السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

اليوم.. الذكري الـ46 للعدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان 1978

الجيش الإسرائيلي
الجيش الإسرائيلي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في خضم الحرب الأهلية اللبنانية، قام الإسرائيليون بالتدخل بشكل غير مباشر في البداية عن طريق إرسال الأسلحة وتأجيج الصراع، بهدف إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت نشطة بكثافة داخل لبنان. ومع تصاعد الصراع وتدخل العديد من القوى الإقليمية مثل سوريا والعراق وإيران، قررت إسرائيل عام 1978 بدء عملية عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، بهدف إنشاء "منطقة آمنة" وطرد عناصر حركة التحرير الفلسطينية من جنوب لبنان.

في 11 مارس 1978، هزت إسرائيل عملية "كمال عدوان" على الطريق الرابط بين حيفا وتل أبيب. خلال هذه العملية، قامت عناصر من حركة فتح بخطف حافلة إسرائيلية مليئة بالركاب والتي كانت في طريقها إلى تل أبيب. عندما علم الجيش الإسرائيلي بالعملية، تحرك نحو موقع الحادث بهدف تحرير المخطوفين، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل 37 إسرائيليًا و9 فلسطينيين.

وفقا للمصادر الإسرائيلية، كان المسؤول الفلسطيني أبو نضال هو الذي خطط للعملية. وفي المقابل، قادت دلال المغربي، التي كانت في سن العشرين آنذاك، هذا الهجوم، ولكنها لقيت حتفها بعد أن أصيبت برصاص خلال العملية.

بعد هذه العملية، التي وصفت بأنها واحدة من آخر العمليات الهامة التي قادها الفلسطينيون ضد إسرائيل من الأراضي اللبنانية، أعلنت إسرائيل عن خطة للتدخل العسكري في لبنان، والتي أُطلق عليها اسم "عملية الليطاني". في إطار هذه العملية، أعلنت إسرائيل عن نيتها تدمير مواقع حركة التحرير الفلسطينية المتواجدة جنوب نهر الليطاني، وإقامة "منطقة آمنة" بهدف حماية الشمال الإسرائيلي.

بعد مرور 3 أيام فقط على عملية "كمال عدوان"، شن الجيش الإسرائيلي تدخله العسكري في جنوب لبنان. خلال هذا التدخل، سيطر الإسرائيليون على عدد كبير من المدن والقرى في الجنوب اللبناني، التي تم تصنيفها كمراكز قيادة لحركة التحرير الفلسطينية. وفي مدينة صور، خاض الفلسطينيون معارك عنيفة مع القوات الإسرائيلية. ومع ذلك، لم تتمكن القوات الإسرائيلية من السيطرة الكاملة على المدينة بسبب سقوط عدد كبير من الضحايا.

بسبب الوضع الذي تدهور، قام اللبنانيون بتقديم شكوى إلى الأمم المتحدة. وكنتيجة لذلك، أصدرت الأمم المتحدة القرار 425 الذي طالب إسرائيل بالانسحاب ودعا إلى إرسال قوات دولية لحفظ السلام. وفي أعقاب هذا القرار الأممي، قررت إسرائيل في 21 مارس 1978 وقف عملياتها العسكرية والانسحاب من المنطقة، وتركت مهمة حفظ الأمن فيها لعدد من الميليشيات الموالية لها.

نتج عن "عملية الليطاني" مقتل 18 جنديا إسرائيليا وإصابة نحو 100 آخرين، بينما فقد الفلسطينيون مئات المقاتلين. وخلال هذه العملية التي استمرت لمدة أسبوع تقريبا، فقد أسفرت عن مقتل أكثر من ألف مدني، كما دمر الإسرائيليون نحو 80 قرية وتسببوا في تهجير حوالي ربع مليون شخص في جنوب لبنان.