في إطار دعم المرأة المصرية في مجال الفن والموسيقى، عقدت السفارة الأمريكية بالقاهرة شراكة مع مؤسسة Nvak ومهرجان "هي" للفنون “SheArts”، لتنفيذ برنامج لتعليم الموسيقى والتطوير الوظيفي على مستوى عالمي المسمى "Musheqa"، والذي يقوم بتدريب 40 فنانة وموسيقية طموحة في مجال الموسيقى المعاصرة وتعليم ريادة الأعمال، بالإضافة إلى توفير فرص التواصل والإرشاد.
وبينما استمرت ورش العمل لمدة ثلاثة أشهر، استضاف المتحف المصري الكبير في "يوم المرأة العالمي"، حفلا للمشاركات اللواتي قدمن عددا من الأغاني والمعزوفات الخاصة بهن، وهي مخرجات الورشة التي أشرف عليها هال روزنفيلد، المؤلف والمنتج الموسيقي، وعازف الإيقاع الأمريكي الشهير، ومديرة برامج الترويج هانا هايمان، التي قادت برامج تعليم الموسيقى المبتكرة ومبادرات رعاية الفنانين في العديد من البلدان.
كما شاركت في الحفل فرقة "طبلة الست" النسائية التي اشتهرت بعزفها الإيقاعي.
وألقت القائمة بالأعمال بسفارة الولايات المتحدة، إيفينيا سيديريس، كلمة أشارت فيها إلى أن المرأة المصرية على مدار قرون قدمت الكثير "وقد أخذت بزمام المبادرة بفخر في منعطفات حرجة عبر التاريخ المصري، ولكن في كثير من الأحيان، يكون الباب مغلقًا أمام النساء اللاتي يبحثن عن مهنة في الموسيقى أو يبحثن عن مهنة في مجال الفنون".
وأضافت: "لهذا السبب، سعدنا أن نشهد هذه الشراكة بين مؤسسة Nvak وSheArts لتوفير منصة محورية للخريجين المصريين الواعدين من برنامج Musheqa.
وقالت: " لم أكن أعلم ذلك من قبل، لكنني علمت من زملائي أن والد أم كلثوم كان يلبسها ملابس تنكرية حتى تتمكن من الأداء على المسرح مع شقيقها والرجال كجزء من فرقتهم الموسيقية. هذه قصة أصيلة رائعة للسيدة التي ستبيع يومًا ما أكثر من 80 مليون تسجيل وتصبح أيقونة عالمية، ليس مجرد نجمة مصرية، بل أيقونة عالمية".
وتابعت إيفينيا: "مع ذلك، وعلى الرغم من إرث أم كلثوم، فإن الوصول إلى المسرح المصري لا يزال بعيدًا عن متناول العديد من الفنانات الموهوبات. وبناء على ذلك، لا تقتصر الشراكة بينا على كسر الحواجز فحسب، بل تتعلق أيضًا ببناء أساس قوي يمكن للفنانات من خلاله أن يزدهرن."
وأكدت القائمة بالأعمال الأمريكية أن حكومتها تلتزم بالشراكة مع الحكومة المصرية لتعزيز النمو الاقتصادي الشامل، والحد من الفوارق بين الجنسين، وتمكين المرأة بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
وأوضحت: "على سبيل المثال، نحن نعمل مع كل من الحكومة المصرية والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية لتحقيق تحسين بيئة العمل للنساء، وتوسيع نطاق الوصول إلى الخدمات المالية المصرفية وغير المصرفية، والحد من الآثار الاجتماعية والاقتصادية للعنف ضد النساء والفتيات".
وأضافت أن الحكومة الأمريكية تدعم أيضًا رائدات من خلال شراكات مع حاضنات ومسرعات الأعمال وشبكات ريادة الأعمال ومراكز خدمات تطوير الأعمال لتزويد النساء بالمهارات والموارد وشبكات العلاقات الاتي يحتجن إليها لبدء أعمالهن التجارية وتوسيع نطاق أعمالهن "ويشرفنا أن نتشارك مع مصر في هذه الجهود الرامية إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وإنشاء مجتمع أكثر شمولًا ومصر أقوى للأجيال القادمة".
