الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

هل تنجح فى مواجهة التطرف؟.. خريطة انتشار الصوفية فى أفريقيا ومناطق النفوذ

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على مدار عقود مضت خضعت أفريقيا لنفوذ تيارات الإسلامى السياسى المتشددة، التى تبيح العنف وتروج له وتمارسه، مثل: جماعة الإخوان، وجماعة بوكو حرام، وحركة الشباب، وتنظيمى القاعدة وداعش.
ودخل التصوف إلى القارة الأفريقية مع القرن الـ١١، على أيدى المرابطين، الذين توغلوا فى أعماق القارة، ونشروا مذهبهم الذى اعتمد على التقشف والزهد، وكانت الطرق: القادرية، والتيجانية، والشاذلية، من أوائل طرق الصوفيين التى وجدت رواجا وأتباعا بأفريقيا.
وتشمل خريطة الوجود الصوفى فى أفريقيا تاريخا كبيرا فهناك السنوسية فى ليبيا، والقادرية السوكتية فى نيجيريا، ومسانا فى شرق مالي، والتيجانية فى غربها.
ومع استمرار الأزمة بين أصحاب الفكر الإسلامى السلفي، والصوفيين، حيث يعتبر كل منهما الآخر على ضلالة، استطاعت الجماعات المتطرفة أن تنفذ إلى قلب القارة، وصارت ذات نفوذ واضح وخطير بعدد كبير من الدول الأفريقية، فما هى خريطة الوجود الصوفى بالقارة، وهل يملك الفكر الصوفى القدرة على مواجهة التطرف؟
بينما عاشت دول شرق إفريقيا، ومنذ بدايات القرن الماضي، تحت ظل خطاب إسلامى معتدل، استطاع التجاوب مع أفكار الطرق الصوفية وإيجاد مكان لها بقربه، حاولت الجماعات المتشددة طرد الصوفيين، خوفا من أن يكونوا بديلا مناسبا للمسلمين، لا سيما مع التشدد الواضح للتيار السلفى فى أحكام الشريعة.
ويأتى من بين أهم عناصر الاختلاف بين الصوفية والسلفية، أن الأولى لم تؤيد فكر الثانية الذى يدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية بالعنف والترهيب والاغتيالات.
وبدأ الاهتمام بالطرق الصوفية، على الصعيد العالمي، عندما بدأت تظهر آراء تشير إلى إمكانية مواجهة هذه الطرق لحركات الإسلام السياسى كمنهج فكرى وتربوي، يستطيع كبح جماح حركات العنف المتأسلمة.
ويرى بعض المفكرين أن الانتماء إلى الفكر الصوفى يمثل ردة فعل طبيعية على التعصب والتشدد السلفي، معتبرين أنه يمكن استغلال هذا فى وضع الصوفية بديلا للتيارات المتطرفة.
ويعتبر المراقبون أن الصوفية قادرة على تقديم نفسها كبديل للتطرف، إذا تخلت عن بعض ما يعترى مذاهبها من أفكار سلبية، مثل: التواكل على الآخرين، والفكر الخرافى والأسطوري، وعدم الاعتراف بالعلوم التجريبية، خاصة أن شيوع هذا الفكر بين الصوفية، كان سببا فى نفور الكثيرين الذين لم يجدوا بعد ذلك ملجأ إلا الجماعات السلفية المتشددة.
ويتفق المراقبون أيضا على أن هناك مجموعة من التحديات التى تواجه محاولات تعزيز نفوذ الفكر الصوفي، مقابل الفكر السلفى المتشدد، منها انغماس التصوف فى الروحانيات، بشكل يمكن أن يهدد أحد الجوانب المهمة للفكر الإسلامي، وهو الجانب المادى الخاص بالأحكام الشرعية والحلال والحرام. 
كما أن الصوفية لم تستطع أن تدافع عن نفسها بالقوة اللازمة، أمام الهجوم السلفى الضاري، الذى يتهم أتباع الصوفية باللجوء إلى البدع، والخرافات، بل والخروج من الملة بالكلية.
وأمام هذه التركيبة التى تحكم الفكر الصوفي، يبقى السؤال معلقا ويحتاج إلى مزيد من التجارب العملية، هل تستطيع الصوفية أن تحل بديلا للفكر المتشدد؟