تواصل قيادة العمليات المشتركة العراقية وقوى الأمن المشاركة تنفيذ مهام المرحلة الثالثة من العملية الأمنية "وعد الحق" التي تستهدف تطهير بقايا عناصر تنظيم داعش الإرهابي وتتبع فلوله الهاربة، حيث تمكنت العملية من تصفية ما يزيد عن 10 عناصر إرهابية خطرة، من بينهم 4 أفراد يستقلون عجلة نوع بيك أب، أحدهم يرتدي حزام ناسف، إذ تمكنت القوة المنفذة للواجب من قتلهم جميعا، كما دك سلاح الجو نحو 14 وكرا يستغلها التنظيم الإرهابي في الاختباء، كما أوقفت عدة عناصر من بينها قيادي يعمل كوسيط مالي بين قيادات داعش في محافظة كركوك، وأيضا تدمير العديد من قنابر الهاون والعبوات محلية الصنع في محافظتي ديالى وكركوك.
في إطار العملية نظمت العمليات المشتركة معرضا للأسلحة والذخائر التي استولى عليها الأمن العراقي في العمليات التي شنها ضد أوكار تنظيم داعش الإرهابي، كاشفا المعرض عن حجم الأسلحة التي خسرها التنظيم لصالح الأمن العراقي.
وتهدف العملية التي انطلقت، 9 مارس الجاري، إلى استمرار نهج القيادة في تعقب ومطاردة العناصر الإرهابية المهزومة وإدامة الضغط على هذه المجموعات الهاربة والانقضاض عليها تأكيدا لتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة بديمومة الانتصارات المتلاحقة ضد أوكار الإرهاب، ودوام ما تشهده المحافظة من استقرار امني نتيجة جهود أبطال القطعات الأمنية المختلفة وإسناد وتعاون وتفهم الأهالي في ديالى وعشائرها بكل أطيافها وتنوعاتها الاجتماعية.
وبعد يوم من إطلاق العملية، أمرت "العمليات المشتركة" بتوسيع نطاق عمليات "وعد الحق3" لتشمل محافظتي صلاح الدين وكركوك، بعدما نفذت عدة مهام بسلاح الجو في ديالي وكبدت الإرهاب ومفارزه وأوكاره ومضافاته المزيد من الخسائر في المعدات ومختلف أنواع الأسلحة وتدمير كهوف وكميات كبيرة من المواد اللوجستية التابعة لمفارز الإرهاب التكفيري. أما في صحراء الأنبار فقد باشرت قوة من فوج حشد الغربية الأول وفوج القائم الأول، قضاء القائم بعملية نوعية مباغتة جريئة أسفرت عن تدمير عدد من المضافات كان بداخلها كميات من المؤن والأرزاق والوقود والمستمسكات الثبوتية تعود إلى عناصر داعش وفلوله المنهزمة وقد دمرت في هذه العملية جميع المضافات التي تمت السيطرة عليها.
في الشأن ذاته؛ قال قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي العراقي، في كلمة له في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، السبت الماضي، إن العراق اكتسب تجربة كبيرة في مواجهة الإرهاب وكيفية التعامل معه، ونحتاج إلى تعاون الدول للاستفادة من التكنولوجيا والأمن السيبراني، لمواجهة الإرهابيين الذين يهددون مؤسسات الدولة؛ موضحا أن العراق يتجه لطمأنة دول الجوار بمنع أي جماعات مسلحة تهددها عن طريق إبعادها.
وتطرق الأعرجي إلى مشكلة المحتجزين ذي الجنسية العراقية داخل مخيم الهول السوري، موضحا مخاوفه بشأن إعادة تنشيط داعش داخل العراق عن طريق هؤلاء المحتجزين ذي الأغلبية النسائية والأطفال، حيث أكد أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" تسيطر على مخيم الهول من المحيط الخارجي فقط، لكن من الداخل يتحكم به الإرهابيون، والمخيم يتواجد فيه إرهابيون أجانب من ٦٠ دولة. ما يعزز المخاوف تجاه قاطني المخيم.
وتأتي عملية "وعد الحق" بالتزامن مع جهود الحكومة العراقية في استعادة مواطنيها من مخيم الهول بالحسكة السورية، وذلك بالتعاون مع قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أعلن التحالف عن تنفيذ الحكومة العراقية عملية مدروسة ومنظمة بنجاح، حيث تمت عودة 625 نازحًا عراقيًا بأمان من مخيم الهول. مؤكدا أن الأسر العائدة البالغ عددها 157 أسرة، ستلقى دعمًا في مركز الجدعة العراقي لإعادة التأهيل المجتمعي في نينوى، تحضيرًا للخطوة التالية في رحلة العودة إلى الديار.