إيفينيا سيديريس: نعمل على التمكين الاقتصادي
في حديثها لعدد من الصحفيين على هامش الافتتاح، من بينهم محررا "البوابة"، قالت إيفينيا سيديريس إن الكثير من تركيز الشراكة المصرية- الأمريكية ينصب على النمو الاقتصادي والتعليم والتمكين.
وقالت: الطريقة التي ننظر بها إلى الأمر، وأعتقد أن الطريقة التي ينظر بها المصريون إليها، هي أن النساء أكثر من نصف المجتمع، وبالتالي فإن فكرة تركيز برامجنا على تمكين الشباب والشابات والبحث عن الفرص للجميع المجتمع المصري يتعلم من بعضه البعض".
وأكدت: "لدينا تحديات اقتصادية وتحديات اجتماعية مماثلة في بلداننا، وتجد النساء في بعض الأحيان صعوبة أكبر في العثور على فرص لتربية أسرهن، والتقدم في مكان العمل، والحصول على المساواة في مكان العمل وفي المجتمع. لذا، فإننا نبحث عن فرص لزيادة الفرص التعليمية للمرأة، خاصة في الاقتصاد الجديد ومجالات التكنولوجيا، لزيادة وصول المرأة إلى المهارات التقنية والشبكات اللازمة لريادة الأعمال، وإنشاء الأعمال التجارية، وفرص القيادة في المشاركة المدنية والاقتصادية".
ولفتت إيفينيا إلى أن دعم الثقافة والسياحة يجمع عمل وثيق بين الحكومتين "والحدث الذي نحتفل به هنا الليلة هو تتويج لبرنامج طويل، جمع شراكة بين منظمة مصرية ومنظمة أمريكية حول زيادة عدد النساء في أوساط الفنون والموسيقى".
وقالت: "تعد مصر رائدة في الفنون والموسيقى التقليدية، وتحظى الموسيقى والثقافة المصرية بشعبية كبيرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط. نريد أن نتأكد من أن أصوات النساء يمكن أن يكون لها دور أكبر ونريد أن نتأكد من أن المرأة يمكنها كسب المزيد من المال وكسب العيش في هذه المجالات أيضًا".
وعن برنامج Mushika، الذي تشارك فيه النساء اللواتي قدمن الحفل، أوضحت أنه تم تصميمه لتوفير الفرص للنساء المصريات في مجال الموسيقى "لأنه على الرغم من وجود هذه الفرص الرائعة هنا، إلا أنها كانت صناعة يهيمن عليها الرجال بشكل أساسي".
ولفتت إلى تلاقي الرؤيتين، المصرية والأمريكية، في الترويج السياحي والثقافي والفني بطريقة مستدامة "لذا، فإن كل ما نقوم به هو البحث عن فرص للحفاظ على الفرص الثقافية وتنميتها بطريقة مجدية اقتصاديا. ثم عندما يتعلق الأمر بالبيئة، على سبيل المثال السياحة في البحر الأحمر، نبحث عن فرص لتمكين الشباب والشابات المصريين والقيام بحماية البيئة، لأن مصر تتمتع بجمال طبيعي لا يصدق.
وتابعت: "يكون الأمر أكثر فعالية عندما نفكر في هدفنا الأوسع. أعتقد أن هذا هو هدف قيادتكم وقيادتنا، وهدفنا دائمًا هو التفكير حول تمكين الرجل والمرأة على قدم المساواة وتقليص الفوارق بين الجنسين، وكما ذكرت، فإن جزءًا كبيرًا مما نقوم به هو النمو الاقتصادي. لذلك، ضمن هذا النمو، يتم إنشاء منح دراسية للبنين والبنات في جميع أنحاء مصر، ومن ثم للمهنيين في منتصف حياتهم المهنية لدراسة المجالات الناشئة لتكنولوجيا المعلومات، التنمية المستدامة، المبادرات البيئية، أجهزة الكمبيوتر، الذكاء الاصطناعي".
وأكدت أنه، بشكل عام، يُعّد النمو الاقتصادي وريادة الأعمال هما أكبر شريحة ضمن المنح الدراسية الأمريكية "نريد مساعدة أصحاب الأعمال الصغيرة. أيها الرجال والنساء، إذا كانت لديكم فكرة جيدة، فربما تحتاجون إلى بعض المساعدة في المهارات التقنية، وربما تحتاجون إلى شبكة من الموجهين".
