قالت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبد الرحيم، مقدمة برنامج “الضفة الأخرى”، ونائب رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة لملف الإسلام السياسي، إن الواقع في البرازيل كما الحال في غيرها من دول العالم يثبت أن وجود الإخوان في بلد ما بوجود التطرف والإرهاب، وهذا ما نحاول رصده من خلال برنامجنا الضفة الأخرى.
وأضافت "عبد الرحيم"، خلال برنامجها “الضفة الأخرى”، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أنه على الرغم من أن البرازيل لم تشهد أي هجمات إرهابية كبيرة في السنوات الأخيرة، فقد تمكنت العديد من الجماعات المتطرفة من التسلل والنشاط داخل حدودها، وأنشأت الجماعات الإرهابية شبكات تهريب واسعة النطاق في منطقة الحدود الثلاثية التي تمتد على حدود البرازيل وباراجواي والأرجنتين؛ وكما أظهرت التقاريرالصادرة عن جهات الاختصاص البحثية والأمنية الدولية والإقليمية خلال السنوات الأخيرة أن هذه الجماعات في منطقة التجارة الحرة قد حققت إيرادات كبيرة من تعاملها مع المؤسسات الإجرامية في المنطقة، ويعتقد أن المنظمات الإجرامية البرازيلية تساعد هذه الجماعات في تهريب الأسلحة والحصول على المتفجرات.
وأوضحت أنه على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها البرازيل في السنوات القليلة الماضية لمواجهة الإرهاب وجماعاته النشطة على أراضيها كإصدارها قانون تجريم الإرهاب في 2016، والتشريع الذي أصدرته في 2017 في محاولتها تجفيف منابع الدعم المالي لجماعات الإرهاب؛ فإن خطر الإرهاب ونشاط جماعاته داخل المجتمع البرازيلي ما زال حاضرًا؛ مما يعني الحاجة لسياسات أكثر حسما للتصدي لتلك الأخطار وكما دعت التقارير الدولية البرازيل ودول امريكا اللاتينية لتطبق بشكل استباقي قانون مكافحة الإرهاب لاعتقال هؤلاء الأفراد المتورطون في أعمال إرهابية أو داعمين للإرهاب وحرمانهم من حرية العمل داخل البلاد، ويجب على المجتمع الدولي أن يدرك أن الضغط على البرازيل لتبني هذه الإرادة السياسية أمر بالغ الأهمية لاستراتيجية قوية وفعالة لمكافحة الإرهاب.
وتابعت: "وتبقى الخطوة الاهم التي يجب على البرازيل الأخذ بها وهي خطوة واجبة على جميع دول العالم من حكومات ومؤسسات دولية الموقف الحاسم من جماعات الإرهاب والعنف والالتزام بتعريف محدد وواضح لمصطلح "الإرهاب" يلتزم به المجتمع الدولي، وقطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع المنظمات المتطرفة المصنفة دوليا، وبتلك الخطوات والتي لا تتحمل التردد والمرواغة تكون البداية الجادة والحاسمة في التصدي لفكر وممارسات جماعات الإرهاب بكل ما تحمله من مخاطر تُهدد الجميع.