرًا مع الرئيس النيجيري السابق أوليجسون أوباسانجو: "لقد طلبت من صديقي الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو أن يواصل الدعوة لترشحي والتواصل مع الزعماء الآخرين".
وشغل أودينجا منصب الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي لتطوير البنية التحتية في أفريقيا من عام 2018 إلى فبراير 2023، وهي فترة انتهت وسط مزاعم بأن نيروبي سحبت دعمها بعد تولي الرئيس روتو منصبه.
وفي 5 مارس الجاري، قال الرئيس روتو إن زعماء مجموعة شرق إفريقيا وافقوا على رعاية أودينجا كمرشح لمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، مما سلط الضوء على الدعم الإقليمي لترشيحه.
وكان رئيس رواندا بول كاجامي هو آخر زعماء مجموعة شرق أفريقيا الذي أعرب عن دعمه مستشهدًا بتجارب أودينجا السابقة باعتبارها رصيدًا قيمًا لمفوضية الاتحاد الأفريقي.
وقال كاجامي "أعرف الصعوبات التي يواجهها أودينجا حتى عندما كنت رئيسًا للاتحاد الأفريقي في عام 2018 وكان يمثل لجنة البنية التحتية للقارة لقد قام بعمل جيد، ونحن نقدم له دعمنا ونتمنى له كل التوفيق".
مرشحة صومالية لمفوضية الاتحاد الأفريقي
غير أن طلب أودينجا قد يواجه معارضة من الصومال، أحدث عضو في كتلة شرق أفريقيا، التي تستعد لتقديم فوزية يوسف آدم، وزيرة الخارجية السابقة، كمرشحة لها.
وتعهدت وزيرة الخارجية الصومالية السابقة بإعطاء الأولوية للحكم الرشيد والمساءلة إذا تم انتخابه لهذا المنصب.
وأكدت أن تعزيز الديمقراطية والدعوة إلى حماية حقوق الإنسان هو أحد أهم أهدافها قائلة "إن تعزيز المؤسسات الديمقراطية، وتعزيز المشاركة العامة، وحماية حقوق الإنسان هي في صميم جدول أعمالي" مضيفة "معا، دعونا نبني أفريقيا شفافة وخاضعة للمساءلة".
وأوضحت "آدم": "أنا أؤمن إيمانا راسخا بقوة الوحدة بين الدول الأفريقية. إنني أتصور قارة تتمتع فيها البلدان بحدود مفتوحة، وتعمل معا بغض النظر عن حجمها أو مواردها، لمواجهة التحديات المشتركة واغتنام الفرص".
وأضاف عبر حسابها الرسمي بمنصة "إكس": "سأعطي الأولوية لتعزيز التكامل الإقليمي الأقوى، وتشجيع الحوار، وتعزيز التعاون بين الدول الأفريقية".
تكوين مفوضية الاتحاد الأفريقي
وتتألف مفوضية الاتحاد الأفريقي من الرئيس ونائب الرئيس والمفوضين والموظفين.
وينتخب مؤتمر رؤساء دول الاتحاد الأفريقي الرئيس ونائب الرئيس بينما ينتخب المجلس التنفيذي لوزراء الخارجية المفوضين.
ويعمل أعضاء اللجنة لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.
وفي نوفمبر 2018، وكجزء من الإصلاحات المؤسسية، قررت الجمعية تعزيز الشفافية والجدارة في عملية اختيار القيادة، مع التركيز على مبادئ مثل التمثيل الإقليمي العادل، والمساواة بين الجنسين، وجذب أفضل المواهب من جميع أنحاء أفريقيا.