تعاني البلاد حاليًا من عدم استقرار في الأحوال الجوية، حيث شهدت الرياح نشاطًا وصلت سرعتها إلى 40 كم/س خلال الساعات الأخيرة، ومن المتوقع أن تستمر هذه الأحوال حتى نهاية الأسبوع.
وحذر الدكتور محمد علي فهيم، مستشار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، من ري محصول القمح في هذه الفترة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف جزء كبير من المحصول نتيجة للرقاد الناتج عن الرياح.
وأشار فهيم إلى أن أفضل وقت لحصاد محصول القمح يكون من 20 أبريل إلى منتصف شهر مايو، حيث يكون المحصول جاهزًا للحصاد بشكل كامل وبدون فراغ في السنابل، مما يزيد من إنتاجيته.
وقال "فهيم"، في تصريحات صحفية، إن ري القمح خلال أوقات الرياح يعرضه للرقاد وينقص من إنتاجية أغلاله حيث يتعرض المحصول لزاوية ميل النباتات مع سطح التربة ويتلف جزء كبير منه.
وفي نفس السياق يقول الدكتور جمال صيام الخبير الزراعي، أن التقلبات الجوية تؤثر بشكل كبير على محصول القمح فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك جفاف شديد، فإنه قد يؤدي إلى جفاف التربة وتدهور نمو النباتات وعلى الجانب الآخر، إذا كان هناك هطول مطري زائد، فإنه قد يؤدي إلى تعفن الجذور وانتشار الأمراض الفطرية كما أن درجات الحرارة المرتفعة جدًا أو المنخفضة جدًا قد تؤثر على نمو النباتات وإنتاج الحبوب.
وأضاف صيام، لابد من توجيه القرارات الصحيحة واتخاذ الإجراءات الواجبة في مواجهة التغيرات المناخية تعاونًا بين خبراء التغيرات المناخية ومزارعي القمح لتحسين مرونة نظم الزراعة وتقليل الضرر المحتمل، إلي جانب إختيار الأوقات المناسبة لري القمح لعدم تأثر محصول القمح بالرياح.
وفي نفس السياق يقول حسين عبد الرحمن أبو صدام نقيب الفلاحين، إن استخدام تقنيات زراعية متقدمة يمكن أن تساعد في تقليل تأثير التغيرات المناخية على محاصيل القمح، خاصة في ظل الظروف السيئة التي تمر بها بعض المحاصيل الزراعية.
وأضاف أبو صدام، أن تأثير الرياح على محاصيل القمح يمكن أن يكون مزدوجًا، حيث تعتبر الرياح المعتدلة مفيدة لتهوية الحقول ومنع تراكم الرطوبة الزائدة التي قد تؤدي إلى مشاكل في النمو مثل تعفن الجذور. ومع ذلك، إذا كانت الرياح قوية جدًا، فإنها قد تسبب ضررًا لنباتات القمح بسبب التآكل الجسدي (التآكل الناتج عن الاحتكاك)، والذي قد يؤدي في النهاية إلى فقدان الحبوب، وأوضح أبو صدام، أن هناك طرق عديدة للتعامل مع تأثير الرياح السلبي.