قصة جديدة من قصص كفاح الأمهات الأرامل المعيلات اللاتي أفنين زهرة شبابهن وضحين في سبيل تربية أبنائهن وأشقائهن وتحملن الصعاب في سبيل تحقيق هدف وغاية عظيمة في سبيل قطف ثمرة رحلة المشقة والتعب حتى تنعم أسرهن بالراحة والسكينة.
“البوابة نيوز” تسلط الضوء على جانب ولمحة يسيرة من قصة كفاح ممزوجة بالعرق والجهد والتعب والسهر ، لواحدة من أمهات مصر الجميلات بأخلاقهن وبسواعدهن التي بصمت الخير والتربية الحسنة وهي السيدة وفاء أحمد محمـد علي، من أبناء قرية أبو ريشة التابعة لقرية دقلت مركز كفر الشيخ والفائزة بلقب الأم المثالية الثانية علي مستوي الجمهورية والأم المثالية الأولى لمحافظة كفر الشيخ لهذا العام.
وطبقاً للسيرة الذاتية المعتمدة في مديرية التضامن الإجتماعي والتي تم تقديمها منذ 3 أشهر فهي من مواليد 1965 ، تبلغ من العمر 59 سنة، تزوجت عام 1987 في عمر 19 عاماً ، ولكنها ترملت بعد 5 سنوات فقط أي أنها أرملة منذ 32 عامًا ، وحاصلة علي دبلوم صنايع، وتعمل فني صيانه بمديرية الطرق والنقل بكفر الشيخ، من قرية دقلت التابعة لمركز كفر الشيخ.
وتقول الدكتور ماجدة جلالة وكيل وزارة التضامن الإجتماعي بمحافظة كفر الشيخ ، إن الأم المثالية الثانية علي مستوي الجمهورية، لديها 3 أبناء، الابنة الأولي حاصلة علي ليسانس حقوق، وماجستير وتم تعيينها باحثة قانونية بمديرية الصحة والابن الثاني ضابط بحري بالقوات المسلحة حاصل علي بكالوريوس علوم بحرية، والابن الثالثة حاصل علي ليسانس أصول دين وتم تعيينه أمام وخطيب مسجد.
وتقول الأم وفاء في سيرتها الذاتية الأولي أن والداها طلب منها ترك التعليم بسبب ظروف المعيشة حيث كان يعمل مزراعاً بينما تساعده زوجته فكان غير قادر علي تحمل مصاريف الدراسة فتركت الدراسة و ساعدت والدتها في أعمال المنزل وتربية اخواتها الصغار.
وفي عمر العشرين تزوجت وفاء عام 1987م ، من زوج يعمل بمنطقة التأمينات الاجتماعية، ولكن سرعان ما أصيب بجلطة بعد 3 سنوات فقط ، لتنقلب حياتها رأساً علي عقب، وعاشت ، حيث تعرض الزوج لأزمة مالية شديدة اضطرت لبيع أثاث ومحتويات المنزل للوقوف معه في أزمته الصحية و المالية الكبيرة التي كان يعاني منها، بعدها بعامين فقط توفي الزوج ، بعد خمس سنوات من الزواج فقط تاركاً لها ثلاثة أولاد أكبرهم بنت في عمر الرابعة ثم أبن في الثالثة والابن الأخير عام واحد فقط ، ولم يترك لأسرته سوى معاش بسيط جدا، وعملت الأم كخدمات معاونة حتي تستطيع الإنفاق علي أبنائها .
وكأغلب الأمهات المصريات الأرامل ، أخترت أن تضحي بحياتها الأجتماعية والشخصية ، على أن تتزوج مرة ثانية وتربي أبنائها التربية الصحيحة والسليمة ، كي يصلوا لبر الأمان .
وتمكنت الأم المثالية بكفر الشيخ من الحصول على وظيفة في مديرية الطرق في الخدمات المعاونة ، وبعد سنوات قليلة وخلال هذه الفترة استكملت دراستها حتي حصلت علي دبلوم فني صناعة ثم قامت بتسوية حالتها في العمل إلي فني صيانة هندسة.
ولأن المصائب لا تأتي فرادي ، فقد توفي شقيقها ثم خلال شهر توفيت زوجته ،أيضا تاركين لها 4 أولاد وتولت تربيتهم "وكان أكبرهم بالصف الأول الجامعي وأصغرهم بالصف الثالث الإعدادي" وكانت نعم العمة ونعم الأم حتي تخرجت الابنة الكبرى في الجامعة وعينت معيدة، والثلاثة الآخرون تخرجوا في كلية الصيدلة، وكلية اللغات والترجمة، وكلية التربية، بالإضافة إلي تربية أولادها الثلاثة.
وتقول ابنتها الكبري شيماء بدير محمد ، حاصلة علي ليسانس حقوق وماجستير تعمل باحثة قانونية في مديرية الصحة ، إن أمي فعلت المستحيل حتي تقوم بتربيتن وتعلمنا أنا وأخواتي وكذلك أشقائها ووالداها، وكان حملها ثقيلاً يئن منه الرجال ، فقد مرض والدي مرضاً عضالاً وكانت تقوم برعايته ، حتي توفاه الله ، فقامت بمقام الأب والأم ،كافحت الأم كثيرًا حتي نستكمل تعليمات ، وحصلت علي ليسانس حقوق وتم تعيينها باحثًا قانونيًا بإحدى الجهات الحكومية، وأصبح أخي نقيب بحري بالقوات المسلحة، وحصل أخي الثالث علي ليسانس أصول دين وتم تعيينه إمام وخطيب مسجد.
وتضيف أنها قامت أيضاً برعاية جدي وزوجته وكانت تدبر أمور معيشتنا بكل همة متحملة كافة الصعاب فجزاها الله خير الجزاء وعوضها خير العوض.