قالت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، مقدمة برنامج «الضفة الأخرى»، ونائب رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إن الجماعات الإرهابية تستغل مفاهيم مختلفة للسيطرة على عقول الشباب وترويج مشروعها السياسي.
وأضافت: نتذكر معا عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك سارعت بعض الجماعات الدينية المسيسة، المتحالفة مع جماعة الإخوان، إلى المطالبة بتطبيق الحسبة، إذ طالب الدكتور عصام دربالة، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، بإنشاء “شرطة حسبة” تكون مهمتها تغيير المنكر والأمر بالمعروف، ومنع الاعتداء والبلطجة وارتكاب الفواحش، على أن تكون جزءا من جهاز الشرطة العام.
وأضافت «عبدالرحيم»، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المُذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أنه فور إعلان فوز محمد مرسي برئاسة مصر، وقبل أن يضع قدميه في قصر الاتحادية، حتى ظهرت جماعة أعلنت أنها ستقوم بتطبيق “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” وطالبت الرجال بإعفاء اللحى والنساء بارتداء النقاب، ولا يعني تبرؤ الإخوان من هذه الأفعال أبدا أن الحسبة كانت غائبة عن إدارة الصراع السياسي بينهم وبين ومنافسيهم وخصومهم بل والأغلبية الكاسحة من المجتمع المصري بعد وصول الجماعة إلى الحكم فقد تم استدعاؤها، دون إعلان ذلك صراحة، في دفع بعض شباب التنظيم الخاص للجماعة ومجموعات من السلفية المتطرفة المتحالفة معها وعلى رأسها “حازمون” لممارسة العنف، الرمزي واللفظي والمادي، لردع خصوم حكم الإخوان، وإحكام القبضة على مؤسسات الدولة.
وتابعت: "بينما كانت هذه المجموعات تتحرك في الشارع كان الإعلام التابع للإخوان وآلة الفتوى الموالية لهم تضع هذه التحركات في سياق “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بغية إقناع أكبر عدد من شباب السلفيين بالانضمام إليها، ونزع أي شرعية أخلاقية ودينية عن القوى المناهضة لحكم الجماعة، والتي صوروها وقتئذ بأنها مجموعات علمانية كارهة للإسلام، لا تريد أن تصدع لـ“الحق” وترضى بـ“حكم الشريعة”، وبهذه الذريعة حاصر مئات من شباب الإخوان وبعض أتباع التيار السلفي مقر المحكمة الدستورية العليا في القاهرة، وحاصروا مدينة الإنتاج الإعلامي، وطاردوا إعلاميين وسياسيين وخبراء أمام أسوارها.