«فنان الإسكندرية».. هكذا لُقب الفنان التشكيلى الكبير سيف وانلى، الذى استعار فى ألوانه الصفاء والشفافية من بحرها، ذلك السكندري الذى ظل يبدع حتى وهو مصاب بالشلل النصفى.
نشأته ومسيرته الفنية
درس محمد سيف الدين إسماعيل وانلى، الفن عام ١٩٢٩ في مدرسة حسن كامل «الجمعية الأهلية للفنون الجميلة بالإسكندرية حاليًا»، وكان هو وشقيقه الأصغر أدهم وانلي أول تلميذين ينتظمان في مرسم الفنان أتورينو بيكي.
كان في طليعة المساهمين في تأسيس حركة فنيّة تشكيليّة نشطة في الإسكندرية، وصُنف هو وشقيقه الأصغر أدهم وانلى ضمن رعيل جيل رواد الفن التشكيلي المصري الحديث، يوم افتتاحه في ٩ أكتوبر عام ١٩٣٠.
عمل «وانلي» أستاذًا لفن التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عند إنشائهاعام، ١٩٥٧ ومستشارًا فنيًا بقصور الثقافة بالإسكندرية، كما كان رئيسًا للجمعية الأهلية للفنون الجميلة.
يُعد صاحب النغم الانسانى، هو وأخوه الأصغر أدهم وانلي من أشهر الفنانين التشكيليين في مصر، حيث كان مرسمهما مزارًا للفنانين والمثقفين لأكثر من ٤٠ عامًا، كما كان يملُكان متحفًا في مجمع متاحف محمود سعيد بالإسكندرية.
مقتنياته
له أعمال بالنادى الأوليمبى بالإسكندرية، ومحافظة الدقهلية، وفندق كليوباترا بالقاهرة، وفندق شيراتون بالقاهرة، وفندق البوريفاج بالإسكندرية، ووزارة الخارجية الإيطالية بروما، ومحطة الركاب بميناء الإسكندرية، كما صمم الكثير من ديكورات المسرح مثل مسرحية شهرزاد وأوبريت بلياتش كارمن.
كما له آلاف اللوحات بألوان الزيت والجواش والفحم وبمواد أخرى صور فيها الكنائس والشوارع والمقاهي والحدائق وسباق الخيل والسيرك والألعاب الرياضية والمنتديات العامة والحياة الفنية التي مرت بمدينة الإسكندرية.
جوائز
فاز صاحب «الفانتازيا اللونية» بالجائزة الكبرى في بينالي الإسكندرية عام ١٩٥٩، وفى عام ١٩٧٣ حصل على جائزة الدولة التقديرية، كما منحته أكاديمية الفنون فى أكتوبر عام ١٩٧٧ الدكتوراه الفخرية.
آراء الُنقاد
كان لفوز سيف بجائزة الدولة التقديرية عام ١٩٧٣ وقع رائع على أهالى الإسكندرية، وبدأت صورته وأحاديثه الكثيرة تنتشر فى مختلف الإصدارات الصحفية، وعرفت أعماله الدراسات التحليلية الدقيقة التى كشف عنها النقاد، وقد أجمع الجميع على أنه صاحب الريشة الغنائية، وأن لوحاته هى نوع من الفانتازيا اللونية، وعلى اثرها عرض اعماله فى الخارج وكانت محل تقدير واهتمام العالم.
مزادات عالمية
بيعت لـ«وانلي» لوحة صور شخصية «زرقاء» بمبلغ قدره ٢٠٤٢ دولارًا أمريكيًا، بدار بونهامز للمزادات العالمية، فى لندن، وذلك فى ٢٠٢١.
كما بيعت له لوحة تحمل عنوان «تحية»، بمبلغ ما بين ٨ الى ١٢ ألف جنية استرلينى، بدار سوثبى للفنون، فى لندن، ضمن مزاد لبيع لوحات فنون الشرق الأوسط القرن ٢١، وذلك فى عام ٢٠٢٣.
كما تصدرت لوحته «صورة ذاتية» دار بونهامز للفنون، فى لندن، ضمن مزاد لبيع لوحات فنون الشرق الأوسط القرن ٢١، العديد من لوحات الفنانين التشكيليين المصريين، وبلغ السعر التقديرى للوحة ما بين ٦ إلى ٨ آلاف جنيه إسترلينى.
رحيل أسطورة الفانتازيا
أصيب التشكيلى الكبير سيف وانلي، بالشلل النصفى قبل سفره الى السويد بعام، حيث كان يصطحب زوجته إحسان مختار فى ٢ فبراير عام ١٩٧٩ وعلى الرغم من معاناته المرضية إلا أنه أقام عدة معارض فى الدول الإسكندنافية فى السويد، ثم أسلو بالنرويج، ثم بعد ذلك أقام معارض بكوبنهاجن بالدنمارك.
ورحل «وانلي» فى فجر يوم ١٥ فبراير باستكهولم، بعد إصابته بنوبة قلبية حادة، ودفن فى مسقط رأسه وشيع أهالى الإسكندرية مثواه الأخير فى ٢٠ فبراير عام ١٩٧٩، بالحزن والدموع.