الإثنين 18 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حكايات على موائد الطعام.. «أبو هريرة» يربط حجرًا على بطنه من شدة الجوع و«ثأر الإعرابي» مع الجدي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لموائد الطعام كثير من الحكايات التي شغلت حيزًا مهمًا في الكتابات التراثية العربية، وهي نوع من الحكايات تجمع بين الطرافة والفكاهة والعظة، وتحقق لدى القارئ درجة عالية من المتعة المعرفية، فهي أيضًا تشمل جانبًا مهمًا يكشف عن الجوانب العقلية والفلسفية التي تمتع بها هؤلاء الأشخاص الذين جمعتهم الموائد. 

روى ابن عبد ربه الأندلسي في كتابه "العقد الفريد"، رواية جمعت بين والي الكوفة في زمن الدولة الأموية وأعرابي جلس على مائدته، في إطار الأجوبة الهزلية، تقول الرواية أنه كان للمغيرة بن عبد الله الثقفي وهو والي الكوفة، جدي يوضع على مائدته، فحضره أعرابي، فمد يده إلى الجدي وجعل يسرع فيه؛ فقال له المغيرة: إنك لتأكله بحرد (أي بغضب وغيظ) كأن أمه نطحتك! قال: وإنك لمشفق عليه كأنّ أمه أرضعتك. وفي الحكاية رد هزلي أسكت المغيرة عن الحديث بعد ذلك، حيث باءت محاولته بالفشل عندما أراد أن يسخر من الأعرابي الذي يلتهم الطعام كأنه موتور، أو صاحب ثأر مع الجدي وعائلته، كأن أمه نطحته، فرد على الأمير ردا تجاوز محاولة سخريته وأسكته، وفي الحكاية ذهن حاضر، وليس انغماسا كليا في الطعام يلغي حضور العقل الذي رد سخرية الأمير بسرعة وبطريقة حاسمة. 

ومن طرائف موائد الطعام أيضا، ما رواه الصحابي أبو هريرة عن حياته الشخصية زمن النبي الكريم، وقد أتى من اليمن إلى المدينة مسلمًا مبايعًا، فعاش بجوار النبي فقيرا معدمًا، وظل مع جماعة من الفقراء عرفوا بأهل الصفة في المسجد النبوي، وكان الجوع يدفعه لأن يقف في طريق الصحابة الكرام أمثال أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب كي يطعموه، وكان جعفر بن أبي طالب عنده من أحب الصحابة إليه لأنه كان يكرمه دائما ويقربه، واشتهر جعفر رضي الله عنه بحب المساكين. 

وروى الخطيب البغدادي في باب التعريض بالدخول على الموائد من الكبار، فكان أبو هريرة أحد هؤلاء الذين صرحوا بأنهم يغشون الموائد نظرا لفقره الشديد، خاصة وأنه كان يربط حجرا على بطنه من شدة الجوع، وفي الرواية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم لشبع بطني حين لا آكل الخمير ولا ألبس الحرير ولا يخدمني فلان ولا فلانة، وألصق بطني بالحصباء".