تٌبدي الدولة المصرية اهتمامها بتنمية المناطق الجغرافية المختلفة على مدار العشر سنوات الماضية، ويأتي على رأسها المناطق النائية والفقيرة، وسعت الحكومة المصرية إلى التنمية الشاملة محافظات جنوب الصعيد وإمدادها بالأدوات والسبل التي تضعها علي خريطة التنافس والتطوير على المستوى المحلي في عدة مجالات مختلفة، ويأتي على رأس المشروع " برنامج التنمية المحلية لمحافظات صعيد مصر"، المُوقع بين حكومة جمهورية مصر العربية، والبنك الدولي لإعادة الإعمار والتنمية، بمبلغ ٥٠٠ مليون دولار، ويأتي تنفيذ البرنامج بمحافظات قنا، وسوهاج، والمنيا، وأسيوط، بنسبة تنفيذ بلغت ٩٨% حتى ديسمبر ٢٠٢٣.
ماهية المشروع
برنامج التنمية المحلية لمحافظات صعيد مصر هو برنامج تم توقيعه بين مصر والبنك الدولي لإعادة الإعمار والتنمية في عام 2018؛ بهدف البرنامج إلى تحسين نوعية حياة المواطنين في محافظات قنا، سوهاج، أسيوط، والمنيا.
ويعتمد التمويل على جزئين يقدر بـ 457 مليون دولار مقدمة من الحكومة المصرية، ومن جهته يقدم البنك الدولي لإعادة الإعمار والتنمية مبلغ 500 مليون دولار.
25 مليون مواطن مستفيد بمحافظتي قنا وسوهاج.. و1796 مشروعا تم الانتهاء منهم وجار تنفيذ 779 مشروا.
ويشتمل برنامج التنمية المحلية لمحافظات صعيد مصر عدة ملفات مثل مياه الشرب والصرف الصحي، والطرق والإنارة، والتكتلات الاقتصادية، والهياكل المؤسسية، والخدمات الموجهة للأعمال، وإشراك المواطنين، والمناطق الصناعية.
ويساهم البرنامج في دعم القدرة التنافسية للقطاعات الاقتصادية، عبر تنمية التكتلات الإنتاجية ذات الميزة التنافسية، وتطوير المناطق الصناعية، وتطوير المراكز التكنولوجية وميكنة تقديم الخدمات الإجرائية، فضلًا عن تهيئة بيئة ومناخ الأعمال للمستثمرين، والتطوير المؤسسي للإدارة المحلية.
كما يقدم البرنامج تحسين تقديم الخدمات العامة والبنية الأساسية، وتعزيز إشراك المواطنين في مراحل عملية التنمية المحلية، ودمج الاعتبارات البيئية والاجتماعية في عمليات التخطيط والتنفيذ.
الاستثمارات والقطاعات المستهدفة
وصلت إجمالي الاستثمارات إلى 19.2 مليار جنيه مصري، وبلغ عدد المشروعات 5130 مشروع، ووصل عدد المشروعات المنتهية إلى 4409 مشروع حتى نهاية 2023 الماضي، وبلغ عدد المشروعات الجارية 721 مشروع.
وشملت القطاعات المستهدفة كلا من مياه الشرب والصرف الصحي بنسبة 35% من إجمالي الاستثمارات، والطرق والنقل بنسبة 20% من إجمالي الاستثمارات، والتنمية الاقتصادية المحلية بنسبة 15% من إجمالي الاستثمارات.
2575 مشروع في قطاعات مياه الشرب والصرف الصحي والطرق والنقل وتغطية الترع وتدعيم الوحدات المحلية والتنمية الاقتصادية وتحسين البيئة.
وحظي التعليم على 10% من إجمالي الاستثمارات، والصحة: 8%، والتنمية العمرانية 7%، كما شمل دعم الوحدات المحلية بنسبة 5% من إجمالي الاستثمارات.
