يعد الفنان الراحل حسن الشرق من أبرز الفنانين التشكيليين فى مصر والعالم العربي؛ امتلك موهبة فطرية وأثرت نشأته الريفية فى تشكيل مخزونه الثقافي، ليبدأ رحلته من أوراق الجزارة إلى توثيق الحياة المصرية فى متاحف العالم، ويصير «الفرعون الهارب» الذى مزج الألوان فى أعماله ليحلق نحو العالمية.
لاقت أعمالُه قبولًا ونجاحًا دوليًا، كُلل بجائزة مفتاح مدينة نورنبيرغ الألمانية، كما حقق المركز التاسع، من بين ٣٠٠ فنان، فى بينالى أقيم فى الولايات المتحدة للفنانين التلقائيين، إضافة إلى منحه شهادة تعادل الدكتوراه الفخرية.. إنه الفنان التشكيلى المصرى الراحل"حسن الشرق".
ابن الزاوية
ولد "حسن عبدالرحمن حسن" فى قرية زاوية سلطان بمحافظة المنيا فى صعيد مصر، فى ٢٨ مايو ١٩٤٩، وبأدوات بسيطة من الطبيعة وألوان صنعها بنفسه، بدأ رحلته مع موهبته، التى ظلت حبيسة داخل قريته ٢٥ عامًا، إلى أن جاءتها الفرصة، فكتبت لها العالمية، وانطلقت موثقة الحياة الشعبية المصرية، بألوانها المبهجة، لتكون سفيرًا لمصر، وشاهدًا على الثقافة المصرية.
عاش "الشرق" طفولته فى قريته شرق النيل وفى حضن الجبل بين أعداد كبيرة من أضرحة أولياء الله الصالحين.
قال: «شجعنى كثيرًا مدرس مادة العلوم فى المرحلة الابتدائية بعد أن رأى رسمى على الحوائط، والمقاعد، فدفعنى لرسم الوسائل والأجهزة التعليمية واللوحات العلمية المستخدمة فى شرح المادة وتوضيحها».
ولأن نشأته جاءت فى قرية تجمع ما بين الريف والمدينة فكان يرسم مفردات البيئة المحيطة به من نيل، وخضرة، ومنازل تأخذ شكل القباب، وكان كل ذلك على الحوائط باستخدام الطباشير تارة والأقلام تارة أخرى، ثم بدأ يخصص دفاتر ورقية للرسم.
لم يكمل حسن تعليمه وبدأ العمل فى حانوت الجزارة مع والده، وبرغم اضطراره لذلك إلا أن وجدانه الفنى لم يستطع المضى فى هذا الطريق، لوحات الرسم كانت ورق اللحم من دكان والده الجزار، وكانت فرشته من سعف النخيل، وألوانه من دكان العطار وهى اللون الأصفر من الكركم، والبنى من العرقسوس، الأزرق من زهرة الغسيل.
نحو العالمية
بدأ حسن الشرق الرسم على الورق عبر تغليف اللحوم، حيث كان يعمل والده جزارًا، مستخدمًا ألوان من الأعشاب والأحجار ومواد العطارة، وظل يرسم ويطور موهبته ٢٥ عامًا، حتى جاءت االفرصة، بعدما زارت مستشرقة المانية محافظة المنيا، وشاهدت أعماله وبعدها بدأت بتنظبم معرض للوحاته بالقاهرة، فحقق نجاحًا كبيرًا، جعله ينطلق نحو العالمية، فقدم معارض بالخارج وذاع صيته فى مصر وخارجها، كما طبعت كتبا له عن تجربته بالألمانية والعربية والانجليزية، بعنوان "حسن الشرق والريف المصري".
مع الأبنودي
قال الفنان التشكيلى المصرى إن «حكايات (ألف ليلة وليلة) و(السيرة الهلالية)، التى تعاونت فيها مع الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، استوحيت منها كثيرًا من أعمالي، فضلًا عن الحياة اليومية للقرية المصرية بكل تفاصيلها من فلاحين.
قال الفنان التشكيلى المصرى إن «حكايات (ألف ليلة وليلة) و(السيرة الهلالية)، التى تعاونت فيها مع الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، استوحيت منها كثيرًا من أعمالي، فضلًا عن الحياة اليومية للقرية المصرية بكل تفاصيلها من فلاحين وأفراح وليالى الحنة. وهذا ما يجعلنى أؤكد أن العودة إلى تراثنا وجذورنا طريقنا نحو العالمية».
معارض دولية
رشحت أعماله لبينالى التلقائيين تشيكوسلوفاكيا أعوام ١٩٩٤- ١٩٩٨، ومعرض بمدينة شتوتجارت بألمانيا تحت إشراف الناقدة أورسولا ١٩٨٩، ومعرض بمدينة مونشن بألمانيا ١٩٩٠، فرنسا ١٩٩١، واللوفر ١٩٩٢، ومعرض بميونخ بألمانيا ١٩٩٤، معرض بنيوربك بقصر برج برنبخ ألمانيا ١٩٩٤، كما حصل على مفتاح مدينة نيوربك، ومعرض بسويسرا ١٩٩٤.
مقتنيات خاصة
له العديد من المقتنيات الفنية بألمانيا وعواصمها، وإيطاليا، وفرنسا، أمريكا، سويسرا، هولندا، المكسيك، كولومبيا، أسبانيا، السويد، أنجلترا، السعودية، الكويت، فلسطين، لبنان، المغرب، الهند، اليونان.
كما له أيضا مقتنيات رسمية، بمتحف بولاية بيروتس بألمانيا، ومتحف الجامعة الأمريكية، وبوزارة الثقافة، ومتحف البنك الأهلي، ومتحف الأوبرا المصرية، وأيضا متحف اللوفر.