الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الأونروا لـ"البوابة نيوز": 75 % من سكان غزة يشربون مياهًا مُلوثة.. والقطاع يشهد اندماجا لـ"المجاعة والمرض مع القتل"

عدنان أبوحسنة المتحدث
عدنان أبوحسنة المتحدث باسم الأونروا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كشف عدنان أبوحسنة، المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا لـ "البوابة" عن آخر تداعيات العدوان الإسرائلي على غزة لليوم الخمسة وستين بعد المئة؛ قائلًا: الأوضاع في غزة تزداد سوءًا يومًا بعد يوم؛ وحتى الآن لم نشهد أي تحسن على الإطلاق؛ بالعكس غزة الآن تشهد اندماج لـ "المجاعة مع المرض والقتل"؛ في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الذي لم يتوقف ولو يومًا واجدًا حتى في شهر رمضان. 

لا يُوجد أي شيء في الأسواق نهائيًا.. ومن يملك المال لا يستطيع الشراء

وأضاف "أبوحسنة"، هنا في شمال قطاع غزة، نتحدث عن مئات الآلاف من الجياع ونخشى أن يجتاح الجياع لمحافظتي الشمال والجنوب، في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء وغلاء فاحش جدًا في أسعار بعض السلع القليلة الموجودة في المتاجر؛ ولكن في الأساس فغزة تشهد غياب تام للتجارة الداخلية؛ فلا يُوجد شيء في الأسواق نهائيًا حتى أن من كان يملك المال لا يستطيع الشراء. 

عدنان أبوحسنة المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا لـ"البوابة نيوز"

وأوضح المسئول بـ الأونروا، منذ اندلاع العدوان في السابع من أكتوبر وحتى الآن فمتوسط دخول الشاحنات في قطاع غزة في اليوم الواحد حوالي 95 شاحنة؛ وهذا الرقم نقطة في بحر الاحتياجات الإنسانية الهائلة؛ بالإضافة إلى الاختفاء التام للمياه النظيفة فنحو 75% من سكان غزة يشربون مياها مُلوثة بعد انهيار نظام مياه الشرب والصرف الصحي والذي يتزامن مع تهالك وانهيار المنظومة الصحية وتزايد آلاف من المرضى. 

العدوان جاء بانتشار كثيف وموسع جدًا لالتهاب الكبد الوبائى

ويؤكد "أبوحسنة" في حديثه لـ "البوابة" أنه خلال الفترة الأخيرة وخاصة العدوان الإسرائيلي على غزة لاحظنا تضاعف المُصابين بالأمراض المعوية والالتهابات الصدرية والتهابات السحايا، نتيجة للمياه الملوثة؛ يأتي ذلك إلى جانب الانتشار الكثيف والموسع جدًا للكبد الوبائي والتي لم تكن تعرفه غزة من قبل؛ ولكن اليوم هناك آلاف الإصابات في غزة بأمراض الكبد الوبائي. 

يأتي ذلك إلى جانب الانتشار الموسع لمرضى سوء التغذية "فحسب وزارة الصحة الفلسطينية هناك 26 طفلا توفى بسبب سوء التغذية"؛ ولكن هناك العشرات من الأطفال الذين قد يكونون توفوا بسبب سوء التغذية ولم يتم حصرهم؛ خاصة وأن الناس في بعض المناطق في غزة ليس لديهم ثقافة الذهاب بالمتوفى للمستشفى لمعرفة سبب الوفاة؛ فتكريم الإنسان بالدفن في ظل الحرب الضروس أولوية عن معرفة سبب الوفاة. 

ويضيف المسئول الأممي؛ العدوان على غزة دمر كل شيء بما فيها البنى التحتية وشبكات المياه والصرف الصحي والاتصالات والبيوت؛ فغزة تحتاج إلى عقود طويلة لتعود إلى ما كانت عليه مُتهالكة قبل العدوان بسبب الحصار الذي استمر لـ 17 عامًا متواصلًا؛ ولكن باختصار ما فعلته إسرائيل بعد السابع من أكتوبر بكل صراحة هي "نكبة فلسطينية جديدة".

وردا على الاتهامات التي وجهتها إسرائيل لبعض موظفي الأونروا؛ قال "أبوحسنة": إن إسرائيل قدمت معلومات بشأن مشاركة 12 موظفًا تابعين لـ الأونروا في أحداث السابع من أكتوبر؛ مشيرًا إلى أن الأونروا لديها أكثر من 30 ألف موظف محلي في مناطق العمليات المُختلفة (سوريا - لبنان - الأردن -  الضفة الغربية - غزة)؛ منهم حوالي 13 ألف موظف في غزة فقط؛ وتقدم الخدمات في هذه المناطق وتشمل حوالي 6 ملايين من اللاجئين الفلسطينيين. 

اتهامات إسرائيل لـ الأونروا ادعاءات مغلوطة وكاذبة لا أساس لها من الصحة

وأؤكد أن ما قدمته إسرائيل حتى الآن هي معلومات مُجتزأة وأولية وادعاءات مغلوطة وكاذبة لا أساس لها من الصحة؛ وهُناك لجنة تحقيق تم تشكيلها من هيئة الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة (أعلى سلطة قضائية في مقر الأمم المتحدة بنيويوروك)؛ ويجرى التحقيق في كل حالة على حدة؛ وسيكون هناك تقرير مُفصل بشأن نتائج لجنة التحقيق خلال الأسابيع المقبلة. 

