أنجبت مصر عددًا كبيرًا من الأدباء والمفكرين والمبدعين كان لهم دور بارز في الحياة الثقافية، ولم تغفل الهيئة العامة لقصور الثقافة أن تحفل بهؤلاء الكتاب والمبدعين في لفتة طيبة وتقديرا لما قدموه خلال مسيرتهم الإبداعية من خلال مبادرة تقدمها الهيئة تحت عنوان “العودة إلى الجذور”، تتناول من خلالها عطائهم الأدبي وسيرتهم الذاتية وفي هذه السطور خلال شهر رمضان المبارك نقدم كل يوم حلقة عن هؤلاء الرموز نبرز من خلالها مدى مساهمتهم في إثراء الأدب والثقافة والمكتبة العربية طوال حياتهم.
بهاء الميري
يعتبر الشاعر محمود قرني من أبرز شعراء جيل الثمانينيات من القرن العشرين في القصيدة العربية، حاصل على درجة ليسانس في القانون من جامعة القاهرة، وشارك في العديد من مهرجانات الشعر العربية والدولية، مثل: مهرجان الشعر العربي الثالث بالمغرب، ومهرجان جرش، وأسبوع الثقافة المصرية بالكويت.
قدم قرني الكثير من الأعمال الشعرية منها: حمامات الإنشاد، خيول علي قطيفة البيت، هواء لشجرات العام، طرق طيبة للحفاة، الشيطان في حقل التوت، الشيطان في حقل التوت، أوقات مثالية لمحبة الأعداء، قصائد الغرقى، لعنات مشرقية.
وقدم قرني عددًا من الدراسات النقدية المهمة عن الشعر، من أبرزها كتابه "لماذا يخذل الشعر محبيه"، واستضافته هيئة قصور الثقافة في برنامج العودة إلى الجذور قبل رحيله ، وكان يحرر بابا ثابتا في مجلة الثقافة الجديدة تحت عنوان " رحيق الكتابة"، وتناول أعماله كُتابا بارزين على رأسهم الكاتب إبراهيم عبدالمجيد، ومحمد مستجاب.
أسس قرني مع عدد من الشعراء ملتقى قصيدة النثر بالقاهرة لدورتين متصلتين في 2009 و2010شارك فيه أكثر من أربعين شاعرا عربيا، كما أسس جماعة شعراء "غضب" المعنية بقصيدة النثر، إلى جانب الفعاليات الثقافية الأخرى .
وأصدر أحد عشر ديوانا، منها حمامات الإنشاد، وخيول على قطيفة البيت، وتفضل.. هنا مبغى الشعراء، وترنيمة إلى أسماء بنت عيسى الدمشقي، هواء لشجرات العام، وطرق طيبة للحفاة، والشيطان في حقل التوت، وأوقات مثالية لمحبة الأعداء، وقصائد الغرقى، ولعنات مشرقية، ومن مختاراته الشعرية خاتم فيروزي لحكيم العائلة الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وخارطة مضللة لمساكن الأفلاك الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وحصل الشاعر محمود قرني على عضوية عدد من المؤسسات، منها: عضوية اتحاد الكتاب، عضوية أتيليه القاهرة للكتاب والفنانين، عضوية مجلس أمناء كرمة بن هانئ- إلا أنه استقال منه، كما حصل أيضًا على عضوية بيت الشعر التابع لوزارة الثقافة.
وصفه المفكر المصري نبيل عبد الفتاح بأنه "حالة من نكران الذات المعبرة عن الثقة فيما يبدعه ويكتبه وبقاؤه حياً، يصوغ الأمل في الشعر والكتابة من قلب خرائب الحياة. ثقة عميقة أن مكانة إنتاجه مقدرة سواء قال بعضهم واعترف بذلك، أو أنكر أو صمت، شأن الكثيرين في النقد، والكتابة المهيمنة".