وأكدت: "كما هو الحال في أمريكا، أصحاب الأعمال الصغيرة هم الذين يقودون الاستثمار. ونعتقد أن المرأة المصرية لديها الكثير من المواهب، وخاصة في صعيد مصر. لذا، فإن البحث عن طرق للمساعدة في التسويق، مع توفير الفرص للأشخاص خارج الاقتصاد الرسمي، ربما يكون في النهاية أكثر فائدة للناس، وأكثر تمكينًا للبقاء في الاقتصاد الرسمي".
من أجل الموسيقى
خلال حديثها، أكدت القائمة بالأعمال الأمريكية في القاهرة أن الشعب الأمريكي، مثل المصريين، يعشق الموسيقى "نحن نحب الترويج لثقافتنا في الموسيقى الأمريكية، ونرغب في التعرف على موسيقاكم أيضا".
وأضافت: "كذلك، نحن نحب مشاركة التاريخ. على سبيل المثال، في أمريكا، لدينا المزيد من تاريخ السود في الشهر الماضي، وهناك بعض الموسيقيين الأمريكيين من أصل أفريقي صنعوا لدينا تقاليد ثقافية فريدة جدًا في أمريكا بسبب جميع المهاجرين لدينا".
تابعت: "أعتقد أن هذا ملهم للغاية بالنسبة لنا، لأنكم بلد متنوع للغاية أيضًا. لديكم تقاليد موسيقية مختلفة. أعتقد أن الموسيقى تدور حول التعبير عن الذات، لذلك نحن نتحدث عن تاريخنا. نتحدث عن آلامنا، عن الخسارة، عن الفرح، عن عائلاتنا، عن حبنا. في بعض الأحيان السياسة، وأحيانا النضال".
هال روزنفيلد: تعلمت من هؤلاء النساء
"هنا، أساعد كل هؤلاء النساء القويات على الاجتماع معًا وعرض مواهبهن"، هكذا وصف هال روزنفيلد، المؤلف والمنتج الموسيقي، وعازف الإيقاع الأمريكي الشهير، والذي تولى تدريب السيدات المشاركات في الحفل.
يقول: "ساعدتهم نوعًا ما في بعض الأمور المتعلقة بالأداء، وبعض المساعدة في الخدمات اللوجستية لكيفية تجميعها معًا في العرض. كانت وظيفتي هي أن أقدم القليل من التوجيه والخبرة".
ويلفت روزنفيلد إلى أنه في السنوات الأربع أو الخمس الماضية، شهد العالم زيادة في نسبة النساء اللاتي يؤلفن الموسيقى "وأعتقد أن برامج مثل التي نحن بصددها الآن، والتي ترعاها الخارجية الأمريكية، نجد لدينا أكثر من 200 متقدم، يتم اختيار 45 شخصًا منهم، ثم يصبح منهم 20 شخصًا فقط يقدمون عروضهم اليوم للأغاني التي كتبوها بأنفسهم".
وأضاف: "هذا فقط ما نحتاجه. نحتاج للمزيد من مثل هذه البرامج، وأعتقد أن التمويل الذي قدمته سفارة الولايات المتحدة والذي يزيد عن 200 ألف دولار أمر مذهل بالنسبة لي. وهنا، في مصر، هناك الكثير من الموارد، لدينا أماكن للتدرب، وأماكن للعرض مثل المتحف الكبير".
وتابع: " حتى الموسيقيين المكافحين في لوس أنجلوس لا يحصلون حتى على هذا النوع من الفرص. أعتقد أننا حقا على طريق جيد، ويشرفني أن أعرف هؤلاء النساء، وقد تعلمت منهن الكثير".
وعن الموسيقى المصرية، أبدى روزنفيلد ولعه بالأغاني التي يقدمها الفنان عمرو دياب، الذي تعرف عليه عن طريق أحد أصدقاؤه المقيمين في مدينة لوس أنجلوس. كما أبدى انبهاره بالموسيقى التي قدمها الفنان هشام نزيه في مسلسل "مارفل" الشهير "The Moon Night"، والمستوحى من الآلهة المصرية القديمة.