الإثنين 04 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

في ذكرى يوم ميلاده.. باقة محبة من المصريين للشيخ محمد بن زايد: "سكنت قلوبنا كأبيك"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لعلها مناسبة نتقدم فيها بأسمى معاني الحب لرجل من نسل أحببناه ولطالما أكدنا على أواصر الأخوة قيادة وشعبا، تلك المحبة التي تزيد في القلوب مع الأيام والمواقف وتصمد أمام تقلبات الزمن، فآل زايد أهلنا نعرف قدر محبتنا في قلوبهم ونوقن أنهم حبهم لمصر لا ينازعه في الروح شيئا.

حكاية محبة تتوارثها الأجيال من لدن الأب العظيم الذي كتب وصيته بمداد من روحه وأوصى بها أبنائه واحفاده:"

وقال فيها: «نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر.. وهذه وصيتي، أكررها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب، إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة».

 

في فترة الستينات لم تتوان مصر في إرسال نخبة من مختلف التخصصات، إلى الإمارات حيث كانت أحلام حلم الاتحاد تلوح في الأفق..تضافرت الجهود وتشاركت السواعد وتحقق حلم التأسيس بفرحة عربية لا فرق فيها بين مواطن وآخر. 

 

 في أعقاب حرب 1967، كان الشيخ زايد طيب الله ثراه أول الداعمين لجهود مصر في الإعمار وتمكين قطاعات حيوية في الدولة، إلى جانب دعم القوات المسلحة المصرية.

حب الشيخ زايد كان لمصر مهما تبدلت الأسماء فكان يرى دائما أن من يتولى حكمها عنوانا لها لذلك وعقب وفاة الرئيس جمال عبدالناصر، تواصلت علاقات الأخوة والصداقة بين الشيخ زايد والرئيس الراحل محمد أنور السادات، وعند تأسيس الاتحاد في عام 1971 وقيام دولة الإمارات العربية، كانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت بالاتحاد ودولة الإمارات ودعمت وجوده إقليميًا ودوليًا، باعتباره قوة جديدة للعرب. وزار الرئيس المصري أنور السادات دولة الإمارات، ليرد بعدها المغفور له الشيخ زايد، الزيارة إلى القاهرة، مقدمًا وشاح آل نهيان للرئيس السادات، تقديرًا لدوره في مساندة قيام الاتحاد.

 

في عام 1973 سطر الشيخ زايد تاريخا جديدا من المحبة وسجل التاريخ المقولة الخالدة له: «إن البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي». وتمثل صورة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وهو يساند الجيش المصري في إحدى مهامه، خير شاهد على ما قدمته الإمارات لمصر من دعم.

استمرت العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين خلال فترة السبعينات، لتقدم نموذجًا فريدًا للعلاقات بين الدول، وشهدت تلك الفترة موقفًا جديدًا يجسد حب الشيخ زايد، طيب الله ثراه، لمصر وشعبها، فتبرع بمبلغ 100 مليون دولار بهدف إعادة إعمار محافظات قناة السويس، ما دفع القيادة المصرية لإطلاق اسم «الشيخ زايد» على مدينة كاملة، تم افتتاحها عام 1976، في محافظة الإسماعيلية، وتستوعب أكثر من 17 ألف وحدة سكنية منها خمس مناطق قديمة بناها الشيخ زايد وبلغ عدد وحداتها السكنية 4500 وحدة.

 

ولم تكن هذه المدينة هي الوحيدة التي تحمل اسم «حكيم العرب» في مصر، فقد تم في عام 1995، إنشاء مدينة الشيخ زايد في محافظة الجيزة المصرية على بعد نحو 30 كيلومترًا عن وسط القاهرة، بمنحة من صندوق أبوظبي للتنمية، ومساحتها 38.4 كيلومترًا مربعًا، ويشكل تمثال للشيخ زايد في المدينة أحد أبرز معالمها، ورمزًا لاعتزاز وتقدير مصر وشعبها لهذا الحاكم الجليل على مر العصور.

وسجل التاريخ العربي موقفًا آخر للشيخ زايد، طيب الله ثراه، في عام 1988، إذ قام بزيارته التاريخية إلى مصر، بعد قرار القمة العربية في عمان عام 1987 إنهاء المقاطعة مع مصر، وإعادة العلاقات الدبلوماسية معها، وهي زيارة جاءت نتيجة لجهود حثيثة قام بها الشيخ زايد بين الدول العربية، إيمانًا منه بقيمة الاتحاد، وأن الحفاظ على وحدة الصف العربي هو غاية يجب عدم التنازل عنها مهما كلف ذلك من عناء ومشقة.

ورث الشيخ محمد بن زايد هذا الحب كاملا من والده واجتهد لينفذ وصيته فقدم كافة انواع الدعم لمصر في السنوات العجاف وساند الشعب المصري في حربه ضد خفافيش الظلام، كان عونا وسندا في المحنة الطاحنة مؤمنا بأن مصر عمود الخيمة العربية، وظهر ذلك جليا في مشاهد الإخوة التي جمعت بينه وبين الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي ما ترك مناسبة إلا وأبدى فيها عمق تلك العلاقة ووصفه للشيخ محمد بأنه شقيقه، وعبر عن حبه وامتنانه لدوام الدعم الإماراتي لمصر، هذا الحب الذي عبر عنه قائد مصر لم يكن بصفة فردية ولكنه كان باقة محبة جمعها الرئيس من قلوب شعبه الذي يعرف جيدا من كان معه ومن كان عليه في محنته.. ولعل ذلك ظهر جليا لدى تجول الشيخ محمد في مدينة العلمين وأبناء الشعب المصري يلتقطون معه صورا تذكارية وهو يسير دون حراسة، فهو يوقن ان محبة المصريين تحرسه.

إن لم تكن شجرة هذه المحبة عفية لاقتلعت الريح جذورها، فأهل الشر حاولوا لمرات إفساد ثمرها وبث الكراهية بين الشعبين لكن نهر المحبة العذب لم تعكر صفوه شائبة.

وهناك لقطة ستظل عصية على النسيان جسدت قمة المحبة وعمق العلاقة بين بن زايد والسيسي، تلك التي قاد فيها الشيخ محمد سيارته وبجواره الرئيس السيسي لدى استقباله في دولة الإمارات، شقيقان يتحدثان عن حلم عربي يصل لعنان السماء، بعيدا عن البروتوكولات الرسمية، كتف بكتف ويد اخ تشد على يد أخيه بأننا سويا ما دامت الحياة.

ليست عبارات ولا عناوين أخبار تنشر إنما هو عهد وميثاق لا يصونه إلا الشرفاء، وقد بات هذا جليا أمام العالم والإمارات تمد يدها إلى مصر في عثرتها الاقتصادية ليعلنان سويا توقيع أكبر صفقة استثمارية في التاريخ، ليكون "رأس الحكمة" عنوانا تاريخيا لتلك المحبة التي دامت لسنوات، ليعود ويكرر الرئيس السيسي الشكر لشقيقه الشيخ محمد في محفل عام، وكأنه يقول للعالم أجمع نحن لبعضنا البعض جبال في الشدائد.. عرق المحبة سيظل متصل إلى أبد الدهر.. فمن أحب مصر أحببناه ومن كان معنا دائما في محنتنا لن ننساه.

عام سعيد وعمر مديد يا سمو الشيخ محمد.. تذكر دائما أننا نحبك في الله.