أما عن تعليق بعض الدول للمُساعدات المقدمة لـ الأونروا؛ فأوضح "أبوحسنة" قائلًا: كان هناك 16 دولة علقت المساعدات المقدمة لـ الأونروا بعد ادعاءات إسرائيل؛ ولكن هناك دول أخرى رفضت تعليق المساعدات ومنها "إسبانيا البرتغال آيرلندا" وحتى "إسبانيا وأيرلندا " تبرعتا بمبالغ أكبر وزيادة في دعم الأونروا؛ وتراجعت بعض الدول عن تعليق المساعدات مثل كندا والسويد؛ مشيرًا إلى أن بعض الدول الأخرى نأمل أن تُعيد التميول قريبًا والتي تنتظر نتائج التحقيق بعد بيان الخارجية الأمريكية والذي قال: "لا بديل عن  الأونروا وعن عملياتها".

يمُكننا تقديم الدعم الإنسانى لشهرى "مارس وأبريل".. وتراجع التمويل يدفعنا للتقليص

وعن حجم المُساعدات التي تصل للأونروا؛ أكد المتحدث باسم وكالة غوث لـ "البوابة" أن حجم الأموال التي قُدم حتى الآن يُمكن الأونروا من الاستمرار في تقديم خدماته شهري "مارس وأبريل 2024"؛ ولكن إذا لم تعد الدول التي علقت تمويلها ستتجه للأنوروا لتقليص عملياتها ليس فقط في غزة ولكن في "سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية والقدس".

ورحب المسئول الأممي بإدخال المساعدات إلى غزة برًا وبحرًا وجوًا، قائلًا: "أي طريقة لإدخال المساعدات هي مُفيدة جدًا لمُحاولة تلبية الكم الهائل من الحاجة الملحة لملايين النازحين"؛ ولكن المساعدات التي يتم إسقاطها جوًا أو بحرًا لا يُمكن أن تكون على الإطلاق بديلًا عن الممرات البرية؛ فبين إسرائيل وقطاع غزة 7 معابر برية.

نرحب بإدخال المساعدات إلى غزة برًا وبحرًا وجوًا.. ولا بديل عن الممرات البرية

ويشير "أبوحسنة" إلى أن الأزمة ليست في معبر رفح ومعبر كرم أبوسالم فهناك 5 معابر أخرى؛ وإن كان لدى إسرائيل قيادة سياسية أن تدخل مئات الشاحنات في ساعات معدودة؛ ولكن التعنت الإسرائيل يُعرقل دخول المُساعدات. 

وعن تأثر الأونروا على أرض الواقع بادعاءات إسرائيل؛ يؤكد "أبوحسنة" قائلًا: في غزة الأنوروا هي المنظمة الوحيدة التي تقدم مُساعدات وهي بمثابة العمود الفقري للمُساعدات الإنسانية؛ والمنظمة الوحيدة التي لديها آلاف العاملين على الأرض هي من تُدير مراكز الإيواء وتُقدم العلاج من خلال 7 عيادات مركزية يتردد عليها مئات الآلاف؛ هي من توزع الوقوع على محطات المياه والصرف الصحي والمشافي؛ والآن الأونروا بقيت وحيدة في غزة؛ لافتًا إلى أن الحديث عن استبدال الأونروا "حديث في غير محله على الإطلاق".

ويكمل حديثه قائلا: مع كامل الاحترام لكل منظمات الأمم المتحدة الأخرى وهي منظمات مُهمة بالطبع؛ ولكن نتحدث عن منظمات عدد أفرادها معدود وبسيط قد لا يتجاوز الـ 20 فردًا؛ ولكن في النهاية حتى هذه المنظمات إن استطاعت إدخال المساعدات تعتمد على الأونروا في التوزيع؛ فنحن من نملك الإحصائيات ولدينا مئات الشاحنات والعربيات والموظفين والمخازن والقدرات اللوجستية؛ ولا أحد يستطيع الاستغناء عن الأونروا. 

لا غنى عن الأونروا.. والاحتلال قتل 165 من طواقمنا..ودمر 150 مبنى ومؤسسة

وفي ختام حديثه؛ أوضح المسئول الأممي أن العدوان على عزة لم يكن ببعيد عن الأونروا والعاملين بها؛ إذ فقدت المنظمة الأممية أكثر من 150 مبنى ومؤسسة تم قصفها وتدميرها؛ بالإضافة إلى مقتل نحو 165 من العاملين في غزة (وهو الرقم الأكبر منذ إنشاء الأمم المتحدة حتى الآن)؛ إلى جانب قتل نحو 430 نازح لجوء إلى الأونروا طلبًا للحماية؛ ومنذ أيام قصف الاحتلال مقرا لتوزيع المواد الغذائية وقتل أحد العاملين وأصيب نحو 20 آخرين بالجراح؛ مؤكدًا أن الأونروا جزء أصيل من المجتمع الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة الجماعية على يد الاحتلال الإسرائيلي.