سادت حالة من الفرحة والسعادة في أرجاء مدينة أبوزنيمة بمحافظة جنوب سيناء وبالتحديد في الحي الثاني، عقب إعلان الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، أسماء الأمهات الفائزات في مسابقة الأم المثالية لعام 2024 لكل محافظة، وجاءت "وهيبة أحمد حليم عبداللطيف الشرقاوي"، 63 سنة، الأولى على مستوى محافظة جنوب سيناء؛ كونها أرملة منذ 19 عامًا تحدت الصعاب وقهرت المشكلات وضربت أروع الأمثلة في التضحية والعطاء وقدمت نموذجًا صالحًا للأم المصرية الجديرة بكل احترام وتقدير.
وشاركت "البوابة نيوز"، الأم المثالية لهذا العام على مستوى المحافظة، فرحتها والتقت معها؛ للحديث عن مشوار كفاحها وأمنياتها فماذا قالت؟
بصوت اختلطت فيه دموع الفرح بالفوز بلقب الأم المثالية، مع دموع الحزن لفقدان الزوج عبرت "وهيبة"، عن بالغ سعادتها لفوزها بلقب الأم المثالية على مستوى المحافظة، وقالت في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز": "أتمنى أن يكون زوجي رجب مجاهد يراني في هذه اللحظات، ويشعر بمدى السعادة التي تنتابني وأنا أهدي فوزي بلقب الأم المثالية لروحه الطاهرة، داعية المولى عز وجل أن يتغمده بوافر رحمته وأن يسكنه فسيح جناته".
وتابعت: بمجرد ما عرفت أنني فوزت بالأم المثالية على مستوى المحافظة سجدت لربنا سجدة شكر وكنت فرحانة جدا إن الحمد لله مضيعش تعبي، وكنت واثقة أن ربنا لن يضيع تعبي أبدا وسيعوض صبري خيرًا.. فاللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا.
وأشارت "وهيبة" إلى أن قصة كفاحها بدأت منذ أن كانت طفلة بنت الـ12 سنة فبعد حصولها على الابتدائية اضطرت لترك المدرسة وإيقاف رحلتها التعليمية بسبب مرض والدتها ورعايتها لإخوتها الصغار، فقامت بدور الأم لإخوتها، تزوجت من معلم بنفس قريتها (السنطة) مركز زفتى محافظة الغربية، وعاشت في منزل عائلة الزوج، ورزقهما الله بطفل ، وصدر قرار بنقل الزوج إلى محافظة جنوب سيناء عام 1981.
وأضافت: منذ عام 1981 بدأت رحلة أخرى حيث صعوبة الحياة آنذاك وعدم توافر الخدمات من مياه وغاز وكهرباء حتى المواد الغذائية، فضلًا عن أن المنزل كان خاليًا تمامًا من المفروشات وكانت حياة بدائية وكان معي طفلي الأول عمره عام ونصف وكافح الزوج رجب مجاهد – رحمة الله عليه- الذي كان يعمل معلمًا للتربية الفنية وأنا معه جنبًا بجنب.
وتابعت: رزقنا الله سبحانه وتعالى بأربعة أبناء ولله الحمد قمت على تربيتهم على أكمل وجه وتحملت صعاب الحياة لتوفر لهم حياة كريمة، فستأجرت محلًا من مجلس المدينة للبقالة وقمت على إدارته والزوج في وظيفته إلا أن توفي الزوج في عام 2005 بعد معاناة مع مرض الكبد، تاركًا لها الأولاد في مراحل التعليم المختلفة، وتعرض محل البقالة لماس كهربائي واحترق كليًا، فاستقطبت جزء كبير من معاش الزوج لإعادة إصلاح المحل وظللت أكافح إلى أن تخرج الأبناء من الجامعة، الابن الأول "وائل" بكالوريوس تربية لغة إنجليزية والثانية "رانيا" بكالوريوس تربية لغة عربية والثالث "محمد" بكالوريوس تجارة والأخير "أحمد" بكالوريوس رقابة جودة، كما توليت مساعدة باقي أولادي في الزواج والاستقرار وما زلت أكافح وأساعد أبنائي وأحفادي، متمنية أن يرزقها الله –سبحانه وتعالى- بزيارة بيته الحرام وأن تؤدي فريضة الحج لها ولزوجها .