شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، في أول أيام شهر رمضان المبارك، قصف وانفجارات في عدة أحياء، وذلك على الرغم من اعتماد مجلس الأمن الدولي مشروعًا يقضي بتنفيذ هدنة في السودان بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأيدت 14 دولة مشروع القرار الذي اقترحته بريطانيا، امتنعت روسيا عن التصويت عليه، ودعا إلى وقف فوري للأعمال العدائية قبل رمضان، ويطلب من جميع أطراف النزاع البحث عن حل دائم عبر الحوار.
وأعلن مجلس السيادة السوداني برئاسة عبد الفتاح البرهان، عدم وجود هدنة في رمضان إلا بشروط.
وأوضح عضو مجلس السيادة ياسر عبد الرحمن العطا، أن الهدنة لن تتم إلا إذا نفذت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو اتفاق جدة الذي تم توقيعه في مايو 2023.
وأضاف أن الدولة ستتفاوض من أجل إيقاف الحرب في حالة واحدة وهي "عندما يلتزم التمرد بتنفيذ مخرجات جدة".
وشدد العطا على أنه "لا مكان سياسيا أو عسكريا لأسرة قائد الدعم السريع في تشكيل مستقبل السودان ولا في القوات المسلحة".
وطالب وزير الدفاع بالمضي قدما في دمج كل قوات الحركات داخل القوات المسلحة ليكون السلاح بيد الجيش الوطني فقط، وتشكيل حكومة مدنية قوية.
في السياق، دعا رئيس وزراء السودان السابق عبد الله حمدوك، أطراف النزاع إلى عقد جولة مفاوضات في القاهرة، وقال إن القاهرة قد تحتضن اجتماعا محتملا بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وأضاف حمدوك، في مقابلة مع صحيفة السوداني، أنه ناقش مع القيادة المصرية إمكانية حث البرهان وحميدتي على اللقاء في القاهرة من أجل إيقاف الحرب، مشيرا إلى أن المسؤولين المصريين "رحبوا بالأمر لأن استقرار السودان من استقرار مصر وانهيار السودان كارثة أمنية كبرى لمصر"، حسب تعبيره.
من جانبه، تعهد المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، ببذل المزيد من الجهود نحو الضغط على الأطراف المتحاربة في السودان لإنهاء الصراع الذي اندلع منذ أبريل الماضي.
وأعلن بيرييلو، في لقاء عقده مع عدد من منظمات المجتمع المدني السودانية والناشطين السياسيين والصحفيين في العاصمة الأوغندية كمبالا الإثنين، أنه سيسافر إلى دول الشرق الأوسط وإفريقيا لعقد اجتماعات مكثفة مع الشركاء المعنيين بحل الأزمة. الأزمة السودانية.
وأكد الدبلوماسي الأمريكي التزام واشنطن بوضع حد للصراع في السودان ووقف انتشاره.
وقال إن تعيين إدارة جو بايدن مبعوثا خاصا يوضح أهمية قضية السودان لدى البيت الأبيض وهو ما سيردده بدوره.