التنمية المستدامة
وتعمل الدولة والقيادة المصرية بالشراكة مع الأمم المتحدة وشركاؤها في مصر على تحقيق أهداف التنمية المستدامة من الأهداف الطموحة والمترابطة لمعالجة التحديات الإنمائية الكبرى التي يواجهها الناس في مصر وحول العالم؛ حيث تم تصنيف "برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر" ضمن أفضل المُمارسات التي قامت بها الحكومة المصرية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال رصد الأنشطة التي تم تطبيقها بمحافظتي سوهاج وقنا.
وتشمل النتائج المترتبة على تنفيذ البرنامج تحسين إمكانية الوصول إلى مياه الشرب والصرف الصحي من خلال زيادة تغطية شبكات مياه الشرب من 83% إلى 99%، وزيادة تغطية شبكات الصرف الصحي من 32% إلى 65%، إضافة إلى تحسين جودة التعليم من خلال زيادة عدد المعلمين ب 20 ألف معلم جديد، وتحديث المناهج الدراسية، وتجهيز المدارس بأجهزة كمبيوتر وسبورة ذكية.
143 ألف فرصة عمل وفرها البرنامج منها 82 ألف فرصة عمل بسوهاج و61 ألف فرصة عمل بقنا.
وتعمل الدولة على تحسين خدمات الرعاية الصحية من خلال التأمين الصحي الشامل ورفع جودة الخدمات الصحية في المشروعات القائمة والجديدة، ويعمل البرنامج على إنشاء 30 مستشفى جديد، وجذب أطباء متخصصين، وتوفير أدوية حديثة، وإنشاء 500 وحدة صحية جديدة.
كما يخلق برنامج التنمية فرص عمل لـ 500 ألف فرصة عمل بشكل مباشر وغير مباشر، علاوة على تحسين البيئة وتنفيذ مشروعات لإدارة المخلفات الصلبة، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، وتعزيز المشاركة المجتمعية بإشراك المواطنين في تحديد احتياجاتهم وتنفيذ المشروعات.
أبعاد تنمية متنوعة
من جهتها قالت نانسي عون أمين التدريب في حزب مصر الحديثة بمحافظة سوهاج، أن مشروع تنمية الصعيد هو واحد من أفضل البرامج الذى نفذته الحكومة المصرية من خلال وزارة التنمية المحلية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بكافة أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والزراعية، مما يؤدى لتحسين البيئة التى يعيش فيها المواطن وتحسين صحته وسهولة الانتقال بين القرى والمراكز وزيادة نسبة التعليم والتثقيف وتطوير مهاراة المواطن البسيط.
وأضافت “عوني” في تصريحات للبوابة نيوز، أن تنمية الصعيد من أهم ركائز التنمية المحلية لأنه يساعد فى تحقيق معدلات نمو إقتصادى مرتفعة وتعزيز الميزة التنافسية لكل محافظة علاوة على توسيع رقعة العمران وإنشاء مدن جديدة متكاملة الخدمات التعليمية والصحية والترفيهية.
علاوة على فتح العديد من مجالات الاستثمار ويساعد فى توفير فرص عمل لشباب المحافظة مما يساعد على الحد من هجرة أبنائها للقاهره والدلتا وتحسين حياة المواطن عن طريق تحسين وتطوير الخدمات المقدمة له، وفتح أسواق جديدة للاستثمار.
وحول التطوير والتنمية في محافظة سوهاج، قالت أن المحافظة شهدت تطورا في عدة مشروعات منها الانتهاء من طريق بنجا بطول ٣ كيلو مترات، والتى شملت رفع كفاءة الطرق الفرعيه وتغطية الترع المجاورة وتشغيل لوحة توزيع كهرباء بنجا لرفع مستوى الكهرباء وغيرها فى كثير من المجالات التعليم والصحة والصناعة.
مشيرة إلى أن "سوهاج" مازلت تحتاج لمشاريع تدريب وتأهيل لكثير من الشباب للعمل، وبناء ورفع القدرات والتطوير المؤسسى، وتحقيق تنمية عمرانية، وتنشيط السياحة، خاصة انها تحتوى على العديد من الآثار، واستمرار تطوير المناطق الصناعية بالمحافظة لزيادة التنمية الاقتصادية.
