يعد الصوم الكبير المقدّس الذي يسمى أيضًا بالصوم الاربعيني أو صوم عيد الفصح المجيد وهو هو أحد أركان الحياة الدينية في الكنائس القديمة، يبدأ قبل سبعة أسابيع من الفصح وينتهي بحلوله.
لماذا سمي هذا الصوم بالصوم بالكبير
سمّى بالصوم الكبير (لتمييزه من صوم الكلّية القداسة العذراء مريم الذي يسبق عيد الرقاد، في شهر آب، ومن صوم الرسل الذي يسبق عيد القديسين بطرس وبولس، في حزيران، وصوم الميلاد الذي يسبق عيد الميلاد)، هو زمان صلوات خاصة وصوم. فإذا وضعنا جانبًا الأسبوع العظيم، أي أسبوع الآلام الذي يسبق أحد الفصح مباشرة، وإذا ضممنا إلى فترة الصوم الفعلي الأسابيع التي تتقدمها وتهيئ لها، حصلنا على مجموعة من عشرة أسابيع، تبتدئ بالأحد المسمّى أد الفرّيسي والعشّار وتنتهي بالسبت المدعو سبت لعازر، عشيّة أحد الشعانين، ثم يعقبها الأسبوع العظيم.
لماذا سمي هذا الصوم بالصوم الاربعيني
إن عدد الأربعين تحدد في القرن الرابع تحت تأثير الرموز الكتابية، دام الطوفان أربعين يوما، صام موسى وإيليا ويونان أربعين يوما، قطع الشعب اليهودي في الصحراء أربعين سنة، صام يسوع أربعين يوما ولذلك سمت الكنيسة الصوم الكبير " بالصوم الأربعيني.
ويذكر ان عدد أيام الصوم الكبير هي 55 يوم كاملا ( 40 يوم الذي صامهم السيد المسيح علي الجبل +7 أيام أسبوع الاستعداد +7 أيام أسبوع الآلام +1 يوم سبت النور وأسبوع الصوم يبدأ بيوم الاثنين وينتهى بيوم الأحد).
مراحل الصوم الكبير
يتضمّن هذه المرحلة خمس آحاد وهي:
أحد الأرثوذكسيّة - أحد القدّيس غريغوريوس بالاماس - أحد السجود للصليب المقدّس - أحد القدّيس يوحنّا السلّمي - أحد القدّيسة مريم المصرية. وتقام في هذه المرحلة:
صلاة النوم الكبرى (من الإثنين إلى الخميس)
صلاة المديح لوالدة المسيح الّذي لا يُجلس فيه (في مساء كل يوم جمعة من الأسابيع الخمسة الأولى وهي كناية عن خمسة مدائح بشكل أن المديح الخامس هو مجموع المدائح الأربعة الأولى).
يقام مساء يوم الجمعة في الأسبوع السادس صلاة النوم الصغرى مع قانون لعازر.
كيف نصوم الصوم الكبير المقدّس
ننقطع في فترة الصيام عن كل أنواع الزفر وكذلك يومي الأربعاء والجمعة من كل أسبوع. الأنقطاع عن الزفر يدعى الصوم النسكي. أما الأنقطاع الدائم عن الأكل حتى الساعة الثانية عشر ظهرًا يدعى الصوم الكلي.
أيام الأحد فلها معنى فصحي قيامي ( قيامة المسيح) بالتالي لا ينطبق عليها الصوم الكلي، ولذلك وبعد المناولة نهار الأحد نأكل فطورنا وطبعًا ليس زفرًا ( في زمن الصوم ).
وأيام السبت تحمل في طياتها أيضًا من معاني الفصح، فالكنيسة تحرم من يصوم نهار السبت. لأن السبت هو يوم أستراحة الرب، والأحد هو يوم قيامته والصوم الكلي لا ينطبق على السبت والأحد
فالأرثوذكسية وكما تسلمت من الكنيسة الأولى ما تزال تحافظ على معاني وخصائص السبت والأحد. فلا صوم كلي نهار السبت والأحد بل نتناول الفطور بعد القداس وطبعًا ليس زفرًا، بينما بقية الأيام من الأثنين وحتى الجمعة في أزمنة الصوم تحمل معنى الصوم الكلي أضافة الى الصوم النسكي أي لا يجوز فيها أقامة الذبيحة الألهية، وذلك لأن الذبيحة ذات معنى فصحي لاصومي. لهذا تقيم الكنيسة الأرثوذكسية في أيام الأسبوع خدمة القداس السايق تقديسه ( البروجزماني) والتي وضعها ورتبها في القرن السادس قبل الأنشقاق بابا روما القديس غريغوريوس. حيث كانت روما في عمق الأرثوذكسية.
الصوم الحقيقي المطلوب ليس هو فقط، بل ولا أولًا، الامتناع عن الأكل والشرب:
"الطعام لا يقربنا الى الله. فإن نحن لم نأكل لا ننقص، وإن أكلنا لا نزيد" (1 كورنثس 8: 8).