الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

مسلسل الحشاشين يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي.. "البوابة نيوز" تستعرض أبرز المعلومات عن الجماعة ومؤسسها حسن الصباح

..
..
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد عرض الحلقة الثانية من مسلسل "الحشاشين" في ثاني أيام شهر رمضان الكريم، أثار المسلسل حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.

يُذكر أن مسلسل "الحشاشين" بطولة  النجم كريم عبدالعزيز، ونيقولا معوض، وفتحي عبدالوهاب، وقام بتأليف المسلسل الكاتب عبدالرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمي.

واستغرق تصوير مسلسل الحشاشين نحو عامين، وكان من المقرر عرضه في رمضان العام الماضي، لكن تم تأجيله لهذا العام بسبب تصوير مشاهد من المسلسل في مالطا وكازاخستان.

في الحلقة الأولى من مسلسل الحشاشين، بدأ بمشهد يبرز أحد الحشاشين قائلًا: "روحي فداء لصاحب مفتاح الجنة"، وهو يلقي بنفسه من أعلى نقطة في قلعة آلموت، ليثبت ولاءه لسيد القلعة حسن الصباح، أمام رسول ملك فرنسا، الذي جاء برسالة من الملك يطلب فيها إعلان حسن الصباح ولاءه، والتحالف معه، ليكون رد الصباح حاسمًا.

من هم جماعة الحشاشين؟

يستعرض مسلسل الحشاشين، قصة حسن الصباح مؤسس جماعة الحشاشين، وهي إحدى أخطر الحركات السرية التي تنتمي لإحدى طوائف المذهب الشيعي، ويتناول العمل كيف نجح مؤسس الجماعة في إقناع أتباعه بأفكار خاطئة لتبرير جرائمهم.

تعد الحشاشين طائفة إسماعيلية نزارية، انفصلت عن الفاطميين في أواخر القرن الخامس الهجرى، لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء مِن نسله، واشتهرت ما بين القرن 5 و7 هجرى الموافق 11 و13 ميلادى، وكانت معاقلهم الأساسية في بلاد فارس.

كان الحشاشون ينفذون هجماتهم في الأماكن العامة أمام الجميع، وذلك بغية إثارة الرعب في قلوب العامة فضلا عن الخاصة، ونفذ الحشاشون عدة عمليات ضد رموز وقيادات هامة سواء المسلمة أو المسيحية، والتي كانوا في خلاف وصراع معها، ومن أشهر عملياتهم اغتيال المركيز الصليبي كونراد مونفيراتو ملك بيت المقدس سنة 1192 م، حيث تسلل مغتالوه في زي رهبان مسيحيين.

من هو حسن الصباح؟

يعتبر حسن الصباح، الملقب بالسيد أو شيخ الجبل، واحد من الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ الإسلامي، وينسب له تأسيس ما يعرف بـ "الدعوة الجديدة" أو الطائفة الإسماعيلة النزارية المشرقية أو الباطنية أو الحشاشون حسب التسمية الأوروبية، وفي عام 471 هـ/1078م، ذهب إلى مصر في زمن المستنصر بالله الفاطمي، وعاد بعد ذلك لينشر الدعوة في فارس، واحتل قلعة آلموت لتكون قلعته الحصينة ومقر حكمه.

ولد حسن الصباح، بالري عام 430 هـ 1037 م، بعض المؤرخين ذكروا انه ولد في قم معقل الشيعة الإثنى عشرية، حيث نشأ في بيئة شيعية اثني عشرية ثم انتقلت عائلته إلى الري مركز لنشاطات الطائفة الإسماعيلية، فاتخذ الطريقة الإسماعيلية الفاطمية وعمره 17 سنة.

استمر حسن الصباح في قراءة كتب الإسماعيلية، وبعد ذلك لقى معلم إسماعيلى آخر، فلقنه التعاليم الإسماعيلية حتى اقتنع، ولم يبق أمامه سوى أداء يمين الولاء للإمام الفاطمي. لكنه أدى تلك اليمين أمام مبشر إسماعيلي نائب عن عبد الملك بن عطاش كبير الدعاة الإسماعيليين في غرب إيران والعراق، وفي أوائل صيف 1072 وصل عبد الملك بن عطاش لمدينة الرى، فلقيه حسن الصباح، ثم وافق على انضمامه، وحدد له مهمة معينة في الدعوة، وطلب منه السفر إلى مصر لكي يسجل اسمه في بلاط الخليفة الفاطمي بالقاهرة.

بقى حسن في مصر حوالي ثلاث سنوات ما بين القاهرة وإسكندرية، ثم قيل بأنه اختلف مع أمير الجيوش بدر الدين الجمالي، فسجنه ثم طرده من مصر على متن مركب للإفرنج إلى شمال أفريقيا، لكن المركب غرق في الطريق فنجى حسن فنقلوه إلى سوريا ثم تركها ورحل إلى بغداد ومنها عاد إلى أصفهان.

لم يكن كل هم حسن الصباح في تنقلاته، هو نشر دعوته وكسب الأنصار فحسب، بل أيضًا للعثور على مكان مناسب يحميه من مطاردة السلاجقة ويحوله إلى قاعدة لنشر دعوته وأفكاره، وقد عزف عن المدن لانكشافها، لذا لم يجد أفضل من قلعة آلمُوت المنيعة في مدينة رودبار بالقرب من نهر «شاه ورد» في فارس مركزًا لنشر دعوته وترسيخ أركان دولته.

بنيت قلعة آلموت، بطريقة أن لا يكون لها إلا طريق واحد يصل إليها ويلف على المنحدر مصطنع (المنحدر الطبيعي صخوره شديدة الانحدار وخطرة)، لذلك أي غزو للحصن يجب أن يحسب له لخطورة الإقدام لهذا العمل.

بقي في قلعة ألموت بقية حياته ولم يخرج من القلعة مدة 35 سنة حتى وفاته، حيث كان جل وقته يقضيه في القراءة ومراسلة الدعاة وتجهيز الخطط، وكان همه كسب أنصار جدد والسيطرة على قلاع أخرى، لذلك استمر بارسال الدعاة إلى القرى المحيطة برودبار المجاورة، ويرسل المليشيات لأخذ القلاع عن طريق الخدع الدعائية.

بعد موت المستنصر بالله 487 هـ/1094 م، قام الوزير بدر الدين الجمالي بالدعوة لإمامة المستعلي الابن الأصغر للمستنصر (ابن أخت الوزير) وإزاحة الابن الأكبر «نزار» ولي العهد. وبذلك انشقت الفاطمية إلى نزارية مشرقية، ومستعلية مغربية. انشق الصباح عن الفاطميين ليدعو إلى إمامة نزار بن المستنصر بالله ومن جاء مِن نسله، كان حسن الصباح في النظام مجرد عميل للزعماء الفاطميين في مصر ونائب لعبد الملك بن عطاش وخليفته. 

توفي الصباح عام 518 هـ/1124 م في قلعته، واختلفت المصادر عن مصير ذريته (المصادر الغربية وبعض العربية تذكر أنه قتل أولاده في حياته) إلا أن المصادر كلها اجمعت على أنه مات من غير جناية. وخلفه بزرك أميد (برزجميد)، وكلف ناس بشئون الدعوة والإدارة وقيادة القوات، وطلب منهم التعاون مع بعض حتى ظهور الإمام المستتر، ويتولى شئون الطائفة.