عندما تطأ بقدمك في منطقة كوم الدكة وسط الإسكندرية، تشم رائحة عبق التاريخ القديم، بسبب الأبنية السكنية القديمة والمقاهي التي مازالت تحافظ على رونقها، دائما ما تتذكر أن هذه المنطقة عاش فيها فنان الشعب سيد درويش باعث نهضة الموسيقى العربية قبل 100 عام.
وعندما تدخل منطقة كوم الدكة وتتجه إلى منزل سيد درويش، تردد أشهر أغانيه مثل «زروني كل سنة مرة» و"شد الحزام" و"أنا هويت وانتهيت"، و"قوم يا مصري"، ونشيد "بلادي بلادي" وأغنية "أهو دا اللي صار".
وعندما تقف أمام منزل سيد درويش، يصيبك حالة من الحزن والأسى على ما وصل إليه حال المنزل بمنطقة كوم الدكة، بسبب الإهمال الشديد وسط مطالبات العديدة بترميمه وتحويله إلى متحف، خاصة وأن المنطقة شهدت مولد ونشأة فنان الشعب.
تحول منزل سيد درويش إلى (خرابة) وأن المنزل ذو مدخل مكشوف، وبُني سقف المنزل من الطوب "الأنتري"، ويبلغ مساحته 57 مترا مربعا، إلا أنه لم يتبقى منه سوى 4 حوائط صامدة، تحيط إحداها بباب خشبي قديم، أغلق بأغلال حديدية.
وطالب عدد من أهالي منطقة كوم الدكة، بترميم المنزل وتحويله إلى متحف، لكي يليق بقيمة فنان الشعب سيد درويش، وأنهم تقدموا بالكثير من الشكاوى إلى الجهات المعنية في الحي والمحافظة ووزارة الثقافة. لكنها دون أي جدوى.
جدير بالذكر أن الفنان سيد درويش ولد في 17 مارس عام 1892 في حي كوم الدكة بالإسكندرية، وعُرف بألحانه الجميلة، ومن بين أغانيه التي خلدها التاريخ "الحلوة دي" و"الصنايعية" و"زوروني كل سنة مرة" و"شد الحزام" و"أنا هويت وانتهيت"، وكان للألحان الأوبرالية نصيب من فن "درويش" حيث لحن "أوبرا شهرزاد"، وكذلك أغانيه الوطنية الفريدة التي صاحبت ثورة 1919، ومنها "قوم يا مصري" ونشيد "بلادي بلادي" وأغنية "أهو دا اللي صار".
توفي سيد درويش بالإسكندرية في 15 سبتمبر 1923، وبدأ ينشد مع أصدقائه ألحان الشيخ سلامة حجازي والشيخ حسن الأزهري.
والتحق بالمعهد الديني بالإسكندرية عام 1905 ثم عمل في الغناء في المقاهي، سافر إلى الشام في نهاية عام 1908 وعاد عام 1912 وبدأت موهبته الفنية.
سافر سيد درويش إلى القاهرة وبزغ نجمه وقتها، فقام بالتلحين لكافة الفرق المسرحية أمثال فرقة نجيب الريحاني، جورج أبيض وعلي الكسار، وكون ثنائية فنية مع بديع خيري أنتجت العديد من أفضل الأغاني التراثية الخالدة، وتوفي في عام 1923م عن عمر يناهز 31 عام.