"مكنتش مصدقة وسجدت شكر لله سبحانه وتعالى" .. بهذه الكلمات بدأت السيدة تيسير محمود دهيم، الأم المثالية الثالثة على مستوى الجمهورية والأولى على محافظة مطروح، حديثها "للبوابة نيوز" حول شعورها عند تلقيها خبر فوزها بمسابقة الأم المثالية.
وفتحت "أم الشهيد" قلبها "للبوابة نيوز" مؤكدة على سعادتها الكبيرة بفوزها بهذا اللقب، ووصفت شعورها عند تلقيها الخبر من ابنها الكبير أحمد، لأنها لم تتابع وسائل التواصل الاجتماعي خلال شهر رمضان الكريم لتتفرغ للعبادة وقراءة القرآن الكريم.
عشرات السنين.. مسيرة كفاء وعطاء
وعن مسيرة حياتها وكفاحها، أفادت "أم الشهيد" أنها تبلغ من العمر 61 عامًا وهي حاليًا بالمعاش، وتخرجت في كلية التربية وحاصلة على مؤهل بكالوريوس علوم وتربية، واستلمت عملها في بداية مسيرتها العلمية كمُدرسة بإحدى المدارس الحكومية، وتزوجت عام 1985 من محمد سعد ساطور وكان يعمل موظفًا بأحد الجهات الحكومية وأنجبت منه 3 أبناء الأول أحمد سنة 1985 وهو حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، والثاني طه عام 1986 وتخرج في الكلية الحربية وعمل ضابطًا بالقوات المسلحة المصرية حتى استشهد برتبة رائد أثناء تأديته واجبه في أرض سيناء، والثالث سعد الذي ولد عام 1990 ويعمل مهندس حاسب آلي ومعلومات، ولديها 7 أحفاد، ابنها أحمد لديه 3، وطه 2، وسعد 2.
أقامت الأم في بداية زواجها بإحدى المدن بمحافظة الدقهلية، ثم انتقلوا إلى محافظة آخري عام 1994، حيث كان الأبناء في ذلك الوقت الابن الأول والثاني بالمرحلة الابتدائية والثالث بالروضة، وكانت تقوم برعاية أبنائها وزوجها وتأدية عملها وكانت حياتهم هادئة حتى عام 2000 عندما أصيب زوجها بجلطة في القلب وبدأت رحلة العلاج بمحافظة أخرى تبعد مسافة كبيرة بسبب عدم توافر هذه التخصصات بالمحافظة المقيمين بها.
ساندت زوجها خلال فترة مرضه
قامت بمساندة زوجها والوقوف بجانبه خلال فترة العلاج فقاموا بعمل عدة عمليات متتالية فبدأت بالقسطرة الاستكشافية حيث وجدوا أن الزوج مصاب بتصلب في الشرايين مما استوجب استمرار عمل القسطرة بصفة دورية لمتابعة الحالة .. وفي ظل هذه الضغوط ومراعاة الأم لزوجها وأبنائها والقيام بعملها حصلت على بكالوريوس العلوم والتربية عام 2001 حيث كانت حاصلة على دبلوم معلمات، في عام 2009 وجد الأطباء ضرورة إجراء عمليه بالقلب للزوج نظراً لتدهور حالته الصحية بشكل سريع، ثم إلى عملية زراعة شرايين، حيث انتشرت الجلطات في أماكن مختلفة.
لعبت دورًا رئيسيًا في توفير الدعم والحب والاستمرارية لأفراد الأسرة
كانت الأم في ظل هذه الأحداث تلعب دورًا رئيسيًا في توفير الدعم والحب والاستمرارية لأفراد الأسرة ومواجهة هذه التحديات والضغوط فكانت تقوم بدورها كأم وأب في نفس الوقت وتسعى للمحافظة على استقرار الحياة الأسرية، وعلى الرغم من الصعوبات الكبيرة التي تواجهها في رعاية زوجها والاهتمام به والسفر معه بشكل مستمر لاستكمال علاجه والقيام بمهام عملها كمدرسة، بالإضافة إلى الاهتمام بأبنائها الثلاثة حتى تخرجهم فالأول حصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية والثاني تخرج في الكلية الحربية والثالث حصل على بكالوريوس هندسة حاسب آلي ومعلومات.
استشهاد ابنها الأوسط .. نقطة فارقة في حياتها
وفي ظل هذه الأحداث استشهد ابنها الأوسط، أثناء تأدية واجبه الوطني في 7 ديسمبر 2017 أثناء مداهمة بشمال سيناء، وهنا يظهر دور الأم في الصمود أمام هذه الأحداث القاسية، وفقدان ابنها الشهيد فبالرغم من شدة الألم استمرت في دعم باقي أفراد عائلتها وإظهار القوة النفسية والمثابرة في التغلب على الألم.
وفي 21 يونيو 2020 تدهورت حالة زوجها إلى حد كبير بسبب جلطة في القلب وتوقف الكلى عن العمل، وأصيب في نفس الوقت بفيروس كورونا وتم احتجازه في مستشفى العزل حتى وفاته في 27 يونيو 2020، وأصبحت أرملة.
“تيسير دهيم” .. مسيرة عطاء لا زالت مستمره
وما زال عطاء السيدة تيسير محمود دهيم، مستمر مع أبنائها وأحفادها، بل تعدى حدود أسرتها إلى مجتمعها المحيط، ومارست العمل العام والخدمي التطوعي من أجل خدمة الأهالي الأولى بالرعاية والمرأة المعيلة والأيتام، فهي الآن تتولى مهام أمانة المرأة بحزب حماة الوطن، وعضوة فاعلة بنادي روتاري مرسى مطروح.