"الأوضاع تزداد سوءا".. هكذا بدأ الرائد محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني، تصريحاته لـ"البوابة نيوز"؛ حيث أكد أن الوضع صعب للغاية، خاصة في شمال غزة.
وقال "بصل": مازلنا نبحث عن جثث الشهداء، تحت الركام، ولكننا نصاب بالعجز أحيانا، في إخراجهم من تحت الركام، نظرا لضعف الامكانيات لدينا، والوضع كل يوم يزداد صعوبة عن اليوم السابق، فالاحتلال الإسرائيلي يزداد وحشية، ويستمر في قتل الأبرياء، دون رادع.
وأضاف المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني، أن معاناة المواطنين في غزة، والشمال، تتفاقم يوميا؛ حيث بات الآلاف منهم ينتظرون الموت، بين دقيقة وأخرى، فأسباب الموت كثيرة ومتوفرة لدينا، اما بسبب الجوع، أو استهداف الاحتلال الإسرائيلي.
وتابع بأن العدوان يدخل مع الأبرياء من شعبنا الفلسطيني فى معركة يومية، دون أن تتحرك الضمائر الحية، من أجل إنقاذ ما تبقي من حياة في غزة، فالموت يحاصرنا من كل جهة، وهو قادم لا محالة بين لحظة وأخرى.
واستطرد "بصل" بقوله: لابد أن نذكر أنه في ظل تدمير الاحتلال الإسرائيلي معظم قدرات الدفاع المدني، فإن طواقم الدفاع المدني عاجزة عن تلبية النداءات والاستغاثات الخاصة بالمواطنين، مما يتسبب فى سقوط آلاف الضحايا من المواطنين.
بالإضافة إلى انعدام وجود المستشفيات والمؤسسات التي تقدم الخدمات والرعاية الصحية، وبهذا فإننا نقف عاجزين عن إنقاذ الشهداء، وتلبيه الاستغاثات، ونناشد المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، إغاثة آلاف المواطنين النازحين في منطقة رفح، جنوب قطاع غزة حيث يعيشون بين برودة الطقس، وشح الغذاء، والخوف من القصف الإسرائيلي، ووضع غير إنساني بالمرة.
تابع "بصل": أما عن العمليات التى تقوم بها الطواقم، فدورنا العمل فى الكوارث والأزمات، وأثناء عمليات الاستهداف من قبل المحتل، فهناك تدخل من أجل إنقاذ الناس، هذا فى مجال الإطفاء، وعمليات الإسعاف والإنقاذ من أجل إنقاذ ما يمكن انقاذه، من قبل الاحتلال، من أجل حماية الأرواح والممتلكات، فهذا دور أساسي.
وقال: طوال خمسة أشهر من الحرب، قامت الطواقم بانتشال عدد كبير من المواطنين، فقبل أيام تم انتشال أربعة أفراد من تحت منزل، يعود لآل نعيم، بحي الزيتون، وسط مدينة غزة، كانوا تحت الأنقاض لمدة تسعة أيام متواصلة، وتم استهداف المنزل على رؤوس ساكنيه، وتعاملت الطواقم، وتم إنقاذ أربعة أشخاص أحياء، والكثير من عمليات الانتشال قمنا بها تحت ضغط المحتل .
واختتم "بصل" بقوله: قدمنا أكثر من خمسين شهيد، من طواقم الدفاع المدني، منهم من تم استهدافه بشكل مباشر، ومنهم من استشهد بشكل غير مباشر، وحدث ذلك أثناء عمله، ومواقعنا كدفاع مدنى تم استهدافها، بشكل متكرر، والإصابات لدينا كثيرة، وتحتاج للسفر للعلاج، ولكن للأسف هذه الأمور صعبة جدا، وهناك أفراد من الطواقم لا نعلم عنهم شيء، والواقع هنا صعب.
أضاف، أن المجاعة تنتشر هنا بشكل قاسى جدا، وأناشد بتخصيص جهة معينة لاستلام المساعدات، وتوزيعها بشكل عادل، فالموت من الجوع أو الاستهداف يحاصر الأبرياء.