الحِبّ حيثُ المعشرُ الأعداءُ
والصبر حيثُ الكِلّةُ السِّيَراءُ
ما للمَهارى الناجياتِ كأنّها
حتمٌ عليها البَينُ والعُدَواءُ
ليس العجيبُ بأن يُبارِينَ الصَّبا
والعذلُ في أسماعِهِنّ حُداءُ
تدْنو منَالَ يدِ المحِبّ وفوقها
شمسُ الظهيرة خِدرُها الجوزاءُ
بانتْ مُوَدِّعةً فجيدٌ مُعْرِضٌ
يومَ الوداع ونظرةٌ شزْراءُ
وغدتْ مُمنَّعةَ القِباب كأنها
بين الحِجالِ فريدةٌ عصماء
حُجبَتْ ويُحجَبُ طيفُها فكأنما
منهم على لحظاتِها رُقباء
ما باَنةُ الوادي تَثَنّى خُوطُها
لكنّها اليَزَنيّةُ السّمْراء
لم يبْقَ طِرْفٌ أجْرَدٌ إلاّ أتى
من دونها وطِمِرّةٌ جرداء
ابن هانئ الأندلسي