الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

عبدالهادى الجزار.. حكاية فنان الفقراء والمهمشين

لوحة للفنان عبد الهادى
لوحة للفنان عبد الهادى الجزار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يُعد الفنان عبد الهادى الجزار، من أهم فنانى الحركة التشكيلية المعاصرة فى مصر، بدأ رحلته مع الفن منذ أن كان تلميذًا بمدرسة الحلمية الثانوية بالقاهرة، واكتشف موهبته المتميزة مدرس الرسم فى المدرسة الذى كان يرعى المواهب المبشرة حيث توسم فيه أستاذه الفطرة الفنية السليمة وبدأ فى الاهتمام به وتشجيعه.

 

رحلته مع الفن

بدأ الجزار مشواره الفنى عام ١٩٣٨م، بلوحات تدور أفكارها حول نشأة الحياة والإنسان وعلاقته بالكون وعالم البحر والقواقع وكان فى ذلك متأثرًا بقضاء سنوات الطفولة فى الإسكندرية، وفى هذه المرحلة التحضيرية قدم لوحات مثل (المرأة فى القوقعة) و(آدم وحواء) عام ١٩٤٢م.

فلسفة جيل ما بعد الرواد

"الجزار" ليس فنانا تشكيليًا فقط، بل كان فيلسوفًا أيضًا، ولد فى حى القبانى السكندرى، تأثر برائحة البحر، ليشكل رؤيته الفنية ذات الطابع الشعبى والإنسانى، ثم انتقل للحياة فى حى السيدة زينب، فمزج الفن بالمجتمع ليجسد بريشته سحرا خاصًا به.

كان ولا زال "الجزار" أحد أهم الفنانين التشكيلين فى مصر والعالم، انضم إلى جماعة "الفن المعاصر" فى الأربعينيات، والتى تكونت من فنانين آخرين مثل "حامد ندا"، و"حسين أمين"، و"سمير رافع"، و"كمال يوسف.

"إنسان السد" أنشودة خالدة 

لذا سرعان ما تأثر "الجزار" بثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، فوجد ضالته للتعبير عن وطنه، فأبدع فى رسم لوحتى "الميثاق"، و"إنسان السد"، لينجح فى توثيق المشروع القومى الضخم "السد العالى" للتاريخ بريشته، حيث التفاصيل المصممة بمهارة فنية عالية تجسد التحدى والإرادة، والتطلع للمستقبل، مجسدًا فى رأس إنسان عملاق وجهه يشبه وجه الزعيم جمال عبد الناصر، مرتديًا خوذة الفضائيين، حيث كان متطلعًا دائما للمستقبل.

يُعد " الجزار" من جيل ما بعد الرواد، واتخدته الأجيال التى تلته أبًا روحيًا، حيث لقى نجاحًا فنيا وتقديرًا أدبيًا سريعًا فى حياته، مرفقًا بالعديد من الجوائز التى كان آخرها جائزة الدولة التشجيعية، إلا أن شخصيته الفنية لم تتميز إلا خلال السنوات الأخيرة.

عُين الجزار معيدًا بكلية الفنون الجميلة قسم التصوير  حتى شغل منصب أستاذ مساعد، وكان يقوم بتدريس التكنولوجيا والترميم والفرسك فى نفس الكلية بعد عودته من البعثة، وقام أيضا بالتدريس لطلبة مرسم الأقصر.

رحيل أسطورة الإبداع 

أدرك "الجزار"  قبل وفاته أن الموت على أعتابه، فأثر على إبداعه وجعله أكثر شفافية، وأرهف حاسته الفنية، وغلب على أعماله طابع الحزن، فانغمس فى عالم الروحانيات الغامض، لذلك تظل أعماله فى الأربعينيات والخمسينيات أقرب لشخصيته الحقيقية.

رحل "الجزار" وبقيت لوحاته امتدادًا للتاريخ وفصوله، لتذكره وتفتخر به الأجيال حتى الآن.

«من وحى فنارات البحر الأحمر».. لوحته العائدة بعد ٥٠ عامًا 

نصف قرن من الزمن، طول رحلة قطعتها لوحة الفنان التشكيلى الرائد عبدالهادى الجزار، وتحمل اللوحة عنوان «من وحى فنارات البحر الأحمر»، والتى عادت اليوم إلى مستقرها النهائى بمتحف الفن الحديث بدار الأوبرا المصرية.

ويعود تاريخ رسم اللوحة إلى ستينيات القرن الماضي، إذ انتهى من رسمها الفنان عبدالهادى الجزار فى ١٩٦٤، قبل عامين فقط من رحيله، وهو العام الذى أنجز فيه واحدة من أبرز أعماله، وربما أشهرها وهل لوحة «إنسان السد»، أو السد العالي.

أما لوحة «من وحى فنارات البحر الأحمر» من مقتنيات متحف الفن الحديث التابع لقطاع الفنون التشكيلية ووزارة الثقافة، وأعيرت اللوحة منه منذ ٥١ عاما، داخل مصر ولم يستدل عليها منذ صدور إذن صرف لها عام ١٩٧١ لمبنى وزارة الثقافة فى جاردن سيتى، ولم يتم استعادتها منذ الوقت إلا اليوم، لذلك فعودة اللوحة يعد حدثا ثقافيا جدير بالاحتفاء.

393486446_6796114053780088_4290173693158215339_n
393486446_6796114053780088_4290173693158215339_n