وسط لهيب الحرب وسماع دوي إطلاق الرصاص، صامدون عازمون على الاستمرار يقاومون الموت بالحياة، بعد أن تعرض قطاع غزة لحملة همجية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، دمر القطاع ونزح سكانه إلى الجنوب، لكن كل ذلك لم يمنعهم من استقبال شهر رمضان الكريم وسط خيامهم.
غزة شهدت وما زالت تشهد جرائم فاقت كل الحدود وعصية على الفهم، تتناثر الأشلاء في كل حي، والدماء تسيل في الشوارع، ورائحة الموت تفوح من كل زاوية، مشاهد الشهداء والجرحى تقشعر لها الأبدان.
وامتدت وحشية هذه الحرب إلى ما هو أبعد من القتل لتشمل منع دخول جميع أنواع المساعدات الإنسانية، ويشمل الحصار المفروض على غزة قطع المياه والوقود والغذاء والإمدادات الطبية، بهدف تدمير المنطقة الصامدة بأكملها.
لكن أهالي غزة لم يستسلموا حتى بعد سقوط أكثر من ٣٠ ألف شهيد، وقرروا استقبال شهر رمضان بالفوانيس والزينة والأنوار وإشعال النار وسط الظلام ورائحة الموت تفوح من كل مكان، ودماء المصابين والشهداء يكسوها التراب.
في رمضان، النازحون في رفح يفضلون الهدنة للعودة لمنازلهم والاجتماع مع أحبائهم، بإيمانهم وصلاتهم، يشعرون بصعوبة التحضير بسبب النقص في المواد الغذائية وغلاء الأسعار، مما يجعلهم يشعرون باليأس، تفوق الحاجة إلى استقبال الشهر الفضيل على الاستعدادات التقليدية، خاصة مع فقدان أجزاء من عائلاتهم بسبب الحرب.
ولا يوجد استعداد كامل لاستقبال رمضان بسبب نقص الإمكانيات والأسعار المرتفعة، الذي يعبر عن عجزهم عن التحضير بسبب توافر المأكولات المعلبة بأسعار مرتفعة.
ويأمل النازحون في رفح عدم رؤية هلال شهر الصيام قبل الإعلان الرسمي، حول هدنة قادمة بين إسرائيل وحماس، وتقترب مفاوضات الهدنة حيث من المتوقع عقد لقاء في قطر لإتمام الاتفاق النهائي، ومن ثم اجتماع في مصر لوضع التفاصيل النهائية.
الأونروا وضع غزة في رمضان كارثي.
وقال عدنان أو حسنة مستشار الإعلام في الأونروا، إن مأساة سكان غزة تزداد خلال شهر رمضان بسبب الأوضاع الإنسانية المتدهورة، وطالب الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار والسماح للوكالات الإغاثية بالوصول إلى شمال قطاع غزة، وشدد الأونروا على ضرورة إدخال المساعدات عبر البر بدلًا من عمليات الإسقاط من الجو، وأشار إلى أنه يوجد ذكر ٧ معابر حدودية ستساعد في التصدي للكارثة الإنسانية في غزة بفتحها.
وأشار إلى أن إسقاط المساعدات من الجو ليس بديلًا عن استخدام الطرق البرية بين إسرائيل وغزة، وهناك سبعة معابر بين البلدين، بما في ذلك كرم أبو سالم ورفح، والوضع يتطلب قرارًا سياسيًا لفتح هذه المعابر وتسهيل دخول الشاحنات، لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة. واختتم عدنان أبو حسنة، بأن المأساة مستمرة وستتفاقم في رمضان بسبب عدم تملك الناس القدرة على تطبيق الطقوس الرمضانية، ويجب فتح المعابر البرية ودخول المئات من الشاحنات لتفادي تفاقم الأوضاع والمجاعة، وطالب بوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية لدخول المنظمات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة لتفادي الانهيارات الإنسانية الكارثية.