تسيطر حالة من التذبذب علي أداء الذهب بمصر مع ميله إلى التراجع وذلك في ظل التراجع التدريجي في سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية إلى جانب تزايد التدفقات الدولارية مما يزيد من الثقة في الأسواق بشأن الأوضاع الحالية.
افتتح الذهب المحلي عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الاثنين عند المستوى 2945 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2950 جنيه للجرام، يأتي هذا بعد أن انخفض سعر الذهب يوم أمس بمقدار 25 جنيه ليغلق عند المستوى 2945 جنيه للجرام وكان قد افتتح جلسة الأمس عند المستوى 2970 جنيه للجرام.
ومنذ كسر الذهب المستوى 3000 جنيه للجرام استقرت تداولات السعر بشكل كبير ليتحرك في نطاق ضيق من التداولات يصل إلى 40 جنيه تقريباً ولكنه فقد الزخم الصاعد حالياً ويميل إلى الهبوط بشكل تدريجي.
يرجع هذا إلى استمرار التراجع في سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية الأمر الذي يقلل من تسعير الذهب بشكل تدريجي، بينما يواجه الذهب من ناحية أخرى تراجع حالي في الطلب قد يتزايد تدريجيا خلال النصف الثاني من شهر رمضان.
قامت المؤسسة المالية الأمريكية جولدمان ساكس بتعديل توقعاتها للفجوة التمويلية لمصر لتشير إلى تحقيق فائض يصل إلى 26.5 مليار دولار خلال 4 سنوات مقارنة مع العجز السابق عند 13 مليار دولار.
وأشارت المؤسسة أن الاستثمار الاماراتي في رأس الحكمة وما تبع ذلك من تعويم لسعر الصرف وتوقيع اتفاق مع صندوق النقد الدولي لتحصل مصر بعدها على تمويلات دولارية أدت إلى تغير التوقعات.
يأتي هذا بعد الإعلان عن حزمة تمويلية من الاتحاد الأوروبي بقيمة 8.06 مليار دولار خلال الفترة من 2024 – 2027، الأمر الذي يزيد من السيولة الدولارية خلال الفترة القادمة ليغطي الاحتياجات التمويلية لمصر.
وقد انعكس هذا على البنوك المصرية التي قام عدد منها برفع حدود المعاملات الدولية على البطاقات الائتمانية، إلى جانب الافراج عن البضائع المتراكمة في الجمارك خلال الأيام الماضية بقيمة 3 مليار دولار، مع وضع خطة لسداد مستحقات الشركاء الأجانب.
أيضاً قامت وكالة موديز للتصنيف الائتماني برفع نظرتها للتصنيف الائتماني لمصر إلى إيجابية بعد أن كانت سلبية، الأمر الذي يمهد لرفع تصنيف مصر الائتماني وعودة الاستثمار في أدوات الدين المصرية.
أدت هذه العوامل إلى استقرار أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة، ومع استمرار هذه العوامل ستستقر الأوضاع أكثر في سوق الذهب، وسيكون تحركات السعر وفقاً لتغيرات العرض والطلب وسعر الأونصة العالمية.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
شهد سعر أونصة الذهب العالمية انخفاض مع بداية تداولات الأسبوع التداول وذلك بفعل التوقعات أن البنك الفيدرالي قد يخفض توقعاته بشأن خفض الفائدة هذا العام، وذلك بعد بيانات التضخم الأفضل من المتوقع التي صدرت خلال الأسبوع الماضي.
استمرت أسعار الذهب في التذبذب في نطاق تداولات ضيق ليشهد السعر استقرار خلال الفترة الحالية وذلك في ظل تراجع تدريجي مستمر في سعر صرف الدولار في البنوك إلى جانب توسع التدفقات الدولارية حالياً الأمر الذي أعاد الثقة إلى الأسواق ودفع سعر الذهب إلى التسعير الطبيعي الذي يتوقف على العرض والطلب.
انخفض سعر أونصة الذهب العالمي اليوم لتكسر المستوى 2150 دولار للأونصة لتصل إلى منطقة المستوى 2145 دولار للأونصة التي تمثل المستوى التصحيحي 23.6% لموجة الصعود الأخيرة ولكنها ارتدت لأعلى من جديد من هذا المستوى في إعادة اختبار لمنطقة المستوى 2150 دولار من جديد.
استكمال الهبوط في سعر الذهب وكسر المستوى التصحيحي عند 2145 دولار سيدفع السعر إلى مزيد من الهبوط ليستهدف المستوى 2120 دولار ثم المستوى 2115 دولار للأونصة، ولكن صعود السعر فوق المستوى 2172 دولار للأونصة ينهي هذا السيناريو.
السعر المحلي:
منذ أن كسر سعر الذهب المحلي المستوى 3000 جنيه للجرام عيار 21، استقرت التداولات تحته لقرابة 5 جلسات ليتحرك في نطاق 40 جنيه تقريباً وهو ما يعكس ضعف الزخم الحالي في الصعود، بينما تتزايد فرص الهبوط بشكل تدريجي.
سعر الذهب المحلي مرشح لمزيد من الهبوط بعد أن كسر مستويات الدعم الهامة عند 3100 و 3000 جنيه للجرام، ويستهدف الآن المستوى 2800 جنيه للجرام وفي حال كسر هذا المستوى بشكل ناجح يستهدف المستوى 2650 جنيه للجرام.