- المندلاوي: المجلس يدعو لإنهاء مهام القوات الأجنبية في البلاد ويحيل للحكومة مقترح قانون بهذا الشأن
- منذ منتصف أكتوبر تعرضت القوات الأمريكية والتحالف الدولي في العراق وسوريا لـ165 هجومًا
- البيدر: الحكومة مع انسحاب القوات الأمريكية لكنها لا تريد أن يكون الانسحاب بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت
تُجري بغداد وواشنطن محادثات من أجل صياغة جدول زمني "لخفض مدروس وتدريجي وصولا إلى إنهاء مهمة قوات "التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش" في العراق.
ووفق بيان صدر عن المتحدث باسم الجيش العراقي اللواء يحيى رسول، فإن هذه المباحثات تأتي في سياق تزايد الهجمات المتبادلة شبه اليومية بين الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران والقوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة في أكتوبر.
تحرك برلماني
وبالتزامن مع هذه المباحثات، يشهد العراق تحركا برلمانيا لإخراج القوات الأمريكية من العراق، وذلك على إثر الاستهدافات الامريكية لفصائل مسلحة على الأراضي العراقية، حيث أعلن رئيس مجلس النواب العراقي محسن المندلاوي مؤخرا، أن المجلس يدعو إلى إنهاء مهام القوات الأجنبية في البلاد ويحيل للحكومة مقترح قانون بهذا الشأن.
وكان المندلاوي دعا الحكومة العراقية في منتصف يناير الماضي، إلى تطبيق قرار مجلس النواب بإخراج القوات الأجنبية من البلاد؛ إذ اعتبر الغارة الجوية الأمريكية التي أسفرت عن مقتل قائد فيلق حرس القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ومسئول في الحشد الشعبي العراقي "منطقا عدوانيا وحشيا لا تحكمه ضوابط أو قيم".
وتأتي الضربات الأمريكية، ردا على استهداف فصائل مسلحة عراقية للمصالح الأمريكية، فمنذ منتصف أكتوبر، تعرضت القوات الأمريكية والتحالف الدولي في العراق وسوريا، لأكثر من 165 هجوما في انعكاس مباشر للحرب الدائرة في قطاع غزة بين إسرائيل و (حماس).
وتبنت معظم تلك الهجمات "المقاومة الاسلامية في العراق" التي تضم مقاتلين في فصائل موالية لإيران. وتقول الفصائل إن هجماتها تأتي تضامنا مع غزة وضدّ الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها مع حماس.
إرباك المشهد الأمني
المحلل السياسي والامني العراقي، علي البيدر، قال في تصريحات خاصة، إن الموقف الحكومي مع انسحاب القوات الأمريكية وإفراغ البلاد من القوات الأجنبية بشكل عام، لكن لا تريد الحكومة بأن يكون الانسحاب بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت الذي تريده الفصائل المسلحة.
ويشير المحلل العراقي إلى أن الرأي العام على المستوى الشعبي والسياسي حتى النيابي يدرك تماما أن هناك تبعات للانسحاب وأن هذا الانسحاب قد يكون مؤثرا على المشهد الأمني في العراق، خصوصا أن المنطقة تشهد اضطرابات بالجملة، وبذلك لن يكون هنالك انسحاب حقيقي.
البيدر أوضح ايضًا أن بعض الأطراف تقوم بابتزاز سياسي أو حكومي أو نيابي عندما تطالب بهذا الطلب المستحيل، كما أن هذه الاطراف تذهب إلى الاستعراض أو إثبات الولاءات لأطراف معينة، وبالتالي تقدم على مثل هذه الخطوة على الرغم من أنها تدرك تماما أنها لا تمتلك الإمكانية والنصاب لتحقيق هذا الانسحاب، سواء لمناقشته داخل البرلمان أو حتى الذهاب إلى إقرار قرار أو تشريع قانون.
فهناك قرار يطالب الحكومة بإخراج القوات الأمريكية، لكن هذا القرار غير ملزم، ويجب أن يذهب البرلمان إلى صياغة قانون، لكن من يرغبون في إخراج القوات الأمريكية ليس لديهم القدرة على تنفيذ هذا الانسحاب.
ووفق المحلل العراقي فإن الرأي العام متأرجح فالسنة والكرد والأطراف الشيعية التي لا تمتلك سلاحا ترفض هذا المطلب، مخافة هيمنة الجماعات المسلحة على المشهد، إذ أن من يرغب بانسحاب القوات القتالية في البلاد لا يمثلون أكثرية على المستوى الشعبي والسياسي والنيابي.
وهذا ما يجعل الأقلية تتحكم بخيار الأغلبية الرافضة لخروج القوات الأمريكية بهكذا توقيت وهكذا طريقة، إذا نحن أمام إشكالية يرفضها المنطق والعقل والتجربة الديمقراطية، ما يعني أن الرأي العام مع بقاء هذه القوات.
واختتم البيدر تصريحاته بالقول:" إن الخرق الأمريكي والاستهدافات التي تنفذها الولايات المتحدة الأمريكية على الأراضي العراقية قد تؤدي إلى ردات فعل ممتعضة أو غاضبة أو رافضة لهذا السلوك، داخل العديد من المكونات العراقية.
لكن عندما يتعلق الأمر بإخراج القوات الأمريكية فإن الأمر يختلف تماما، وحتى لو خرجت القوات الأمريكية من العراق فإن هذا لا يعني عدم وجود استهدافات لبعض العناوين والشخصيات، خاصة وأن الموضوع لا يرتبط بالواقع العراقي، حيث إن هذه السلوكيات أصبحت عابرة للحدود".