كشفت العديد من الدراسات والأبحاث عن تأثير غاز الميثان على تغير المناخ ومدى امتصاص التربة لهذا الغاز .
وقال العلماء من معهد الجغرافيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية وكلية علوم التربة بجامعة موسكو الحكومية: إنه بدراسة معدلات امتصاص التربة للميثان من الغلاف الجوي باستخدام نماذج رياضية مستقلة اتضح أن تغير المناخ سيؤدي إلى زيادة امتصاص غاز الدفيئة الذي يتشكل في المحيط الحيوي.
كما أشار دميتري كاريلين الباحث في معهد الجغرافيا الى أن القيمة المتوسطة الحسابية التي استخدمتها مجموعة من النماذج تصف بشكل مقبول معدلات امتصاص الميثان وبالتالي يمكن استخدامها بنجاح للتنبؤ ولذلك يجب علينا أن نتوقع زيادة في امتصاصه وهو تأثير إشعاعي إيجابي بالنسبة لنا في ظروف الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى أن غاز الميثان هو أحد أهم غازات الدفيئة الذي يتشكل في المحيط الحيوي والذي يواجه نقصا في الأكسجين كما تقدر مساهمة الميثان في ظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة 19٪ وهو ثاني غازات الدفيئة بعد ثاني أكسيد الكربون الذي تُقدر مساهمته بنسبة 64%.
ومن المعروف أن الميثان يتحلل أساسا في أثناء التفاعلات الكيميائية الضوئية في الغلاف الجوي ولا يتجاوز امتصاصه البيولوجي نسبة 5% وقد أصبحت الغابات من أهم المصادر لغاز الميثان بين النظم البيئية أما الحرث المستمر لتربة السوداء مع الاستخدام المنتظم للأسمدة النيتروجينية فيؤدي إلى انخفاض نسبة الامتصاص بمقدار 2-3 أضعاف
وتستخدم النماذج الرياضية المختلفة مجموعات مختلفة من المؤشرات ومع ذلك فإن جميعها تحدد بطريقة أو بأخرى معدل تسلل جزيئات الغاز عبر طبقة التربة ولكن ليس من التربة إلى الغلاف الجوي بل على العكس من ذلك من الغلاف الجوي إلى التربة وبما أن غاز الميثان لا يتكون في أعماق التربة فإن وجوده في طبقة الهواء القريبة من الأرض أكثر منه في التربة وغالبا ما يكون انتشار أي مادة موجها من المنطقة ذات مستوى تركيزه الأعلى نحو المنطقة ذات مستوى التركيز الأسفل ومن أجل التحقق من القيم المحسوبة التي تم الحصول عليها باستخدام النماذج الرياضية الخاصة لمعدل امتصاص الميثان في الظروف الميدانية وأجريت مثل هذه القياسات في منطقة كورسك الروسية التي تتميز بتربتها السوداء وفي النظم البيئية الأكثر تميزا بالنسبة لهذه التضاريس مثل الغابات والسهوب والأراضي الصالحة للزراعة المستصلحة وغير المستصلحة.